كتبت - سلمى إيهاب:شدد مشاركون في مهرجان الجاليات التاسع بجامعة البحرين على تضامنهم مع المملكة وسعيهم للإسهام في تنميتها وتعميرها، وأنهم سيعبرون عن حبهم للبحرين عبر المهرجانات والمشاركة في فعالياتها الوطنية، فضلاً عن احترام قوانين البلاد بكل أمانة وصدق.وأكد المهرجان على تلاحم الجاليات وللتعايش والتفاعل في جو تسوده روح الأخوة والإنسانية من خلال التعبير عن ثقافة الوطن الأم الذي تنتمي إليه كل جالية، وإبراز تاريخها وتراثها الوطني القومي والشعبي، مما يؤكد أن البحرين حاضنة للجميع، وانتهى المهرجان بتعزيز نجاحات الدورات السابقة، وتتويج الجالية الفلسطينية بالمركز الأول والجالية المصرية بالمركز الثاني والهندية ثالثاً.ويقام مهرجان الجاليات في كل عام حيث تقدم كل جالية عرض لصور وأفلام، وجلسات شعبية، وعروض لفنون تراثية، ومسابقات ثقافية، وأغانٍ شعبية، إضافة إلى المجسمات، والمطبوعات، والأزياء، والأكلات الشعبية، والحلي، والحرف اليدوية القديمة.وكانت الجامعة قد دأبت على إقامة مهرجان الجاليات منذ عام 1997، في بهو مبنى الإدارة بالصخير. ويعمل المهرجان على تعزيز ثقافة التنوع بين الطلبة، وفسح المجال أمامهم للتعرف على الثقافات المختلفة، إضافة إلى العادات والتقاليد وأنماط الحياة السائدة في البلدان المختلفة التي يأتي منها عدد من طلبة جامعة البحرين والمشاركة في المهرجان، كما يهدف إلى خلق الأجواء الاجتماعية بين الطلبة وتحريك روح المنافسة في ما بينهم إضافة إلى اكتشاف المواهب الجديدة وصقلها وتشجيعها وإبرازها. لا فروق أو تفرقةقال رئيس الجالية الفلسطينية بجامعة البحرين الطالب ليث هاشم ياسين إن تصميم الجالية قام على توضيح الفرق بين مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى بسبب التداخل الكبير لدى العديد من الأشخاص من بينهم الفلسطينيون أنفسهم. لذلك تم شرح معالم المسجد الأقصى وساحات الحرم والسوق وكان هناك رسم توضيحي، كما تم تحديد موقع المسجد الأقصى بالتحديد.وأوضح أنه «إضافة إلى ذلك يوجد رسم جرافيتي يبدأ بفلسطين القديمة رمز الأصالة والحضارة ثم تتدرج الرسمة لتمثل العروض الشعبية وبعدها رسمة لامرأة تسمى «جفرا» وهي رمز للمرأة الفلسطينية المقاومة والفدائية والعشيقة والأم وأخيراً صورة لشاب مقاوم يمسك في يديه وردة بدلاً من قنبلة تمثيلاً للمقاومة الشعبية السلمية وأيضاً حمامة ملونة بعلم فلسطين لتمثل فلسطين السلام».وأشار إلى أنه تم استخدام رسم الفنان الكاريكاتوري الشهير ناجي العلي للمواطن الفلسطيني، إضافة إلى وجود ركن الضيافة وعدد من الألعاب ووجود عدد من الأدوات الفلسطينية التي كانت تستخدم قديماً في البيوت، وأيضاً قطار فلسطين الذي تم تصميمه من خلال طلبة فلسطين تخصص هندسة فكرته قائمة على أن القطار يدور حول حدود فلسطين وعند كل محطة يعطي معلومة عن البلد التي توقف عندها. أما العرض المسرحي فانقسم إلى أكثر من جزء بدأ بكلام بين عشيق وعشيقته ثم موال فلسطيني ثم عرض غنائي تلاه الزفة الفلسطينية وهو عرس فلسطيني كامل وأخيراً الدبكة الفلسطينية التي اختلفت بشكل ملحوظ عن كل عام. البحرين أنموذج للتسامحمن جانبه، أشار رئيس الجالية المصرية بجامعة البحرين الطالب يوسف عبدالمحسن إلى أن الجالية قررت في هذا العام الابتعاد عن النمطية والتجديد ومفاجأة الجميع بالابتعاد عن الطراز الفرعوني الذي أصبح متهالكاً ومعروفاً للجميع وخصوصاً أن مصر ثرية بالعصور المختلفة، لذلك تم اختيار حقبة زمنية جديدة لم يتم التعرض لها من قبل وهو عصر الملك فاروق وعرض جميع إنجازات هذا العصر كإنشاء أول كلية بحرية وتأسيس جامعة الملك فؤاد الأول.وقال عبدالمحسن إنه تم ابتكار فكرة السيناريو التي كانت تتم داخل الجناح المصري وأيضاً وجود باب دخول وخروج وغرفة للملك التي يتم مفاجأة الزوار بها في نهاية الزيارة ووجود الخادمين وزوجة الملك. كل هذه العناصر هي ما ساعدت الجالية في الحصول على المركز الثاني لأول مرة في مهرجان الجاليات. وأوضح أنه تم عرض أهم الممثلين الذين ظهروا في تلك الفترة وأشهر المناطق التي اشتهرت بها مصر في تلك الحقبة. أما العرض المسرحي فانقسم إلى قسمين؛ الأول الموال هو صنف من صنوف الشعر الشعبي العربي المعروف منذ زمن طويل. أما الجانب الثاني فكان يمثل جانباً مختلفاً وهو الجانب الصعيدي في مصر وهو استعراض يتم من فرقة شعبية شهيرة تسمى «فرقة رضا». وأشار الطالب يوسف إلى أن الجالية المصرية في البحرين تتمتع بقدر كبير من الحريات.وأكد أن البحرين تشكل أنموذجاً يحتذى به في التسامح والتعايش السلمي بين أتباع جميع الأديان والثقافات والحضارات واحترام حقوق الإنسان وتوفير سبل الحياة الكريمة لجميع المواطنين والمقيمين. البحرين وفرت لنا أشياء عديدةأكد رئيس الجالية الهندية الطالب فيصل ممتاز، الحاصلة على المركز الثالث، أن الحضارة الهندية حضارة دسمة مليئة بالثقافات المختلفة، لذلك كان لديهم صعوبة في اختيار المضمون، كما إن هدفهم كان نقل ثقافتهم بكل وضوح وشفافية. وأشار إلى أن طلاب الجالية الهندية الموجودين بالجامعة من أماكن عديدة مختلفة من الهند، مما ساعدهم كثيراً أثناء العمل واختيار الفكرة. لذلك قرروا أن يختاروا أكثر من ثقافة وتخصيص مكان محدد لكل ثقافة، فكان الجزء الأول مخصصاً لتجسيد المناطق الفقيرة بالهند ومدى معاناتهم ورسم الأطفال الفقراء العراة، والمرأة ومدى معانتها وتعرضها للعمل الشاق، أما الجزء الثاني فهو»الجزء المشرق» على حد تعبيره وهو خاص بالفتاة يوم زواجها وأنها يجب أن تكون مغطاة الشعر منحنية الرأس ويحملها بعض الأشخاص حتى تصل إلى زوجها. وأضاف أما الجزء الأخير فكان خاصاً بليلة الحنة التي تقام قبل ليلة الزواج.
970x90
970x90