الأرض الطاهرة كما تقال بالأوردو هي باكستان التي تشكل عمقاً آخر غرب القارة الآسيوية لدول الخليج العربية، وتأتي زيارة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله وأعزه لإسلام آباد لتؤكد أهمية مستقبل العلاقات البحرينية ـ الباكستانية باعتبارها هامة في معادلة الأمن والاستقرار الإقليمي.
هذه العلاقات ليست وليدة اللحظة فهي امتداد لتاريخ تليد بدأ عندما أبحر العرب من الخليج العربي ونشروا الإسلام في هذه المنطقة التاريخية التي تمتد فيها الحضارة الإنسانية إلى أكثر من 2500 عام قبل الميلاد.
شعب باكستان الصديق كان موجوداً منذ فترة طويلة في منطقة الخليج العربي، واندمج كثيراً في مجتمعات دول المنطقة، وكان شريكاً ومازال في عملية التنمية التي شهدتها المجتمعات الخليجية ومنها بلاشك البحرين.
باكستان باتت رقماً لا يستهان به في القارة الآسيوية، فهي القوة النووية الآسيوية، وهي القوة العسكرية الصاعدة، وهي القوة البشرية الضخمة في آسيا، وهو ما يفسّر تعاقب كبار المسؤولين الخليجيين لزيارة العاصمة الباكستانية خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
مع القمة الهامة المرتقبة بين البحرين وباكستان اليوم يكتمل مشهد التحالفات الآسيوية الجديدة التي عملت عليها السياسة الخارجية البحرينية طوال السنوات الماضية. فهي تحالفات امتدت من طوكيو شرقاً مروراً ببكين ونيودلهي وغيرها وستستقر اليوم بما تسفر عنه زيارة جلالة الملك من نتائج هامة متوقعة.
علاقة المنامة بإسلام آباد ليست جديدة، فهي علاقة بدأت في مختلف المجالات، وتعززت في المجالات الأمنية والعسكرية، وتحتاج إلى تعزيزها بتحالف اقتصادي وثيق، سيما في ظل الاستثمارات البحرينية الكبيرة في باكستان، ومع وجود استثمارات باكستانية في البحرين تدعمها فرص استثمارية واعدة في البلدين.
رؤية جلالة الملك نحو سياسة خارجية ثابتة ومستقرة تحقق مصالح البحرين مع الدول الشقيقة والصديقة رؤية ثاقبة من قائد أدرك مصالح وطنه فسعى لازدهارها، وسعى لحماية مكتسباته، وتعزيز صداقات البحرين وفق هويتها الأصيلة ومبادئها القائمة على الاحترام المتبادل وتوطيد المصالح المشتركة، والتعاون مع الجميع.
يوسف البنخليل