عواصم - (وكالات): صوت سكان شبه جزيرة القرم الأوكرانية بأغلبية ساحقة لصالح الانضمام إلى روسيا مع تزايد التوتر شرق أوكرانيا ووسط أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. وذكرت سلطات شبه جزيرة القرم الموالية لروسيا أن 93% من سكان القرم أيدوا الانفصال عن أوكرانيا وضم القرم إلى روسيا في أخطر عملية إعادة رسم خارطة أوروبا منذ إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا في 2008. وقال رئيس حكومة منطقة القرم الموالي لروسيا سيرغي اكسيونوف أن الاستفتاء «سيدخل التاريخ». وأعلن اكسيونوف أن القرم ستطلب رسمياً اليوم إلحاقها بروسيا. وقال «سيجتمع برلمان القرم في جلسة طارئة لاعتماد تقديم طلب ترشح رسمي للانضمام إلى روسيا الاتحادية». ونزل الآلاف إلى شوارع عاصمة القرم سيمفروبول وسيباستوبول للاحتفال بنتائج الاستفتاء. وفي سيمفروبول حمل أنصار موسكو الأعلام الروسية وأعلام القرم، كما نزل الألاف إلى شوارع سيباستوبول الميناء الذي يستقبل الأسطول الروسي في البحر الأسود وهم يطلقون هتافات مرحبة بالانضمام إلى روسيا في أجواء من الفرحة الغامرة.وتعتبر سيمفروبول مقر البحرية الروسية منذ القرن الثامن عشر كما تسكنها غالبية من الروس كبقية مدن القرم. ووصفت الدول الغربية والحكومة الجديدة الموالية لأوروبا في كييف الاستفتاء بأنه «غير قانوني» نظراً لأن شبه جزيرة القرم تحت السيطرة الفعلية للقوات الروسية منذ بداية الشهر. وبدأت الإدانات الدولية للاستفتاء تتدفق من مختلف عواصم العالم حتى قبل إغلاق لجان الاقتراع.ورفضت واشنطن الاستفتاء، واصفة التحركات الروسية في الأزمة بأنها «خطيرة ومزعزعة للاستقرار». كما وصفت بريطانيا الاستفتاء بأنه «استهزاء» بالديمقراطية، رافضة الاعتراف بنتيجة الاستفتاء. وفي تصريح ببروكسل قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاستفتاء، وقال إنه ينتهك الدستور الأوكراني. وفي وقت سابق، دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري موسكو إلى سحب قواتها إلى قواعدها في شبه جزيرة القرم مقابل إجراء إصلاحات دستورية في أوكرانيا لحماية حقوق الأقليات. وجاء عرض كيري في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف فيما شارك سكان القرم في استفتاء للانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا. ويبدو أن هذا العرض لقي صدى إيجابياً من موسكو، حيث ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف وكيري اتفقا على البحث عن سبل لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية من خلال إطلاق الإصلاحات الدستورية في أسرع وقت ممكن بدعم من المجتمع الدولي. من ناحيته، قال الاتحاد الأوروبي إنه سيتخذ قراراً بشأن فرض عقوبات على روسيا من بينها احتمال مصادرة الأرصدة الأجنبية لمسؤولين كبار في الكرملين وحظر سفر وزراء كبار. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان «نحن نؤكد على إدانتا الشديدة للانتهاكات غير المبررة لسيادة أوكرانيا، وندعو روسيا إلى سحب قواتها المسلحة وإعادتها إلى قواعدها التي كانت فيها قبل الأزمة». وأكد الرئيس الروسي فلادمير بوتين في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «أن روسيا ستحترم خيار سكان القرم»، وفق ما أعلن الكرملين.وجدد بوتين التاكيد أن الاستفتاء سيحترم بالكامل القانون الدولي.وانتشرت القوات الروسية والميليشيات الموالية للروس أمام مراكز الاقتراع، بينما قامت القوات الروسية بحراسة الحدود غير الرسمية بين القرم وباقي أوكرانيا. وشهد شرق البلاد تظاهرات موالية للروس ضمت الآلاف من أنصار التقارب مع موسكو في دونيتسك زخاركيف ولوغانسك.