كتب - وليد صبري:
حذر استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية د.شهاب فتحي من «زيادة معدل الدهون الثلاثية في الجسم الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بتصلب الشريان الكلوي»، مضيفاً أن «الكليتين هما الساحة الخلفية التي تؤدي إلى القلب، وكل ما يؤثر عليهما من أمراض وأوجاع يؤثر أيضاً بطريقة مباشرة وغير مباشرة على القلب، مسببة له المشكلات والأمراض».
وذكر أن «التهابات الكلى الصديدية، والتهابات الكلى المرتبطة بمناعة جسم الإنسان، وانسداد المسالك البولية نتيجة الحصاوي أو الأورام، وأيضاً ضيق الشريان الكلوي، كل هذا يؤدي إلى ارتفاع شديد في ضغط الدم، وإذا لم يتم التحكم فيه، وأهمل علاجه لمدة طويلة، فإن هذا الضغط المرتفع للدم سيؤدي حتماً إلى تضخم عضلة القلب، وبالتالي لن يستطيع القلب التغلب على المقاومة الشديدة التي يتعرض لها أثناء عملية انقباضه لضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم».
وأوضح أنه «إذا لم يتناول المريض العلاج المناسب الذي يتناسب مع حالته فإن ارتفاع ضغط الدم وتضخم عضلة القلب «البطين الأيسر» سيؤدي إلى هبوط في عضلة القلب، وفي هذه الحالة سيشعر المريض بالتعب عند المجهود البدني، حتى تصل الحالة إلى أن يشعر المريض بالاختناق أثناء النوم أو أثناء الراحة».
وحذر من أنه «إذا لم يتم علاج أمراض الكلى بصورة حاسمة وفعالة في الوقت المناسب فإن إصابة الكلى سوف تؤدي في النهاية إلى إصابة القلب بالعديد من الأمراض كنتيجة مباشرة لذلك، فلكي يؤدي القلب وظائفه بصورة طبيعية وصحية يجب أن تكون وظائف الكلى في أحسن مستوياتها وتعمل بصورة أيضاً طبيعية وصحية».
ولفت إلى أن «أمراض القلب تؤثر على وظائف الكلى فمثلاً يؤثر ارتفاع ضغط الدم على الكليتين بالتدريج حيث يؤدي إلى ارتفاع نسبة البولينا والكرياتينين بالدم وارتفاع نسبة البوتاسيوم وانخفاض مستوى الكالسيوم وفي النهاية يؤدي إلى الفشل الكلوي».
وأوضح د.فتحي أن «من أعراض الفشل الكلوي المزمن زيادة السوائل بالجسم وأحياناً التورم بالساقين وارتشاح بالرئة أو بالغشاء البللوري المحيط بالرئة، كما يحدث خلل واضح في تركيز أملاح البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والصوديوم والبيكربونات بالدم، كما يحدث ضعف بالعظام نتيجة نقص فيتامين «د»، وزيادة نسبة الغدة الجار درقية، وارتفاع في الدهون الثلاثية بالدم، وضعف جنسي عند الرجال، وانقطاع الدورة لدى السيدات، كما تشمل الأعراض أيضاً احتمال حدوث نزيف دموي من الجهاز الهضمي، وظهور شحوب واضح بالجلد، ويعاني المريض من حكة وأحياناً تجمعات دموية تحت الجلد».
وتابع أن «الأعراض تبدأ بضعف في العضلات، وسرعة الإجهاد، واضطرابات بالنوم، ورعشة باليدين، وفي الحالات المتقدمة تحدث غيبوبة وفقدان الوعي». كما إن «هناك بعض الأمراض التي تؤثر على الكليتين والقلب في الوقت نفسه مثل تصلب الشرايين وزيادة دهون الدم مثل الكوليسترول والدهون الثلاثية حيث يحدث ضيق وتصلب بالشريان الكلوي وقد يؤدي هذا إلى الفشل الكلوي وتصلب وضيق بالشرايين التاجية وهذا يؤدي إلى الذبحة الصدرية وجلطة القلب والمخ»، وفقاً إلى د.فتحي.
وأضاف أن «مرض السكري يؤثر على الكليتين والقلب مما يسبب نزول الألبومين أكثر من الطبيعي في البول مما يؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي، كما يؤثر السكري على القلب فيسبب ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وزيادة دهون الدم فإذا تم التحكم في مستوى السكري بالدم فإنه تتم الوقاية من أمراض الكلى وأمراض القلب الناجمة عن مرض السكري».
وحذر د.فتحي من خطورة الإصابة بالمغص الكلوي، موضحاً أنه «عبارة عن ألم حاد في جهاز الكلى والمسالك البولية، ناجم بالأساس عن حصى في الكلى أو في الحوض الكلوي أو في الحالب».
وذكر أن «حصى الكلى تتشكل عندما يصبح البول كثيفاً جداً، بسبب وجود أملاح مختلفة فيه بتركيز عال، يتخلف عنها بلورات من المعادن المذابة في البول الموجود داخل الكلى أو في المسالك البولية، وتتسبب هذه الحصى بانسدادات في أجهزة الكلى ومسالك البول، وقد تتسبب بأضرار جسيمة في وظائف الكلى، وفي حالة المغص الكلوي، تنشأ الحصوة في البداية في صورة حبيبة صغيرة مترسبة في الكلية، في الوضع الطبيعي تغسل هذه الترسبات إلى خارج الكلية ولا تشكل أي ضرر، ولكن في حالة المغص الكلوي، تتطور هذه الحبيبة حتى تصبح حصوة كاملة تتسبب بألم حاد، وظهور أعراض عديدة إضافية. والحصوة الصغيرة قد تبقى وتكبر في حوض الكلية لمدة سنوات، مصحوبة بآلام كثيرة وعدم راحة للمريض، وينتج الشعور بالألم أثناء المغص الكلوي، عن محاولة الجسم دفع الحصوة للخارج وتمريرها عبر مسالك البول».
وخلص د.فتحي إلى أن «أمراض الكلى والقلب مترابطان ويؤثر أحدهما في الآخر كما إنهما يتأثران بالأمراض الأخرى التي قد تصيب الإنسان».