رأى رجال أعمال بحرينيون في زيارة جلالة الملك المفدى إلى باكستان، تعظيماً للشراكة الاقتصادية مع الشرق الآسيوي، لافتين إلى أن الزيارة تفتح الباب واسعاً أمام تدفق الاستثمارات وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وأجمع رجال الأعمال في تصريحات لـ»بنا»، أن الزيارة التاريخية المرتقبة إلى باكستان، تحمل فرصاً استثمارية ذهبية للقطاع الخاص البحريني، في حقول التصنيع والتجارة وتعزيز الأمن الغذائي.
وأكدوا أن توقيت الزيارة الملكية إلى إسلام آباد يعكس أهمية التوجه شرقاً، والحفاظ على وشائج قربى سياسية واقتصادية وثقافية متينة مع أبرز حلفاء المملكة في القارة الآسيوية.
وأبدى رجال الأعمال المرافقين لجلالة الملك في زيارته إلى باكستان ضمن وفد تجاري رفيع المستوى، تفاؤلهم من إبرام الكثير من مذكرات التفاهم والاتفاقات بين القطاعين الخاص البحريني والباكستاني بمجالات الأغذية والإنشاءات خاصة، ما يخلق مزيداً من فرص العمل والشركات المشتركة وجذب سيولة مالية كبيرة إلى السوق المحلي.
التوجه شرقاً
وأعرب رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين خالد المؤيد، عن سعادته الغامرة بتوجه أنظار جلالة الملك إلى الشرق، وزيارة باكستان عقب زيارات مماثلة إلى الهند والصين وتايلند، معرباً عن أمله أن تتمخض الزيارة عن مذكرات تفاهم واتفاقات تعظم حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين.
وعد المؤيد تركيز الملك على توطيد أواصر التعاون مع كبرى اقتصاديات آسيا، دليل حنكة ملكية ونظرة ثاقبة لمجريات الأحداث السياسية والاقتصادية في العالم، خاصة أن مستقبل العالم يكمن في الشرق حالياً.
وأوضح أن خصوصية العلاقة بين البحرين وباكستان تكمن في عراقتها منذ القدم على مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية، وقوة الروابط الاجتماعية والثقافية بين البلدين الصديقين.
ودعا إلى استثمار الزيارة التاريخية لجلالة الملك إلى باكستان على أكمل وجه، وفتح الباب واسعاً أمام مزيد من الاستثمارات والمشروعات المشتركة، وضخ رؤوس أموال بحرينية في السوق الباكستاني والعكس.
وأبدى المؤيد تفاؤله أن تزيد الزيارة الملكية الميمونة إلى باكستان، اللحمة الاقتصادية بين البلدين الصديقين، وأن يكون لرجال الأعمال والمستثمرين الباكستانيين وجود أقوى في المملكة في المستقبل المنظور.
ورأى أن مجالات التعاون الواعدة مع باكستان كثيرة ومتنوعة، أبرزها التعاون في مجال الأمن الغذائي باستيراد الأرز والخضار والفواكه، والاستفادة من الخبرة الباكستانية في مجال المقاولات والإنشاءات، وتوريد مواد البناء، والصناعات على اختلافها.
وقال إن البحرين تملك أرضية خصبة لإقامة مصانع باكستانية في المدن الصناعية، مستفيدة من التسهيلات الممنوحة ومن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، ولتكون المملكة منفذاً حيوياً للمستثمرين الباكستانيين للتوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «المينا».
الاستثمار الواعد
بدوره عد عضو هيئة المكتب التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة البحرين خالد الأمين، زيارة جلالة الملك المرتقبة إلى باكستان، فرصة ثمينة بالنسبة لمجتمع الأعمال البحريني والقطاع الخاص، لزيادة علاقات التعاون الثنائي ورفع حجم التبادل التجاري في الاتجاهين.
وأضاف الأمين أن رجال الأعمال البحرينيين والباكستانيين يتوقعون أن تعمق زيارة جلالة الملك علاقات التعاون بين مجتمع المال والأعمال في كلا البلدين، وتتوسع آفاقها في الوقت القريب، مشيراً إلى أهمية التعاون بين مجتمع الأعمال في البلدين للبناء على العلاقات السياسية المتقدمة، واستثمارها لتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي في شتى القطاعات، بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.
وبين أن باكستان تتمتع ببيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، ترتكز على ميزة الموارد الطبيعية والكوادر البشرية المؤهلة الملبية لاحتياجات السوق، ما جعل من باكستان مركزاً مهماً وقاعدة استثمارية حيوية على مستوى دول الإقليم.
