عكست مؤخراً الزيارات المتابعة لكبار المسؤولين الخليجيين لجمهورية باكستان الإسلامية، الدور الباكستاني الدولي المتصاعد، حيث حرصت أكثر من دولة خليجية على تعزيز وتوثيق علاقاتها مع إسلام آباد من خلال الزيارات المتبادلة والدخول في أو التأكيد على اتفاقيات الثنائية المبرمة.
وللدور الباكستاني المتصاعد عدة أسباب نحاول فيما ما يلي أن نوجز بعضها مع تقسيمها إلى قسمين، الأول يتعلق بالسياسة الخارجية، والثاني يتعلق بموارد إسلام آباد ومقوماتها:
السياسة الخارجية
-1 السعي لتحقيق السلام والأمن الدولي:
تقوم سياسة باكستان الخارجية على أهمية التواصل والحوار على اعتبار أنه أفضل وسيلة للتفاهم الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتدعيم التعاون بين الدول واحترام الشرعية الدولية لتحقيق السلام والأمن الدولي.
ولإسلام أباد جهود واضحة في تحقيق ذلك، وهو الأمر الذي دفع بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالقول «من المستحيل الحديث عن تاريخ الأمم المتحدة في حفظ السلام بدون تسليط الضوء على مساهمات باكستان».
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أن أكثر من ثمانية آلاف من نساء ورجال باكستان يخدمون اليوم في بعثات معقدة وصعبة، من دارفور إلى هايتي إلى ليبريا، ومن الصحراء الغربية إلى شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
-2 خدمة قضايا العالم الإسلامي والعربي
اتخذت باكستان -منذ قيامها- موقفاً إيجابياً من جميع القضايا العربية، وخاصةً القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية إسلامية عادلة، ويبدو ذلك واضحاً عندما قام وزير خارجية باكستان في تلك الفترة بمساندة المجموعة العربية ضد قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين ثاني 1947، كما أن باكستان وقفت ضد دعوة إسرائيل إلى المؤتمر الأفريقي-الأسيوي عام 1954، وكذلك مؤتمر بابدونج عام 1955، وغيرها من المحطات والقضايا التي أظهرت مناصرة إسلام أباد الواضحة لكافة القضايا الإسلامية والعربية على حد سواء من خلال دوره الدبلوماسي المستقل أو من خلال منظمة التعاون الإسلامية التي تعتبر باكستان من الدول المؤسسة لها.
-3 مكافحة الإرهاب
لباكستان باع كبير فى مجال جهود مكافحة الإرهاب سواء على المستوى الدولي أو المستوى الإقليمي. وكانت من أول الدول التي شاركت في الحرب على القاعدة في أفغانستان.
-4 امتلاك القنبلة النووية
استطاعات باكستان بامتلاكها القنبلة النووية ودخولها رسمياً إلى النادي النووي في مايو 1998، بوضع إسلام أباد على خارطة الدول المتقدمة على صعيد الصناعات العسكرية المتطورة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الدور السياسي الصاعد لباكستان وساهم في تقويته وتعزيزه.
موارد باكستان
تمتلك باكستان رغم ضعفها الاقتصادي العديد من الموارد والصناعات تجعلها قوى تحتاج معها الدول الأخرى بناء علاقات اقتصادية معها، ومن ذلك:
الصناعات الرئيسة:
المواد الكيميائية والأجهزة الكهربائية والزراعية والأسمدة والفولاذ والسكر والنسيج وبناء السفن والآليات الخفيفة والثقيلة والسيارات والمعدات العسكرية والأسلحة.
الصادرات الرئيسة
القطن والبضائع النسيجية والرز والمنتجات الجلدية والسجاد والمعدات الجراحية والبضائع الرياضية ومنتجات الصناعات اليدوية والمأكولات البحرية والفواكة والآليات الخفيفة والثقيلة وتكنولوجيا المعلومات والبضائع الهندسية.