عواصم - (وكالات): حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» أمس في تقرير من أن مستقبل 5.5 مليون طفل سوري بات «معلقاً في الهواء»، منهم نحو مليون طفل يتعرضون للأذى الأكبر بسبب النزاع الدائر منذ نحو 3 سنوات في سوريا. وحذر التقرير الذي حمل عنوان «تحت الحصار، الأثر المدمر على الأطفال خلال 3 أعوام من النزاع في سوريا» من أن «مستقبل 5.5 مليون طفل في داخل سوريا ولاجئين في دول الجوار معلق في الهواء بينما يسبب العنف وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية والضيق النفسي الشديد وتدهور الوضع الاقتصادي للعائلات في تدمير جيل كامل». وقالت المنظمة في التقرير إنه «بينما يقترب النزاع في سوريا من نقطة تعيسة أخرى، أصبح عدد الأطفال المتأثرين نتيجة الأزمة ضعف ما كان عليه قبل عام». وأدى النزاع السوري إلى تدهور الوضع الإنساني إلى مستويات لم يكن ممكناً تصورها قبل 3 سنوات خاصة في المناطق المحاصرة من قبل القوات النظامية، حيث إن بعض السكان باتوا يسدون رمقهم بأطعمة مخصصة للحيوانات، فيما يكتفي آخرون بالقشور والفضلات.
وعلى وقع استمرار العنف، تتكاثر الصور المريعة لأطفال باتوا أشبه بهياكل عظمية، أو آلاف الأشخاص البؤساء ينتظرون بيأس وصول المساعدات. وباتت مناطق مثل مخيم اليرموك ومدينة حمص وغوطة دمشق، مرادفاً للبؤس والعوز بسبب الحصار الذي يفرضه نظام الرئيس بشار الأسد. وتدخل الأزمة السورية عامها الرابع وقد غرقت البلاد في أزمة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل، مع تواصل المعارك بين المعارضة المنقسمة، ونظام الرئيس بشار الأسد الذي يحاول استعادة السيطرة على الميدان. ولا يلوح في الأفق أي حل قريب للأزمة التي تحولت إلى نزاع دام، خاصة وسط تباين كبير بين روسيا والولايات المتحدة، الجهتين الراعيتين لمفاوضات السلام في جنيف، أضيف إليه في الأسابيع الماضية الخلاف حول الأزمة في أوكرانيا. ويقدر الخبراء أن النظام غير قادر على استعادة سيطرته الكاملة على الميدان، مشيرين إلى وجود ما بين 100 ألف و150 ألف مقاتل معارض، بينهم 10 آلاف إلى 20 ألفاً من المقاتلين الأجانب الموزعين على أكثر من ألفي مجموعة مقاتلة.
من جانب آخر، أعلن وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، أن دمشق أفرجت عن 25 شخصاً فقط مقابل إفراج مجموعة مسلحة عن راهبات معلولا، في حين أن العدد المعلن للمعتقلين الذين تشملهم الصفقة كان أكثر من 150 امرأة. ولا تزال التفاصيل تتكشف عن صفقة التبادل، فعلى الرغم من أهمية الإفراج عن الراهبات، غابت التفاصيل عن المعتقلات اللواتي أفرج عنهن، كما غابت تغطية فرحة خروجهن للحرية أو لقاء أسرهن. وتداول العديد من النشطاء السوريين فيديو يظهر امرأة مع أطفالها الأربعة تم تسليمها إلى «جبهة النصرة» إثر تسليم الراهبات، وفقاً لقناة «العربية». وأشـــارت تقارير إلى أن المرأة «اللغز» هـــي سجينة عراقية تدعى سجى حميد الدليمي، وهي زوجة مسؤول في «القاعدة»، كان النظام السوري قد اعتقلها مع أطفالها، في إحدى العمليات بريف دمشق. ورجحت العديد من المعلومات المتداولة أن يكون اسم تلك المعتقلة من ضمن الأسباب العديدة الأخرى التي أخرت الصفقة وعرقلتها، بعد تمنع النظام السوري عن الإفراج عنها بحجة أنها غير سورية. يذكر أنه بعد تداول الفيديو المذكور على مواقع التواصل الاجتماعي، رسمت العديد من علامات الاستفهام حول «خصوصية» تسليم تلك المرأة وأطفالها الأربع. ميدانياً، قتل 5 أشخاص وأصيب العشرات في هجوم لثلاثة انتحاريين على فندق في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية شمال شرق سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. في سياق متصل، أصيب 3 أشخاص في سقوط صواريخ على بلدة النبي شيت ذات الغالبية الشيعية شرق لبنان، والتي تعد منطقة نفوذ لـ «حزب الله» الشيعي اللبناني حليف دمشــق، بحسب الجيش اللبناني.