عواصم - (وكالات): اتهم الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي نظام دمشق باللجوء إلى «مناورات تسويفية» لتأخير مفاوضات السلام مع المعارضة السورية، مشيراً إلى أن «إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد في الاقتراع الرئاسي المقبل في سوريا والمتوقع في مايو المقبل، سيعقد مساعي الحل السلمي للنزاع، ويقود مفاوضات السلام للخطر»، وفقاً لما ذكره دبلوماسيون.
وقال الإبراهيمي الذي يطلع مجلس الأمن الدولي على نتائج مهمته إنه «يشك في أن تتمكن إعادة انتخاب الأسد لولاية جديدة من 7 أعوام، من وضع حد لمعاناة الشعب السوري».
وأشار الإبراهيمي أيضاً إلى أن المعارضة وافقت من جهتها على أسس مفاوضات جنيف، وخصوصاً تشكيل هيئة حكومية انتقالية في سوريا.
وقال لسفراء الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إنه سيتعين على الطرفين أن يكونا «أفضل استعداداً» إذا أردنا استئناف المفاوضات المتوقفة حالياً. وانتهت جولة ثانية من المفاوضات في جنيف بين المعارضة والحكومة السوريتين لإيجاد منفذ سياسي للنزاع في 15 فبراير الماضي إلى الفشل، وأنهى الابراهيمي المباحثات من دون تحديد موعد لاستئنافها.
وهذه المفاوضات التي تتم بوساطة الأمم المتحدة وأطلق عليها «جنيف2»، بدأت في 22 يناير الماضي تحت ضغط المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة وروسيا. وفي جنيف، تعثرت الجولة الثانية من المفاوضات بسبب جدول الأعمال، ذلك أن الحكومة تشدد على الحديث عن الإرهاب بالدرجة الأولى في حين تريد المعارضة التركيز على تشكيل هيئة حكومية انتقالية في سوريا قد تؤدي إلى سحب كل أو جزء من صلاحيات الرئيس بشار الأسد.
من جهته، حذر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا، من أن مفاوضات جنيف «تفقد هدفها» في حال ترشح الأسد لولاية رئاسية جديدة.
في المقابل، اعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الرئيس بشار الأسد هو «ضمان حقيقي» لسوريا، مؤكداً حقه في الترشح إلى ولاية جديدة.
وتأتي تصريحات المقداد في وقت يناقش مجلس الشعب السوري قانوناً للانتخابات العامة بما فيها الرئاسية، يستبعد عملياً أي مرشح للمعارضة.
من جانب آخر، قررت سوريا إغلاق سفارتيها في الكويت والسعودية بسبب رفض البلدين الموافقة على اعتماد دبلوماسيين سوريين لديهما، وفق ما ذكره دبلوماسيون في دمشق.
ميدانياً، واصلت قوات النظام استهدافها مختلف المناطق السورية بالبراميل متفجرة وقذائف الدبابات والهاون، مما أوقع قتلى وجرحى، فيما كثفت قوات المعارضة ضرباتها ضد الجيش النظامي خاصة في حماة ودرعا.
وفي لبنان، قتل شخصان بينهم طفلة وأصيب 14، في معارك جديدة في مدينة طرابس شمال البلاد، والتي شهدت مراراً اشتباكات ذات طبيعة مذهبية على خلفية النزاع السوري، بحسب ما أفاد مصدر أمني.