عواصم - (وكالات): حذرت السلطة الوطنية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية مما أسمتها «أوضاع خطيرة»، بعد استشهاد 6 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي، خلال 24 ساعة.
وقال الناطق باسم رئاسة السلطة، نبيل أبو ردينة، إن «عودة إسرائيل إلى استئناف الاغتيالات، ومنع المصلين من دخول المسجد الأقصى، ستؤدي إلى أوضاع لا يمكن السيطرة عليها». ووصف أبو ردينة التصعيد الأخير بأنه «استفزاز خطير، سيؤدي إلى تدمير ما تبقى من عملية السلام، ويدفع باتجاه أوضاع خطيرة لا يمكن السيطرة عليها»، داعياً الولايات المتحدة واللجنة الرباعية إلى «العمل السريع لإنقاذ الموقف».
ومنذ صباح أمس الأول وحتى الساعات الأولى من صباح أمس، سقط 6 شهداء فلسطينيين، أحدهم يحمل جواز سفر أردني، هو القاضي رائد زعيتر، الذي استشهد برصاص جندي إسرائيلي عند معبر «الكرامة» الحدودي.
وفي وقت لاحق، استشهد شاب يُدعى ساجي صايل درويش، يبلغ من العمر 20 عاماً، من قرية «بيتين»، إثر إطلاق النار عليه من قبل القوات الإسرائيلية شرق رام الله، في الضفة الغربية. كما استشهد فلسطيني ثالث في الضفة الغربية، يُدعى فداء محيي الدين مجادلة، بينما أصيب آخر يُدعى إبراهيم عدنان شكري، خلال مطاردة قوة إسرائيلية للسيارة التي كانا يستقلانها، جنوبي طولكرم.
وفي قطاع غزة، أسفرت غارة جوية نفذتها طائرة إسرائيلية، استهدفت مجموعة من الفلسطينيين، شمال شرق رفح، عن سقوط 3 شهداء، هم شاهر أبو شنب، وإسماعيل جودة، وعبدالشافي معمر، تتراوح أعمارهم بين 23 و24 عاماً. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس وسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي أن الشهداء الثلاثة ينتمون إلى حركة الجهاد والسرايا.
وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أن قوات الاحتلال قامت أيضاً بفرض «حصار عسكري محكم» على المسجد الأقصى، في مدينة القدس المحتلة، ومنعت المصلين ممن تقل أعمارهم عن 50 عاماً، عن دخول المسجد لأداء صلاة الفجر. وأعربت إسرائيل عن أسفها لمقتل القاض الأردني من أصول فلسطينية رائد زعيتر برصاص الجيش الإسرائيلي على معبر اللنبي بين الضفة الغربية المحتلة والأردن. وأثار مقتل زعيتر غضب الأردن والفلسطينيين بينما طالب متظاهرون في العاصمة الأردنية عمان بطرد السفير الإسرائيلي وإلغاء معاهدة السلام بين البلدين التي وقعت عام 1994.
وحملت الحكومة الأردنية نظيرتها الإسرائيلية «المسؤولية الكاملة» عن مقتل زعيتر، معتبرة ذلك «جريمة بشعة».
إلى ذلك، أعلنت الإذاعة الإسرائيلية تحطم طائرة عسكرية صغيرة دون طيار، من طراز «سكايلارك»، في جنوب قطاع غزة، صباح أمس، وأرجعت سبب سقوط الطائرة إلى «خلل فني»، بينما قالت كتائب القسام التابعة لحركة حماس في غزة إنها استولت على الطائرة وإنها في مكان آمن.
في سياق مواز، أقدم متطرفون يهود على تحطيم سيارات لمواطنين عرب في قرية جلجولية بمنطقة المثلث الجنوبي وسط الأراضي المحتلة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه تم إلحاق أضرار بـ19 سيارة قبيل الفجر، وكتب شعار «الرب الملك» على جدران بيوت بالقرية.
وأضافت الشرطة أن هناك شبهات بأن الاعتداء تم على خلفية قومية ويأتي ضمن اعتداءات «جباية الثمن» التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين وأملاكهم ومقدساتهم بالضفة والبلدات العربية داخل الخط الأخضر.
من جهة أخرى، يبدو مطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بإسرائيل «كدولة يهودية» والذي يرفضه الفلسطينيون بشكل قاطع بمثابة عقبة قد تعرقل مبادرة السلام التي يقودها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وأكد نتنياهو أنه لن يكون هنالك أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين دون «إلغاء حق العودة» للاجئين الفلسطينيين والاعتراف «بيهودية» دولة إسرائيل. وقال نتنياهو في مستهل جلسة لحزب «الليكود» اليميني الذي يتزعمه «في ضوء التصريحات الأخيرة من الفلسطينيين فإننا نبتعد عن التوصل إلى اتفاق بسبب الفلسطينيين».
وتأتي تصريحات نتنياهو بعد يوم من تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لن يعترف بيهودية إسرائيل.
وقال عباس في خطاب ألقاه في افتتاح الدورة الثالثة عشرة للمجلس الثوري لحركة فتح بحسب ما نقل عنه عضو في المجلس أن «قضايا الحل النهائي يتم نقاشها بالمفاوضات ولن يتم التنازل عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على أراضي دولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967».
وأضاف عباس بحسب المصدر نفسه الذي لم يشأ كشف هويته «لا يمكن أن أقبل بيهودية دولة إسرائيل ولا يمكن أن أفكر بقبول ذلك بتاتاً وقطعياً رغم الضغوط الكبيرة التي تمارس علينا».
وتابع الرئيس الفلسطيني «لن أتنازل عن حقوق شعبي ولن أخون شعبي وقضيته».