إسطنبول - (وكالات): قالت الصحف التركية إن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 250 شخصاً فيما أصيب العشرات خلال تفريق تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف في أنقرة في جنازة فتى في الخامسة عشرة توفي متاثراً بإصابته بجروح خلال تفريق الشرطة تظاهرات يونيو الماضي. وغداة تظاهرات تحولت إلى صدامات مع الشرطة في عدة مدن تركية، تدخلت قوى الأمن مجدداً في العاصمة مستخدمة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق آلاف المتظاهرين الذين ألقوا هتافات معادية لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
في إسطنبول، نزل عشرات آلاف الأشخاص إلى الشوارع في حي اوكميدان لإحياء ذكرى بركين الوان الذي توفي بعد 269 يوماً في غيبوبة سريرية، في أكبر تجمع شعبي في المدينة منذ موجة الاحتجاجات الشعبية التي هزت البلاد في يونيو 2013.
وفور إعلان وفاة الفتى خرج مئات ثم آلاف الأشخاص بشكل عفوي إلى الشوارع في عدة مدن تركية. وفرقت قوات الأمن التجمعات مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه فيما رد المتظاهرون برشق الحجارة والزجاجات الحارقة أو الألعاب النارية.
وبحسب الصحافة التركية أوقفت قوى الأمن أكثر من 250 شخصاً فيما أصيب العشرات بجروح.
وتاتي هذه التعبئة ضد الحكومة فيما يواجه حزب العدالة والتنمية الحاكم فضيحة فساد غير مسبوقة منذ منتصف ديسمبر الماضي أدت إلى إضعاف موقفه قبل الانتخابات البلدية المرتقبة في 30 مارس الجاري والرئاسية في أغسطس المقبل. ويواجه رئيس الوزراء وابنه اتهامات بسبب نشر مضمون اتصالات هاتفية لهما على الإنترنت تم التنصت عليها، وكذلك عدة وزراء. وفي أوج الحملة الانتخابية نفى أردوغان هذه الاتهامات واتهم حلفاءه السابقين من جماعة الداعية الإسلامي فتح الله غولن النافذة في الشرطة، بفبركتها من أجل زعزعة استقرار حكومته. من جهة أخرى أعرب البرلمان الأوروبي عن قلقه حيال التطورات الأخيرة في تركيا وعدد من القوانين التي أقرت مؤخراً حول القضاء والإنترنت التي قد تؤدي إلى «انحراف» البلاد عن سكة مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. من جانبه، دعا فتح الله غولن إلى تبني دستور «ديمقراطي» جديد في تركيا، متهماً حكومة رجب طيب أردوغان بـ «أخذ البلاد رهينة». وفي بيان نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، أسف غولن لقيام «مجموعة صغيرة داخل الحكومة باحتجاز التقدم في كل البلاد»، مضيفاً أن هذه المجموعة «خسرت ثقة فئة كبيرة من الشعب التركي» وكذلك «فرصة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».