عواصم - (وكالات): صادقت أوكرانيا أمس على إنشاء قوة من الحرس الوطني تضم متطوعي حركة الاحتجاج في كييف لتعزيز دفاعها أمام روسيا التي تقوم بمناورات عسكرية عند حدودها قبل 3 أيام من استفتاء سيؤدي إلى فقدانها منطقة القرم، فيما حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا من أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يحضران رداً قاسياً على إجراء الاستفتاء في القرم حول الانضمام إلى روسيا، اعتماداً على رد موسكو على نتائج الاستفتاء. وأفادت وكالة إيتار تاس الروسية أن 4 آلاف رجل من وحدات المظليين الروس و36 طائرة و500 آلية تشارك في المناورات التي بدأت في منطقة روستوف سور لو دون قرب الحدود الأوكرانية.
وعلى الصعيد الدولي بذل الغربيون آخر جهودهم في محاولة لتغيير موقف فلاديمير بوتين الرافض سحب الآلاف من رجاله المنتشرين في شبه جزيرة القرم الأوكرانية منذ نهاية فبراير الماضي، لكن الرئيس الروسي الذي يقول إنه يعمل لمصلحة الناطقين بالروسية في أوكرانيا، لم يبد أي مؤشر على قبوله المطالب الغربية.
وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، المسؤولة الأوروبية التي تتمتع بأكبر نفوذ لدى الكرملين، من العواقب الخطيرة الاقتصادية والسياسية التي قد تقع على موسكو على الأمد البعيد إن واصلت تحركها في أوكرانيا.
وفي القرم، تنتهي السلطات الانفصالية الموالية للروس في غضون 48 ساعة من استعدادات تنظيم استفتاء دعي إليه مليون ونصف مليون أوكراني إلى حسم مسالة إلحاق المنطقة بروسيا في حين لا يراود أحد الشك في نتيجة الاقتراع. وصادق النواب الأوكرانيون على إنشاء جهاز حرس وطني توكل إليه مهمة دعم الجيش الأوكراني وقوامه 130 ألف رجل، نصفهم من شبان الخدمة العسكرية، بينما تملك روسيا جيشاً قوامه 845 ألف جندي.
وقال الرئيس الأوكراني بالوكالة أولكسندر تورتشينوف إنه يريد قبل كل شيء منع اقتحام القوات الروسية شرق البلاد حيث غالبية السكان من أصل روسي.
وفي واشنطن أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن دعمه أوكرانيا لدى استقباله رئيس وزرائها أرسيني ياتسينيوك في البيت الأبيض، ووجه تحذيراً إلى بوتين مجدداً.
ويلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في لندن نظيره الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم.
من جهتهم، يسرع الأوروبيون وتيرة تقاربهم مع كييف. فقد أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن الجانب السياسي في اتفاق الشراكة مع أوكرانيا يمكن أن يوقع خلال القمة المقبلة للاتحاد الأوروبي المقررة في 20 و21 مارس الجاري.
ودعا البرلمان الأوروبي الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ عقوبات ضد روسيا «في أسرع وقت» مثل حظر على الأسلحة أو عقوبات اقتصادية، وقد علق الاتحاد مباحثاته مع موسكو في مجال التأشيرات.
وعلقت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية «في الوقت الراهن» عملية انضمام روسيا إليها وستعزز في المقابل التعاون مع أوكرانيا.