أكد مواطنون تعرضهم للتسمم من قبل محلات الوجبات السريعة، وأرجعوا أسباب فساد طعامهم إلى ثلاثة جوانب، أحدهم عدم نظافة المطاعم وعمالها وسوء طرق الطهي والتخزين لديهم، والآخر عن أخطاء يرتكبها عمال التوصيل عند توصيلهم للوجبات السريعة، أو سوء طرق تخزين الطعام وقت توصيل المطعم المعني لهم، فيما قال أحد عمال التوصيل لأحد المطاعم التجارية إنه هو نفسه لا يثق بعمال التوصيل، ولا يمتنع من الطلب من هذه المطاعم في أوقات معينة لتأكده من عدم اهتمام العمال من جودة الطعام حال تحضيره أو توصيله للمستهلك.
في كل مرة يتأخر عامل توصيل الوجبات السريعة يتصل عمر عبدالله بالمطعم ليطلعوه على السبب المعروف سلفاً بالنسبة إليه، وهو «الطعام في الطريق خمس دقائق ويصل». لكن تلك الدقائق تطول حتى تصل إلى أكثر من نصف ساعة، وقد يصل إجمالي تأخير الوجبات الغذائية حوالي ساعتين في مواسم الأعياد والمناسبات، مؤكداً أن سمة التأخير ووصول الطعام بارداً متوقعة عند طلب توصيل الوجبات. وأشار إلى أن هذا التأخير ينتج عنه برودة الوجبة وتعرضها للحرارة ما يمكن أن يتسبب بتلف في نكهة الطعام، أو فساده، لكنه يتناولها رغم كل ذلك، لدفعه ثمنه.
قالت مريم إنها تعرضت لتسمم جراء «وجبة سريعة» من أحد المطاعم العالمية، وبينت إنها عادة تتعرض لآلام شديدة في المعدة بعد أن تطلب من المطعم توصيل وجبتها إليها، وأن هذه الآلام تكون أخف أو تتلاشى أحياناً إذا أخذت هي وجبتها من المطعم أو تناولتها عندهم، لذلك أرجعت المشكلة إلى أخطاء قد يرتكبها عامل التوصيل دون قصد منه، كأن يعلق في الازدحام المروري، أو أن يتوه قبل أن يصل إلى المنزل المطلوب، أو أن تتعرض الوجبة لسوء تهوية مما يؤدي إلى فسادها.
وروت إنها ومن معها تعرضوا إلى آلام في المعدة، وإسهال حاد الأمر الذي حتم عليهم رؤية طبيب ليصف لهم الدواء المناسب.
وقالت إن حالتها من أخطر حالات الغش التي قد تحدث، لأن تسمم الطعام يؤثر على صحة المستهلك التي لا يعوضها مال أو عقوبة، راجية من الجهات المعنية سن تشريع يحمي المستهلك من الأضرار الناتجة عن هذه الظاهرة.
وقال محمد سلمان إن المطاعم الكبيرة من المفترض أن تطبق معايير عالمية في التوصل، غير أن هذا الشيء غير موجود، وعوضاً عن تلميعها لمميزات الدراجة النارية متناسية أضرارها الجسيمة على صحة الإنسان وعلى الطعام نفسه.
وأكد أن المطاعم الصغيرة لا تستفيد من تجارب وخبرات المطاعم الكبيرة ذات الخدمات الراقية، بل تقتصر على توصيل الأطعمة بدراجات هوائية في كثير من الأحيان، وسيراً على الأقدام في أحيان أخرى، دون أدنى نوع من الإبداع في التوصيل منذ سنوات.
وقال أحد عمال التوصيل محمد يوسف لجهة رفض الكشف عن اسمها، إن سعة صندوق الدراجة النارية تسع في أسوأ الظروف إلى 6 وجبات كبيرة الحجم، إلا أن أحياناً طلب المنزل الواحد يفوق الست وجبات، والشركة لا تتمكن من تقسيم الطعام إلى دراجتين هوائيتين أو إيصاله إلى المنازل بالتقسيط، ففي هذه الحالة يحتم على عامل التوصيل إدخال الوجبات جميعها داخل الصندوق دون مراعاة منه أو من المطعم لسعته التحملية، وأضاف أن أكثر ما قد يؤدي إلى تسمم الطعام المحمول أو رداءته هو تأخره في الطريق، فضلاً عن عدم تعرضه الكافي للتهوية الصحية مما يجعل الطعام يتخمر جراء بقائه في مكان مغلق لفترة طويلة قد تتراوح مابين 20 إلى 25 دقيقة.
وأضاف إلى أنه هو بنفسه لا يطلب الطعام السريع من المطاعم فترات معينة، كفترة الأعياد والمناسبات الخاصة، أو الفترات التي تسوء الأحوال الجوية فيها، لتأكده من التأخر الذي ستتعرض له وجبته، أو الأحوال الجوية السيئة التي قد تؤثر عليها.
وقال عامل التوصيل (م.ع) إنه يحاول إيصال جميع الأطعمة في الوقت المناسب، وإن أسباب تأخير الأطعمة سببها الازدحامات المرورية في الطرق، أو مشاكل قطع الطرق التي تمر بها المملكة في الوقت الراهن، وبين أنه حتى يأخذ الطلب ويوصله إلى المنزل المطلوب يستغرق الأمر حوالي نصف ساعة إذا كان الطريق غير مزدحم، إما إن كان هناك ازدحام أو حادث مروري فالتأخير قد يطول لساعة أو أكثر.
وأرجع أسباب تأخير الطلبات أحياناً لأخطاء يرتكبها مستقبل الطلب نفسه، الذي دون العنوان بشكل غير دقيق، وهنا تحدث مشكلة إرسال الطلبية للعنوان الخطأ، أو اتجاه عامل التوصيل لطرق أخرى أبعد بكثير عن مكان الطلب الأصلي.