كشف السفير الباكستاني لدى المملكة جوهار سليم عزم البحرين وباكستان توقيع اتفاقات -تمت مناقشتها مؤخراً- خلال زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى جمهورية باكستان، إضافة لعقد ندوة حول الاستثمار بين البلدين، في 23 مارس الحالي، تعقد بفندق ريتز كارلتون برعاية وزير التجارة والصناعة.
ونقلت وكالة أنباء البحرين «بنا» عن السفير سليم قوله إن زيارة العاهــــل المفـــدى «ستفتـح آفاقاً جديدة وواسعة لتعزيز وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع المجالات والأصعدة لاسيما السياسية والاقتصادية»، معرباً عن أمله أن تكون زيارة جلالته «فرصة لتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون في المجال الاقتصادي ومحفزاً قوياً لتعزيز الاستثمار بين البلدين لاسيما وأن وفداً تجارياً كبيراً يضم عدداً كبيراً من رجال الأعمال سيرافق جلالته خلال الزيارة».
وأكد السفير الباكستاني تطلع بلاده إلى زيادة آفاق ومجالات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين في ضوء الزيارة المهمة التي سيقوم بها جلالة الملك المفدى، مؤكداً أن حجم التجارة الثنائي من الممكن زيادته إلى مليار أو ملياري دولار، ويجب العمل على تحقيق هذا الهدف عبر تطوير العلاقات الاقتصادية.
وأوضح أن «حجم التجارة المتبادلة بين البلدين يصل إلى 400 مليون دولار بفضل وجود عدد من البنوك البحرينية التي استثمرت في باكستان وكذلك وجود استثمارات باكستانية كبيرة في البحرين»، مشيراً إلى أن «حجم الصادرات من مملكة البحرين إلى باكستان تبلغ 320 مليون دولار بينما تقدر حجم الصادرات من باكستان إلى مملكة البحرين بين 85-90 مليون دولار، أي أن ميزان التجارة بين البلدين يميل لصالح البحرين».
وحول العلاقات العسكرية بين البلدين، أوضح السفير أنها تمتاز بتعاون قوي وتاريخي بين قوة دفاع البحرين والجيش الباكستاني، مشيراً إلى وجود تعاون في الجانب التقني بين الجانبين.
ووصف السفير الباكستاني جوهار سليم زيارة جلالة الملك إلى بلاده بالتاريخية كونها الزيارة الأولي لجلالته منذ توليه مقاليد الحكم، وكذلك منذ آخر زيارة لأمير البلاد الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه إلى باكستان.
واعتبر أن الزيارة الميمونة لجلالة الملك المفدى تأتي تأكيداً على عمق علاقات الصداقة البحرينية الباكستانية، وتعكس رغبة البلدين في تقوية وتعزيز العلاقات التاريخية الممتدة منذ سنوات طويلة فضلا عن تعزيز مجالات التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.
وعلى الصعيد السياسي، أوضح السفير الباكستاني أن زيارة جلالة الملك تشكل فرصة مهمة لإجراء المباحثات والمشاورات السياسية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التواصل والنقاش حول كل ما من شأنه الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
وحول تاريخ العلاقات بين البلدين، قال السفير جوهار سليم إن العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين، تعود إلى فترة ما قبل الاستقلال الرسمي لكلا البلدين، منوهاً إلى أن ذلك يعود لوجود قواسم مشتركة متعددة بين البلدين كالقيم والسمات الثقافية وسياسة البلدان القائمة على دعم وتعزيز السلام في محيطهما الإقليمي وفي العالم بصفة عامة، إضافة إلى وجود تواصل سياسي واقتصادي دائم بين البلدين الصديقين عبر الزيارات المتبادلة بوفود رفيعة المستوى سياسية وتجارية من الطرفين.
وجدد السفير الباكستاني إدانة بلاده لأعمال العنف والإرهاب في مملكة البحرين، مشيراً إلى أن بلاده التي كانت ضحية لمثل هذا العنف والإرهاب على مدار الأعوام الخمسة الماضية، لتؤكد إدانتها الشديدة لهذه الأعمال الإرهابية، كما تؤكد أن العنف بكافة أشكاله ليس هو السبيل مطلقاً لحل المشكلات السياسية في أي بلد.
وأكد موقف بلاده بدعم حوار التوافق الوطني في مملكة البحرين، مشيراً إلى أن باكستان تدعم بقوة دعوة جلالة الملك إلى تفعيل الحوار الوطني كونه الطريق الأفضل لتحقيق الاستقرار في البلاد علي المدي الطويل، ولأنه يتوافق مع جل المبادرات التي قام بها جلالته من تأسيس اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق والدعوة للحوار وجميع المبادرات الإيجابية التي دعا إليها جلالته لتعزيز الاستقرار والتي من شأنها حل كل العوائق أو المصاعب السياسية في البلاد.
وتوجه السفير الباكستاني بالشكر والتقدير إلى مملكة البحرين قيادة وشعباً على احتضان أبناء الجالية الباكستانية المقيمة للعمل في البحرين والتي يقدر عددها بحوالي 100 ألف مواطن باكستاني مسجلين لدى هيئة تنظيم العمل، مشيراً إلى أن الجالية الباكستانية بالمملكة تضم من بينها رجال الأعمال والمصرفيين والعاملين في القطاع العام، إضافة إلى الأطباء والمهندسين والمعلمين وغيرهم، مشيداً بما قدمته ووفرته مملكة البحرين لأبناء بلاده المقيمين فيها من حياة رغيدة ومريحة ومصادر للعيش لهم ولعائلاتهم.
واختتم سعادة السفير الباكستاني لدى مملكة البحرين بالتأكيد على ترحيب باكستان قيادة وشعباً بالزيارة التاريخية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مؤكداً أن القيادة الباكستانية تترقب هذه الزيارة لأهميتها، وكذا الشعب الباكستاني بأسره ينتظر زيارة جلالته باهتمام كبير بحكم علاقات الصداقة الوطيدة التي تجمع الشعبين وإدراك الشعب الباكستاني لأهمية الزيارة كونها الأولى من نوعها لجلالة عاهل البلاد المفدى.