كرم مدير عام المرور الشيخ ناصر بن عبدالرحمن آل خليفة أمس، الوفود الخليجية المشاركة في فعاليات أسبوع المرور، والمؤسسات الداعمة وموظفي المرور المميزين والمتقاعدين من عسكريين ومدنيين، بينما تسلم المدير العام دروعاً تذكارية من وفود دول التعاون المشاركة.
وخلص الملتقى المروري الأول «الشباب والحوادث المرورية»، إلى ضرورة مواجهة زيادة الحوادث المرورية وتأثيرها على معدلات السلامة المرورية، باعتبارها مشكلة عالمية يقضي فيها 7 مليون إنسان حول العالم، و%70 من الوفيات تحدث في الدول النامية، و%65 من الوفيات مشاة و%35 منهم أطفال، بينما يصاب 10 ملايين شخص في حوادث الطرق.
وناقش مختصون في الجوانب النفسية والقانونية والشرعية والصحية والهندسية وضع الحوادث المرورية والشباب في البحرين، خلال ملتقى أقيم أمس بجامعة البحرين، تحت رعاية محافظ محافظة الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، وناب عنه نائب محافظ الجنوبية فيصل النعيمي، وحضره مدير عام شرطة الجنوبية الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة.
وأكد نائب رئيس الجامعة للتخطيط والتطوير د.وهيب الناصر، أهمية تنظيم الفعالية في جامعة البحرين باعتبارها تضم 20 ألف طالب و2000 أكاديمي وإداري، مع إمكانية وصول المعلومة إلى 200 ألف شخص عندما ينقل كل شخص المعلومة إلى 10 من أفراد أسرته وأصدقائه.
وقال إن الجامعة توفر مواصلات مجانية لـ10 آلاف طالب، في حين يبقى حوالي 5 آلاف طالب لديهم مركباتهم الخاصة، يقطعون سنوياً 25 ألف كيلومتر.
من جانبه تحدث د.راشد الهاجري عن الجانب الديني فيما يتعلق بالشباب والحوادث المرورية، مبيناً أن المجتمع يواجه أزمة ارتفاع نسبة الحوادث المرورية بسبب تغير خلق الناس، وعلاجها يكون بالالتزام الأخلاقي على حد قوله.
وأضاف أن الأمة تعيش أزمة أخلاق في جميع مكوناته وشرائحه، وتوجد حاجة لتطبيق برنامج ثري لم يأت به فيلسوف أو مفكر بل من خلال الخلق.
وذكر الهاجري أن القانون رادع للسلوكيات الخاطئة ومن المهم أن يتأنى السائق لأن «العجلة من الشيطان»، مطالباً الجميع أن يبدؤوا بأنفسهم وأن يغيروا سلوكياتهم.
وقال استشاري الأمراض النفسية د.شبر القاهري، إن الآثار النفسية السلبية الناجمة عن الحوادث أخطر من الإصابات المباشرة بالجروح والكسور والكدمات، إذ يواجه هؤلاء مواقف صعبة بتناثر أشلاء مرافقيهم بعد الحوادث المرورية القاتلة، ورؤية مشاهد مأساوية تمثل صدمة نفسية هائلة تفوق طاقة الاحتمال لكثير من الناس.
وبين أن علاج الحالات يكون باستعادة عامل الأمان، بنقل المصاب إلى مكان يشعر به بالأمان والطمأنينة بعيداً عن مكان الحادث.
من جانبها تحدثت المهندسة ريم أحمد أكبري من مركز دراسات المواصلات والطرق بجامعة البحرين، أن 400 ألف شاب يقضون على الطريق كل سنة حول العالم، و%30 من وفيات الطرق هم من الفئة العمرية 15 - 25 سنة بحسب منظمة الصحة العالمية.
وبينت أكبري نتائج دراسة محلية خلصت إلى أن الشباب يشكلون نسبة حوادث تفوق كثيراً نسبة وجودهم بالطرق، والسبب السرعة الزائدة وعدم النضج الفكري وإحكام القرارات في سنهم الصغيرة وكفاءة المركبات الحديثة، لافتة إلى أن استخدام الهاتف النقال وتسببه بالحوادث يتطلب دراسات.
وفي الجانب القانوني أكد القائم بأعمال رئيس شعبة الشؤون القانونية بالإدارة العامة للمرور الملازم أول خالد بوقيس، أن قانون المرور يهدف إلى الضبط الاجتماعي لفئة من السلوكيات، عبر وجود قواعد وأحكام يجب اتباعها، باعتبارها وسيلة أساسية تعتمد عليها المجتمعات في ضبط سلوك الأفراد.
وقال إن الحوادث المرورية أكبر المآسي نتيجة عدم التقيد بقواعد استخدام الطريق العام، حيث ينشأ عنها أضرار بالممتلكات وإصابات جسدية تصل إلى حد العاهة المستديمة، وفي كثير من الأحيان تؤدي إلى إصابات بالغة وحالات وفاة.
وأضاف أن قانون المرور الحالي لا يشكل عقوباته رادعاً للسلوكيات الخاطئة التي تتعدى على حق الغير في أولوية المرور، دون أدنى مراعاة لآداب الطريق العام، داعياً إلى تعديل قانون المرور الحالي وتغليض عقوباته، بما يحقق الردع العام وضبط السوك أثناء استخدام الطريق وتحقيق السلامة المرورية وحفظ الأرواح والممتلكات.
من جانب آخر قدم أخصائي طب الطوارئ بمستشفى السلمانية د.رامي الأنصاري، شرحاً عن الإسعافات الأولية وكيفية إنقاذ المصاب بالحوادث، وحفظ حياته ومنع تدهور حالته.
بينما تحدث ممثل وزارة الأشغال، حول الرؤية المستقبلية لتصميم الطرق في المملكة، لتقليل الحوادث المرورية، بين خلالها أن وزارة الأشغال تعمل على توفير شبكة طرق آمنة ومتكاملة لتحسين انسيابية الحركة المرورية ورفع مستوى الخدمة على شبكة الطرق الرئيسة، وضمان ربط كافة المدن والقرى والخدمات بشبكة الطرق الرئيسة، ورفع مستوى السلامة المرورية. من جانب آخر تواصل فعاليات أسبوع المرور الخليجي الموحد، إذ زارت الوفود الخليجية صرح ميثاق العمل الوطني بالصخير، واطلعوا على ما يعكسه الصرح من قيم الوحدة والتنوع واحترام الآخر والعطاء والمثابرة والإصرار والتفاني والتعاون والتسامح وتحمل المسؤولية.