بقلم - الشيخ زياد السعدون:
الزواج العرفي هو الزواج المكتمل الأركان والشروط، من الإيجاب والقبول والولي والشهود والمهر، لكنه غير مسجل رسمياً، سواء أكان في المحكمة أو عند المأذون الشرعي المصرح له بإجراء عقود الزواج، ويخطئ كثير من الناس حين يسمي الزواج الذي يتم من دون الولي أو الشهود بالزواج العرفي، وأصبح إطلاق لفظ الزواج العرفي على النوع الثاني، الذي يتم من دون ولي ولا شهود، فلاشك في حرمة هذا النوع، وأما النوع الأول فقد أصبح شكلاً من أشكال العلاقات التي باتت تنتشر، ويكثر الحديث عنها بين الشباب، في المجتمعات العربية، خصوصاً بين طلاب وطالبات الجامعات، فقد أصبحنا نرى ونشاهد ونسمع حالات عديدة عن فتيات من مختلف الأعمار يقعن فريسة سهلة لتلك الظاهرة على أمل منهن أن يتحول هذا الزواج إلى أوراق ووثائق رسمية مسجلة تدخلهن إلى عالم الحياة الزوجية.
وبالرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية ترصد حجم ظاهرة الزواج العرفي في بلادنا العربية، إلا أنها بلاشك أصبحت تنتشر رويداً رويداً، ومن الأسباب التي أدت إلى انتشار مثل هذه الظاهرة، غلاء المهور والمبالغة في تكاليف الزواج، إضافة إلى غلاء المعيشة، والخلافات العائلية التي قد تمنع بعض حالات الزواج بين بعض العائلات، والفارق الطبقي، والتفاوت في المستوى الاجتماعي بين المرأة والرجل، وربما كذلك رغبة أحد الأزواج في الزواج من غير زوجته الأولى بالخفاء بحجة الحفاظ عليها وعلى أولاده والمحافظة على مشاعر الأبناء وتمكينه من رعايتهم. وظاهرة الزواج العرفي بين طلاب الجامعات تتمثل في كون الزواج العرفي لا التزامات فيه كالتي تترتب على الزواج الشرعي الرسمي، كما إنه يستطيع أن يترك الزوجة في أي وقت يشاء، ومثل هذا الزواج يحمل المرأة الكثير من الأعباء والأخطار لكونها في النهاية الخاسر الأكبر، وتكون نتائجه سلبية على المرأة بالدرجة الأولى وعلى الأطفال في حال وجودهم وعدم تسجيلهم رسمياً، ما يجعل المجتمع يعيش حالة من الفوضى.