أكد نائب رئيس الوزراء رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، أن الاهتمام بإعداد المعلم وتدريبه بدأ مع انطلاقة التعليم النظامي في البحرين عام 1919، تلاها عام 1954 إنشاء قسم خاص للمعلمين بالمرحلة الثانوية، ثم معهد في 1966 وآخر للمعلمات عام 1967.
وقال سموه لدى رعايته حفل تخريج الدفعة الثانية من طلبة كلية البحرين للمعلمين بجامعة البحرين أمس، إن إنشاء الكلية يأتي من بين أهم مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، وفي إطار المشروع الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، ومن منطلق الإيمان أن المدخل الحقيقي لتطوير التعليم هو البدء بإعداد المعلم المميز القادر على قيادة العملية التعليمية والتربوية بالكفاءة والخبرة المطلوبتين.
وأضاف سموه أن الكلية سعت لتحقيق هذا الهدف، للاستعانة بتجارب الدول المتقدمة في مجال إعداد المعلم وتأهيله وتمهينه ضمن برامج ومشروعات تطويرية تنسجم مع أهداف التعليم والتدريب في البحرين، وبهدف الارتقاء بجودة التعليم في مراحله التأسيسية كافة.
وأوضح سموه أن الاهتمام بإعداد المعلم وتدريبه ليس بالأمر الجديد، حيث تزامن مع انطلاقة التعليم النظامي في البحرين عام 1919، عندما عملت الحكومة حينئذ على استقطاب نخبة من المعلمين من الدول الشقيقة للعمل إلى جانب المعلمين الوطنيين ممن أسهموا في تخريج أجيال حملت مسؤولية بناء نهضة البحرين وتطورها عبر مراحلها المتعددة، تلاها عام 1954 إنشاء قسم خاص للمعلمين ضمن المرحلة الثانوية، وجاء بعدها إنشاء معهد خاص للمعلمين عام 1966 وآخر للمعلمات سنة 1967.
ونبه سموه إلى ما جاء بالتقرير العالمي لرصد التعليم، المؤكد لأهمية ضمان وصول أفضل المعلمين إلى فصول ومقاعد الدارسين، باعتبار أن المعلمين الجيدين هم سبيل تحقيق جودة التعليم.
وأضاف سموه «من هذا المنطلق فإن طموحنا في تطوير التعليم لا يتوقف عند حد، ونتطلع باستمرار لتكون الكلية مستجيبة للنتائج المستوحاة من خريجيها، لتعديلها بما يتلاءم مع معايير الجودة العالمية وحاجات ومتطلبات التعليم في المملكة».
وهنأ سموه، الخريجين وأساتذتهم وأولياء أمورهم على ما حققوه من نجاح وتفوق، آملاً أن ينعكس ما تعلمه الخريجون من علم ومعرفة ومهارات على طلبة المدارس لتحقيق متطلبات جودة التعليم ومخرجاته.
وأعرب سمو نائب رئيس الوزراء، عن شكره وتقديره لجهود أعضاء لجنة تطوير التعليم والتدريب والقائمين على الحفل إعداداً وتنظيماً، متمنياً للجميع التوفيق والسداد.
من جانبه قال وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي «إنه لما يسعد القلب ويثلج الصدر، ويبعث في النفس البهجة والسرور، أن نحتفي اليوم بتخريج هذه الكوكبة من طلبة الفوج الثاني لكلية البحرين للمعلمين، لتلتحق بميدان الشرف والعطاء في مجال رسالة التعليم النبيلة».
وأضاف «بهدي من فكر قيادتنا الرشيدة ورؤاها السديدة وبدعمها المستمر لمسيرة التعليم بكافة مراحله، تضطلع لجنة تطوير التعليم والتدريب بدور حيوي بارز في متابعة تنفيذ مبادرات المشروع الوطني، من أجل بناء مجتمع المعرفة وتحقيق متطلبات التنمية المستدامة».
