قال فضيلة الإمام الأكبر محمد متولي الشعراوي رحمه الله في خواطره حول القرآن الكريم في قول الله تعالى «مخلصين له الدين حنفاء»: «لا يحدد الإخلاص إلا المولى عز وجل، فيقول ربنا جل شأنه «الإخلاص سر من أسراري، أودعته قلب من أحببت من عبادي، لا يطلع عليه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده»، فالإخلاص رفعه الله منزلة عن كتابة الملك، ولم يجعل للشيطان عليه مدخل، وهو أمر بين العبد وربه دون وساطة، ومعنى الإخلاص، أن تكون كل حركة النفس الإنسانية مراد بها وجه الله تعالى، لأنه لو كان مراد بها غير ذلك، أصبحت رياء، ووضع الشيء في غير موضعه، فالإنسان لا يخلص عمله إلا لمن يعلي أجره، والبشر مثلنا لا يقدرون على أجر هذا، ومن يقدر عليه هو الحق سبحانه وتعالى، ولا أحد غيره، ومن يعمل لوجه الله تعالى، فإن الحق يعلم سره ونجواه، وظاهره وباطنه، والله وحده هو من يقيم عمل عبده، أما الدين فهو القواعد التي وضعها الحق لصيانة النفس الإنسانية».