كتب - حسن الستري:
حكمت المحكمة الكبرى الجنائية الثالثة بسجن أب مدة 5 سنوات لاعتدائه على سلامة جسم ابنه (7 أعوام) بالضرب مما سبب له عاهة مستديمة بنسبة 100%.
وأوضحت المحكمة، التي انعقدت أمس برئاسة القاضي إبراهيم الزايد وعضوية القاضيين وجيه الشاعر وبدر العبدالله وأمانة سر إيمان دسمال، في حيثيات حكمها أنه «من خلال الأدلة المتساندة والتي تكمل بعضها البعض، تتجلى حقيقة الدعوى من اعتداء المتهم على سلامة جسم ابنه الذي كان بمثابة الأمانة من عند رب العالمين، والتي ائتمن عليها المتهم ليقوم بتربيتها وتنشئتها أفضل تنشئة، ولكن المتهم خان تلك الأمانة وسولت نفسه على أن يقوم بالاعتداء عليها بتلك الوحشية وعلى براءة الطفولة، ويحول ابنه إلى جثة يسري فيها الهواء والغذاء بواسطة الأنابيب فقط، ليس له حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير، وبذلك فإنه ثبت للمحكمة، أن المتهم مما يتعين إدانته طبقاً للمادة (338) من قانون العقوبات».
وتشير تفاصيل القضية بحسب أقوال والدة الطفل، إلى أنها في عام 2006 كانت برفقة زوجها متوجهة لمنزل والدها لاصطحاب أطفالها في نزهة، وعند وصولهم رفض ابنها الذهاب معهما، فأمسك الأب ابنه بقوة وأدخله السيارة عنوة، وفي الطريق أغمي عليه، فنقله إلى المستشفى.
وذكرت أن زوجها دائماً يعامل ابنها بمعاملة قاسية، ويعتدي عليه بالضرب المبرح، وسبق وإن اعتدى على سلامة جسمه وتسبب له بإصابات متفرقة في الرأس.
أما جدته، فقد ذكرت أنها كانت بمسكنها وحضرت ابنتها لأخذ ولدها «حفيد الجدة»، للخروج في نزهة، إلا أن الأخير رفض الذهاب خوفاً من أبيه، وتمسك بالجدة باكياً، إلا أن الأب سحبه بقوة، واعترف الأب بالاعتداء على سلامة جسم ابنه بواسطة يده.
وشخصت عدة تقارير الحالة الصحية للطفل، إذ تحدث التقرير الأول عن أن الطفل تعرض لدفعة شديدة أدت إلى أنزفة داخلية حديثة بالمخ في تاريخ يعاصرها تاريخ دخوله المستشفى، وهو تحت العلاج الطبي، وتعتبر حالته غير مستقرة ونهائية بالرغم من مرور فترة زمنية طويلة منذ تاريخ الواقعة، إلا أن المضاعفات وحالته التي عليها من جراء الإصابات التي تعرض لها، تعتبر بحد ذاتها عجزاً كلياً تعدت نسبة الحد الأقصى لعاهة مستديمة 100%.
وبين تقرير طبي آخر، الإصابات التي تعرض لها في أنحاء متفرقة من جسمه، وهي وجود كدم رضي بنفسجي اللون بأسفل الذقن أعلى يسار العنق، عدة سحجات خدشية جميعها بالفخذين، سحج خدشي أسفل مقدمة البطن، أثرة التئام تامة التكوين محمرة اللون تمتد بوضع مائل من الأعلى للأسفل والوحشية بخلفية الرأس وطرفها العلوي.
وأكد تقرير طبي ثالث أن المجني عليه، يعاني من إعاقة ذهنية بنسبة 57% ومن تأخر في التطور المعرفي والإدراكي ومشاكل سلوكية وكثرة الحركة ونقص في التركيز وقدراته العقلية لا تتناسب مع عمره الزمني، بالرغم من أنه كان يتمتع بقدرات طبيعية في السنة الأولى من العمر، وبالتالي أن إعاقته الذهنية كانت نتيجة تعرض دماغ الطفل لعنف متكرر ومتعمد نتج عنه نزيف في الدماغ وتعرض منذ 3 سنوات إلى 3 إصابات بليغة، أولها شق غائر في فروة الرأس، نزيف في عضلات الفخذين، وتعرض لنزيف مماثل في المخ مع اختلاجات وغيبوبة بسبب إساءة جسدية.
وبين تقرير آخر لاستشاري وجود نزيف حاد تحت الجافية في الدماغ تطلب تدخل جراحي عاجل لتفرع الدم ووقف النزيف، أدخل خلالها إلى قسم العناية القصوى وضل عاجزاً عن الحركة أو فتح العينين أو التركيز والكلام، كما ذكر تقرير آخر أن الطفل كانت له متابعة منتظمة لعيادة الأطفال لعلاج الصرع منذ العام 2006، إثر حدوث نزيف في الدماغ ونزيف في الشبكية في كلتا العينين، وكانت تلك الزيارات برفقة جده وجدته، واستجاب للعلاج وتماثل للشفاء بشكل تام.
وأوضح تقرير أن الطفل أحضر إلى المستشفى في 14 نوفمبر 2009، وكان في حالة غيبوبة وتشنجات متكررة وكان يعاني من نزيف حاد في الدماغ تطلب التدخل الجراحي العاجل، إذ لايزال الطفل غير قادر على البلع والحركة، فهو يعاني من شلل رباعي شديد ويتناول طعامه عن طريق أنبوب موضوع في المعدة.
فوجهت النيابة العامة للمتهم أنه في عام 2006 اعتدى على سلامة جسم ابنه بأن قام بالاعتداء عليه بالضرب على أنحاء متفرقة من جسده، فأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي والتي تخلف من جرائها عاهة مستديمة لم يقصد إحداثها وتقدر نسبتها نحو 100%.