عواصم - (وكالات): تستعد القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر من «حزب الله» الشيعي اللبناني، لشن هجوم على 3 بلدات قريبة من الحدود اللبنانية بعد استعادتها مدينة يبرود أبرز معاقل المعارضة في منطقة القلمون شمال دمشق.
وقال مصدر أمني سوري إن «الجيش سيطلق عملياته في كل المناطق التي تتواجد فيها المجموعات المسلحة بحسب الخطة الموضوعة».
وأوضح أن العمليات ستتركز في رنكوس جنوب يبرود، وبلدتي فليطا ورأس المعرة إلى الشمال الغربي منها، والتي لجأ إليها مقاتلو المعارضة الذين كانوا متحصنين في يبرود. وتعد البلدات آخر المناطق التي يتواجد فيها المقاتلون في منطقة القلمون الجبلية الاستراتيجية. وأفاد مصدر مقرب من الحزب أن أحد أسباب سرعة إتمام العملية يعود إلى تنفيذ فرقة «كوماندوز» من عناصره عملية سريعة نهاية الأسبوع، أدت إلى مقتل 13 قائداً للمقاتلين بينهم أبو عزام الكويتي، أبرز مسؤولي جبهة النصرة الذي نفذ عملية اختطاف 13 راهبة مسيحية أفرج عنهن قبل أسبوع.
ويعكس تراجع المعارضة الأخير الانقسامات التي تضعفها فيما لم تجر تلبية دعوات المعارضة السياسية إلى المجتمع الدولي لتزود المعارضين المقاتلين بالسلاح.
في الوقت ذاته، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن 150 عائلة عبرت الحدود إلى عرسال منذ السيطرة على يبرود، مشيرة إلى أن المنظمات الإغاثية تقوم بتوفير الغذاء والحاجات الأساسية لهم.
وإلى جانب السيطرة على الحدود مع لبنان، تجيز السيطرة على يبرود للجيش السوري ضمان أمن طريق دمشق حمص القريبة. وتعتبر السيطرة محورية كذلك لحزب الله الذي يؤكد أن غالبية السيارات التي انفجرت في مناطق نفوذه في الأشهر الأخيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة البقاع، فخخت في يبرود وأدخلت إلى لبنان عن طريق عرسال. لكن بعد ساعات على السيطرة على المدينة انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري في بلدة النبي عثمان اللبنانية قرب الحدود، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 14. وتبنت الهجوم «جبهة النصرة في لبنان» انتقاماً على «اغتصاب» يبرود.
كما فجر الجيش اللبناني سيارة مفخخة أخرى في المنطقة. وجرح شخص في سقوط 4 صواريخ مصدرها الأراضي السورية على مناطق نفوذ لـ «حزب الله» شرق لبنان.
وأتت هذه الأحداث بموازاة وجود الوسيط الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي في إيران حليفة النظام السوري للسعي إلى حل للنزاع بعد جلستين فاشلتين من المفاوضات بين المعارضة والنظام في جنيف.
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تعيين الدبلوماسي دانيال روبنشتاين مبعوثاً خاصاً لسورياً خلفاً لروبرت فورد السفير الأمريكي السابق في سوريا الذي تقاعد وترك منصبه كمبعوث خاص إلى سوريا الشهر الماضي.