أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، أن الفن يدعم جهود مواجهة الإرهاب برسالة المحبة والتسامح وحب الأوطان، داعياً إلى جعل الفن وسيلة لحشد الرأي العام العالمي للاهتمام بالواقع البحريني المتطور سياسياً واقتصادياً وحقوقياً.
وقال سموه لدى افتتاحه معرض «المحرقي الأب والابن» في عمارة بن مطر بالمحرق أمس، إن الفن رسالة سامية يجب تطويعها في نشر قيم المحبة والسلام والتسامح، وتوظيفها في تكريس التآخي وحب الأوطان.
دعا سموه كل فنان بحريني ألا يتردد في إبراز منجزات وطنه وتصحيح صورته من التشويه المتعمد، وأن يتصدى بفنه لأخطار يواجهها المجتمع البحريني وبمقدمتها الإرهاب، مؤكداً أن الحكومة قادرة على مواجهة الإرهابيين ولكن تبقى رسالة الفن عنصراً عاماً في دعم هذه الجهود.
وحث سموه، الأجيال الشابة من الفنانين التشكيليين البحرينيين إلى استلهام تجربة الفنان عبدالله المحرقي، وإيجاد حالة من التمازج بين الأجيال بما يحفظ للبحرين مكانتها الرائدة على صعيد الفن التشكيلي.
وأكد سموه أن الفنان عبدالله المحرقي يظل دائماً موضع فخر وتقدير من كل أبناء الوطن بإبداعاته وعطائه الوطني، وإسهاماته في رفع اسم البحرين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أن المحرقي يملك تجربة ثرية أرست أسس مدرسة فنية متفردة، عبرت عن قضايا الوطن والمواطن، بلوحات فنية تحمل في دلالاتها رؤية واعية وقدرة على قراءة الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية وصياغتها في رسومات بديعة.
وأشاد سموه بإبداعات الفنان خالد المحرقي الذي استلهم من مدرسة أبيه الفنية وزاوجها مع التكنولوجيا الحديثة لينتج مزيجاً مميزاً بين الحداثة والتقليدية، ما أهل أعماله المتميزة بالعمق الفني لنيل جوائز محلية وإقليمية.
وتجول سموه في أرجاء المعرض واستمع لشرح من الفنان عبدالله المحرقي وابنه خالد المحرقي، عما يشتمل عليه المعرض من لوحات ورسومات امتزج فيها الإرث الفني للأب والابن في صورة واقعية تعبر عن تواصل الأجيال.
وأبدى سموه إعجابه بما شاهده في المعرض من أعمال فنية للفنانين عبدالله المحرقي ونجله خالد، اتسمت بالرقي والإبداع والتحضر وجسدت جوانب مهمة من الإرث الحضاري للمجتمع البحريني، وعبرت عن أصالة وحضارة شعب البحرين وقدرته على العطاء والتنوع.
ولفت سموه إلى أن فن «الكاريكاتير» يمثل أحد الأدوات الفنية التي نبغ فيها فنان البحرين، واستطاع توظيفها في تقديم صورة نقدية وتعبيرية ملمة بأبعاد القضايا المعاصرة من مختلف زواياها، وصياغة الموقف والرأي بشكل ربما تعجز آلاف الكلمات عن إيصاله بشكل صحيح.
وأكد سمو رئيس الوزراء، أهمية رسالة الفن في تشكيل الوعي الإنساني، وتعزيز روح الانتماء للوطن، ونشر قيم المحبة والتسامح بين جميع أفراده.
وقال سموه إن الحركة التشكيلية البحرينية استطاعت بما أنجزته أنامل المبدعين من الفنانين البحرينيين، أن تقدم للعالم رسالة البحرين الحضارية وثقافتها التي تجاوزت الآفاق، بما لديها من تاريخ طويل من التنوع والانفتاح والوسطية.
من جانبه رفع الفنان عبدالله المحرقي أسمى آيات الشكر والامتنان والتقدير إلى سمو رئيس الوزراء على تفضله برعاية وافتتاح المعرض، لافتاً إلى أن ذلك يعكس ما يوليه سموه من اهتمام ودعم للفنانين البحرينيين بما يحفزهم على مزيد من الإبداع والعطاء.
وأكد أن الفنان البحريني استطاع أن يحقق نجاحات مختلفة في ظل ما تحظى به الحركة الثقافية والفنية من دعم من سمو رئيس الوزراء، لما يوفره من أجواء تحفز الفنان أن يقدم أعمالاً تعكس رقي البحرين وتاريخها العريق.