ولفت إلى أن كلية البحرين للمعلمين تأتي بمقدمة هذه المبادرات، إذ أولتها اللجنة برئاسة سمو نائب رئيس الوزراء عناية خاصة، لتكون صرحاً للامتياز التربوي منذ نشأتها، بالإفادة من الشريك الأساس المعهد السنغافوري للتعليم، وباستلهام أفضل التجارب والنماذج الدولية في مجال إعداد المعلمين والقادة التربويين.
وذكر أن الكلية استندت لمنهجية قائمة على جذب أفضل العناصر لمهنة التعليم، وعلى التكامل ما بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي الميداني في إعدادها، وتوظيف الممارسة والتأمل وتبادل الآراء من أجل فهم جوهر العملية التعليمية، منذ اليوم الأول لدخول الطلبة الكلية وطوال مدة دراستهم حتى تخرجهم، ما يعطيهم تميزاً عن غيرهم.
وقال النعيمي «إننا لا ننظر إلى ما يخصص من إنفاق على برامج إعداد المعلمين وتأهيلهم وتمهينهم، إلا من باب الاستثمار في صناعة الأجيال، والإيمان أن ما يسود عالمنا المعاصر اليوم من تنافس، إنما يأتي أولاً وآخراً عبر التعليم لامتلاك ناصية القوة بمعانيها المختلفة، باستثمار طاقات القوى البشرية وإمكاناتها، وتعزيز مفاهيم الجودة والإتقان والحرفية والتميز، من أجل منتج تعليمي نوعي منافس.
وعرض الوزير ما تم على صعيد الإعداد والتأهيل والتمهين، حيث بلغ عدد برامج الدراسة الأكاديمية والتنمية المهنية المطروحة في كلية البحرين للمعلمين خلال العامين الماضي والحالي 28 برنامجاً، استفاد منها 4859 طالباً وقائداً تربوياً.
وبلغ عدد برامج التنمية المهنية المطروحة من قبل وزارة التربية والتعليم للمعلمين خلال العامين الماضي والحالي 645 برنامجاً، استفاد منها ما مجموعه 7465 معلماً.
وهنأ النعيمي، سمو نائب رئيس الوزراء على قيادته لجنة تطوير التعليم والتدريب بعين البصيرة وفكر الخبير، ما أسهم في تحقيق إنجازات تربوية وتعليمية عديدة ضمن مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب.
وأضاف «المشروع كان حلماً في الماضي القريب، وأصبح اليوم بفضل حكمة سموه ودعمه واقعاً وثقافة يومية ممارسة، وظهرت نتائجه واضحة للعيان وثماره الطيبة النافعة تؤتي أكلها».
وأكد الخريجان علاء الزبيدي ونيلة الكعبي، أن رؤية البحرين الاقتصادية 2030 ترتكز بعمق على محور التعليم، وترى فيه أساساً يبني التطور الاقتصادي والثقافي.
وقالا «تعلمنا في كلية البحرين للمعلمين أن إصلاح التعليم يبدأ أولاً بالمعلم، فيطور مهاراته ويصقل معارفه ويركز على تدريبه في مهارات التفكير العليا».
وأضاف الخريجان «نحن المعادلة الصعبة في الرؤية التربوية، ونحن من استثمرت فيهم حكومة البحرين، حيث وفرت كلية البحرين أفضل مستوى أكاديمي لنعبر لمدارس البحرين غداً واثقين متفائلين»، وقدما الشكر لسمو نائب رئيس الوزراء على رعايته حفل التخرج.
وعرض شريط مصور حول كلية البحرين للمعلمين، ثم تفضل سمو نائب رئيس الوزراء بتكريم الطلبة المتفوقين وتوزيع الشهادات على الخريجين في برنامج البكالوريوس في التربية وبرنامج دبلوم الدراسات العليا في التربية وبرنامج الدبلوم العالي في القيادة التربوية.
وقدم رئيس جامعة البحرين د.إبراهيم جناحي في ختام الحفل، هدية تذكارية لسمو الشيخ محمد بن مبارك، شاكراً رعايته لحفل تخريج الدفعة الثانية من طلبة كلية البحرين للمعلمين.