وأكد أهمية القطاع الخاص باعتباره شريكاً في عملية التنمية، ولدوره في تعزيز بيئة الأعمال وإيجاد فرص عمل جديدة خصوصاً للشباب، داعياً القطاع الخاص في البلدين إلى تعزيز أواصر التعاون في المجالات الصناعية والتجارية والاستثمارية، بما يسهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي لشعب البلدين الصديقين.ونوه الأمين بمزايا الموقع الاستراتيجي للبحرين، مشيراً إلى أن المملكة مهتمة بجذب الاستثمارات الباكستانية في مشروعات حيوية في مجالات التعدين والسياحة والنقل وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والغذاء ومشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتعمل على إزالة مختلف العقبات أمام رجال الأعمال الراغبين بالاستثمار في القطاعات الاقتصادية والتجارية.وكشف الأمين أن هناك فرصة لإقامة صناعات مشتركة بحرينية باكستانية في مجال الأغذية والصناعات الأخرى، متمنياً أن يتفق الجانبان على تأسيس شركات في البحرين وباكستان.
تتويج للعلاقات السياسية
من جانبه، قال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين محمد ساجد الحق، إن توقيت زيارة جلالة الملك إلى باكستان تتسق مع تاريخية العلاقة بين المنامة وإسلام آباد، وما يملكه البلدان من صداقة شاملة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
وأضاف أن هناك الكثير من العائلات الباكستانية العريقة تعمل في البحرين منذ سنوات طويلة، يمتد وجودها إلى أكثر من قرن بغية الاتجار والمساهمة في نهضة البحرين الاقتصادية والعمرانية والاستثمارية.وبين أن النسيج المجتمعي في المملكة يمتزج بجالية باكستانية تكن كل الاحترام والتقدير لقيادة وحكومة وشعب البحرين، ولا يوجد فرق بين الشعبين الصديقين.
وأوضح أن الزيارة الملكية من شأنها أن تجلب استثمارات باكستانية طالما ترغب في إيجاد موطئ قدم لها في سوق حيوية ذات فرص استثمارية واعدة مثل البحرين، بدلاً من الاستعانة بدول بعيدة في أوروبا.ولفت محمد ساجد إلى أن الميزات المتاحة للمستثمر الباكستاني في البحرين، تتركز في كثرة التسهيلات المقدمة من الجهات الحكومية كوزارة الصناعة والتجارة، ومجلس التنمية الاقتصادية، ووفرة المدن الصناعية والتشريعات المرنة.
وقال إن استفادة البحرين من باكستان لابد أن تتعاظم في مجال تعزيز الأمن الغذائي، مضيفاً «باكستان معروفة في كونها أكبر منتج لأرز بسمتي في العالم، إضافة إلى ثروتها الحيوانية الضخمة، وقريبة جغرافياً من البحرين، مع الأخذ بعين الاعتبار الشحن الجوي الأقل كلفة على مستوى آسيا، وبإمكان البحرينيين الاستثمار في قطاع الطاقة الباكستاني وخاصة في مجال توليد الكهرباء والمياه».وبحسب محمد ساجد يمكن للمستثمرين الباكستانيين ولوج مجال الاستثمار في الألمنيوم ومشتقاته، ناهيك عن الاستثمار في صناعة القماش والأنسجة، والانطلاق من البحرين إلى كافة دول الخليج والقارة الأوروبية.
مجالات التعاون
من جهته، قال النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين جواد الحواج، إن الزيارة الملكية المرتقبة إلى باكستان تحمل دلالات واضحة على مكانة باكستان الكبيرة بالنسبة للبحرين ودول المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالمسائل الاقتصادية من تجارة وصناعة.
وتوقع الحواج أن تشكل الزيارة الملكية فرصة كبيرة وخطوة إيجابية تجاه رفع مستوى التبادل التجاري بين المنامة وإسلام آباد،لا سيما أن باكستان دولة كبيرة ولها مركزها الإقليمي سياسياً واقتصادياً.ورأى أن فرص التعاون المستقبلي بين البحرين وباكستان كبيرة وزاخرة بالتنوع، لتشمل التبادل التقني والسياحي والتعليمي والمالي والمصرفي، وخاصة العمل المصرفي الإسلامي، إضافة إلى استفادة الشركات الباكستانية من بيئة التصنيع المتطورة في البحرين.