عواصم - (وكالات): سيطرت قوات الرئيــس بشـــار الأســـد مدعومـــة بميليشيات «حزب الله» الشيعي اللبناني على كامل مدينة يبرود آخر معقل للمعارضة المسلحة في جبال القلمون شمال دمشق، بعد معارك طاحنة.
ويأتي سقوط المدينة الاستراتيجية بعــد حصار دام أكثر من 5 أسابيـــع واشتباكات عنيفة. وتشكل خسارة المدينـــة ضربـــة عمليـــة ورمزيــة للمعارضة السورية. وقال ناشطون من يبرود إنهم «شاهدوا حشوداً هائلة من عناصر النظام المدعومة بميليشيات «حزب الله» تدخل إلى قلب المدينة، ما أدى إلى انسحاب مسلحــي المعارضة إلى أطرافهـــا»، مشيرين إلى أنهم «لم يتلقوا أي مساندة للدفاع عنها». كما كشفت مصـــــادر معارضـة «أن مدنييـــــن وناشطين فروا عبر الحدود اللبنانية قبل سقوط يبرود». في غضون ذلك، اتهمت المعارضة السورية الدول الحليفة والمجتمع الدولي بالتخاذل في مساعدتها مادياً وعسكرياً، ما أسهم في تراجعها على الأرض.
وستتيح السيطرة على يبرود منع أي تسلل لمقاتلي المعارضة إلى لبنان وخصوصاً إلى بلدة عرسال ذات الغالبية السنية التي تدعم المعارضة السورية.
كذلك، فإن السيطرة على يبرود أمر حيوي بالنسبة إلى «حزب الله» الذي يقول إن السيارات المفخخــة التي استخدمت في الهجمات الدامية التي طاولت مناطق نفوذه في الأشهر الأخيرة في لبنان كان مصدرها المدينة.
وقال جيش الأسد في بيان إن «هذا الإنجاز الجديد يشكل حلقة هامة في تأمين المناطق الحدودية مع لبنان وقطع طرق الإمداد وتضييق الخناق على البؤر الإرهابية المتبقية في ريف دمشق».
وأوضح مصدر أمني في دمشق أن الجنود الذين يطاردون مقاتلي المعارضة الذين فروا إلى عرسال سيعملون على إغلاق كامل لطرق إيصال التعزيزات والإمدادات إلى مقاتلي المعارضة عبر لبنان.
وسيطرت القوات النظامية السورية في الأسابيع الأخيرة بدعم من مقاتلــي حزب الله اللبناني علـــى المرتفعات المحيطة بيبرود، وشنت عليها غارات جوية مستخدمة البراميل المتفجرة الأمر الذي نددت به الأمم المتحدة.
فـــي الوقـــت ذاتــه، واصل الطيران الحربي السوري قصفه بالبراميل المتفجرة والمدفعية عدة مناطق بحلب ودرعا وحماة ومناطق أخرى من البلاد. كما شنت قوات الأسد 17 غارة جوية على محيط عرسال ورأس بعلبك داخل لبنان.
من جهة أخرى، أقر مجلس الشعب الســـوري مشـــروع قانــون يمهــد الطريق أمام إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة ويقصي عملياً معارضيه في الخارج من حق الترشح. وتظاهر 300 شاب سوري في دمشق لمطالبة الأسد بالترشح لولايـــة رئاسيـــة ثالثـــة، ولتأكيــد دعمهم للجيش في حربه ضد مقاتلي المعارضة. وحـــذر المبعوث الدولي إلى سوريــا الأخضر الإبراهيمي من إجراء انتخابات رئاسية في سوريا، مؤكداً أن حصولها سينسف مفاوضات السلام الرامية لوضع حد للنزاع في البلد. ووصل الإبراهيمي إلى إيران، أبرز حليـف إقليمي لنظام الأسد، حيــث سيلتقي الرئيس حسن روحاني. إنسانياً، أظهر تقرير أممي وزع أمس أنه مع دخول الأزمة السورية عامها الرابع وصل عدد النازحين السوريين في لبنان إلى أكثر من 968 ألف نازح. من جانب آخر، أعلن تنظيم جبهة النصرة لأهل الشام عن تصفية أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، في مدينة حلب شمال سوريا، المغربي الجنسية أبو أسامة المغربي.
وكشف عضو مجلس شورى تنظيم «جبهة النصرة لأهل الشام» أبو عبدالله الشامي، أن أمير التنظيم أبو محمد الجولاني بعث بمبادرة إلى زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» أبو بكر البغدادي بأن يتنازل الإثنان عن زعامة التنظيمين ويختارا أميراً جديداً عليهما تحت اسم «قاعدة الجهاد في الشام».
وفي لبنان، قتل 11 شخصاً وأصيب 50 خلال 3 أيام من المواجهات الطائفية بين منطقتي جبل محسن العلوية وباب التبانة السنية في طرابلس شمال لبنان التي يقوض استقرارها التوتر الناجم عن النزاع السوري، بحسب ما أفاد الجيش اللبناني ومصادر أمنية.