بكين - (وكالات): أكد ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلال اجتماعه مع نائب الرئيس الصيني لي يوان تشاو في بكين أمس أن «العلاقة بين السعودية والصين تتحول من التعاون إلى شراكة استراتيجية»، فيما تم توقيع 4 اتفاقيات بين الرياض وبكين في القطاعات الحيوية المشتركة.
وعقد اجتماع بين الجانبين برئاسة ولي العهد السعودي ونائب رئيس الصين الذي رحب بحرص الأمير سلمان بن عبدالعزيز على دعم علاقات الصداقة بين البلدين وما قدمه من مساهمات كبيرة في تعزيز التعاون بين المملكة والصين.
وأكد نائب الرئيس الصيني أن «المملكة لها مكانتها الكبيرة، وهي أهم شريك استراتيجي للصين في الشرق الأوسط والخليج العربي»، مشيراً إلى أن «الصين تولي اهتماماً كبيراً بزيارة ولي العهد السعودي باعتبارها خير دليل على متانة العلاقات والرغبة في تطويرها».
وألقى الأمير سلمان بن عبدالعزيز كلمة أكد فيها أن «السعودية تولي اهتماماً خاصاً بتنمية العلاقات وتوطيد التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات». وأكد توافق الآراء أثناء اجتماعه مع الرئيس الصيني، أمس الأول، «حول توسيع دائرة التعاون الثنائي وخاصة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والصناعية والعلوم والتقنية وفي مجال الطاقة والثقافة، والعمل على توثيق الصلات بين القطاع الخاص في البلدين وإقامة المشاريع والاستثمارات المشتركة وبما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين الصديقين».
وقال إن «التعاون المثمر بين السعودية والصين لم يعد مقتصراً على مجالات محددة، ونحن نشهد تحول هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية ذات أبعاد واسعة».
وأضاف ولي العهد السعودي «يأتي التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم في الاستثمار والتعاون في علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري، ومذكرة التفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبانٍ جامعية في إقليم سانشي، ليؤكد عمق هذه الشراكة وأهدافها الخيرة التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في استمرار التواصل التاريخي لتحقيق التنمية الشاملة في بلدينا ولخدمة السلام والاستقرار».
عقب ذلك شهد ولي العهد السعودي ونائب رئيس الصين مراسم توقيع عدة اتفاقيات بين المملكة والصين في عدد من المجالات المشتركة بين البلدين .
واشتملت الاتفاقية الأولى على برنامج تعاون بين وزارة التجارة والصناعة في المملكة والمصلحة العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجر الصحي في الصين، ووقعها من الجانب السعودي وزير التجارة والصناعة، الدكتور توفيق الربيعة، ومن الجانب الصيني رئيس المصلحة، تشي شوبينغ.
كما تم توقيع الاتفاقية الثانية التي شملت مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المملكة وإدارة الفضاء الوطنية الصينية للتعاون في علوم وتقنيات الفضاء، ووقعها من الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، ومن الجانب الصيني نائب وزير الصناعة وتقنية المعلومات رئيس الهيئة الوطنية الصينية للفضاء والعلوم والتقنية، شيو داتشي .
واشتملت الاتفاقية الثالثة على مذكرة تفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في مشروع إنشاء المقر الجديد لجامعة ليوليانغ بمحافظة شنسي الصينية، ووقعها من الجانب السعودي نائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية العضو المنتدب، المهندس يوسف بن إبراهيم البسام، ومن الجانب الصيني نائب وزير المالية، وانغ باوان.
وكانت الاتفاقية الرابعة قد اشتملت على التعاون في تنمية الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار في المملكة وهيئة تنمية الاستثمار التابعة لوزارة التجارة في الصين، ووقعها من الجانب السعودي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان، ومن الجانب الصيني رئيس هيئة تنمية الاستثمار، ليو ديانشيون .
كما التقى ولي العهد السعودي رئيس الوزراء الصيني لي كيغ لانغ في قصر رئاسة مجلس الدولة في بكين.
وفي بداية الاجتماع رحب رئيس الوزراء الصيني بالأمير سلمان بن عبدالعزيز، مشيراً إلى أن المملكة تعد أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وأفريقيا .
وعبر الأمير سلمان من جهته عن سعادته بزيارة الصين وحرص المملكة على التعاون بين البلدين في المجالات كافة بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.
ونقل ولي العهد تحيات خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مؤكداً أن سياسة المملكة تدعو للسلم والاستقرار في جميع أنحاء العالم.