أكد مشاركون في معرض الخليج الدولي للبناء 2013 أن قطاع الإنشاءات خاصة والاقتصاد البحريني عامة يشهدان تحسنا كبيرا خاصة خلال الأشهر الستة الأخيرة.
وأكد المشاركون في لقاءات مع "بنا" أن تمكن البحرين من تجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وعودة الأمن والاستقرار إلى ربوع المملكة والدعم الحكومي لقطاع الأعمال عوامل أدت إلى بوادر ازدهار اقتصادي بقيادة قطاع البناء والتعمير الذي ترتبط به نحو 40% من الحركة الاقتصادية في أي بلد بشكل مباشر.
وقال المشاركون إن من بوادر الازدهار الاقتصادي عودة الحياة إلى سوق المعارض والمؤتمرات في مملكة البحرين ومنها معرض البناء 2013 الذي ازدحم بأكثر من 100 شركة بحرينية وعربية وعالمية حجزت مساحة المعرض بالكامل.
نادر الدجني الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات العارضة موجود في البحرين منذ خمس سنوات، ويقول إن السوق كان شبه متوقف قبل سنتين حيث أن بعض المشاريع العقارية اكتملت وبعضها توقف، لكن الآن بدأ السوق يتحرك، وتتصاعد وتيرة طلبات التوريد والشراء، ونحن نأمل عودة الازدهار إلى المرحلة التي كان عليها قبل الأزمة المالية العالمية.

ورغم أن شركة نادر لديها مكاتب في الدوحة والأردن وباكستان والتشيك إلا أنه حريص على أن يكون مكتبه الرئيسي في البحرين لسهولة تأسيس الشركات وممارسة الأعمال والثقة بمتانة الاقتصاد كما يؤكد هذا وتعرض نحو 100 شركة من مختلف قطاعات البناء، بما في ذلك التصميم والهندسة وإدارة المشاريع ومصانع ومعدات البناء والمباني الخضراء، إمكانياتها في معرض الخليج للبناء في القاعة 1 في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات.

الدكتور محسن الصفار الرئيس التنفيذي لشركة متخصصة في الاستشارات العقارية يصف المعرض بأنه تجربة رائدة في البحرين بمجال تنمية قطاع الانشاءات واستكشاف السوق والتبشيك بين الشركات مع بعضها من جهة ومع الزبائن من جهة أخرى.

ويقول الدكتور الصفار إنه يشهد بوادر حركة انتعاش كبيرة للاقتصاد البحريني ومنه قطاع الانشاءات والعقارات، حيث بدأت الحركة العمرانية تنشط مرة ثانية في المملكة على الصعيدين الحكومي والخاص، ويضيف بأن المشاريع العمرانية الحالية تشهد حركة تصحيحية بعد الأزمة المالية العالمية حيث أصبحت هذه المشاريع تستهدف المستهلك البحريني بعد أن كانت موجهة بالكامل للمقيم أو المستثمر الأجنبي.

ويشير الدكتور الصفار إلى أن قيمة الأراضي الآن أصبحت معقولة بعد أن تراجعت عن أسعارها الفلكية عام 2008 لكنه يطالب البنوك بتسهيل عملية إقراض الراغبين بشراء عقارات.

ودعا الدكتور الصفار إلى توعية المواطن البحريني بمميزات البناء الحديث وما يتيحه من توفير للطاقة وصداقة للبيئة وقلة تكلفة حيث يمكن اقتناء منزل مقابل 20 ألف دينار بينما يكلف البيت المبني بطريقة تقليدية وسطيا من 40 إلى 50 ألف دينار.

مشعل الشعلة رئيس مجلس إدارة شركة شاركت في المعرض العام الفائت وكانت المشاركة جيدة ومجدية، لذلك حرص على المشاركة هذا العام أيضا وتعريف باقي الشركات العارضة والزوار على منتجات الشركة واستكشاف فرص البيع والعقود والتوسع.

وأكد الشعلة أن البحرينيين شعب شغيل وتمكن تحت ظل قيادته الحكيمة من تجاوز حالة الركود الاقتصادي الكبيرة التي مر بها، ووصف بيئة الاستثمار في البحرين بالجاذبة لافتا إلى أن كثيرا من الأوربيين والآسيويين يبدون اهتماما متصاعدا بالاستثمار في البحرين.

هذا وتبلغ المساحة الإجمالية للمعرض 7600 متر مربع تم حجزها من قبل 187 شركة عارضة محلية وإقليمية وعالمية، فيما تشارك 72 شركة تمثل العلامات التجارية المحلية والدولية في قطاعات الأثاث والدهانات والمطابخ والحمامات والإضاءة والسيراميك وأغطية الجدران والفنون والاكسسوارات في معرض الخليج للتصميم الداخلي والأثاث.

ويشارك منصور الحايكي صاحب شركة مفروشات للمرة الأولى في المعرض، وهو يشيد بذوق الانسان البحريني في اختيار اثاث بيته وبرغبته بالتميز.

يقول الحايكي "ما يميزنا هو أننا نعرض مفروشات صناعة بحرينية خالصة، لكن أقوم بتصنيعها في معملي بمصر نتيجة عدم تمكني من الحصول على أرض صناعية هنا في البحرين، وأتمنى تقليل فترة الانتظار للحصول على أراضي صناعية حتى نتمكن من المساهمة بشكل أكبر في الازدهار الاقتصادي للمملكة.

بدوره يقول علي عبد الله الهمام من شركة عارضة متخصصة بمواد البناء إن بيئة الأعمال في البحرين وخاصة لناحية تسهيل تأسيس الشركات تساهم في تحريك الاقتصاد وجذب الاستثمارات، ويشيد علي بقانون العمل في القطاع الأهلي الذي صدر مؤخرا والذي يحفظ حقوق العمالة ويزيد من ثقة المستثمرين بالاقتصاد البحريني.

ويتوقع عيسى المعاودة مدير التسويق في شركة متخصصة بالمفروشات إقبالا شديدا من الزوار خاصة وأن المعرض شامل لكل من يرغب ببناء بيته أو تأثيثه، ويقول عيسى إن القوة الشرائية تتزايد لدى البحرينيين، وهذا ما يحفز الشركات على القدوم إلى المملكة.

وساهمت "تمكين" في دعم عدد كبير من رواد الأعمال للمشاركة في المعرض، منهم منال بوكمال صاحبة شركة للتصميم الداخلي والخارجي، التي تؤكد أن تواتر الطلب على خدمات الشركة يزداد بشكل مضطرد، وتضيف "صحيح أننا لم نصل بعد لمستوى الطلب الذي كان عام 2009 إلا أن المنحنى البياني للازدهار الاقتصادي مبشر"، وكذلك يؤكد علي تيتون من شركة تصميم أخرى أن السوق البحريني نما خلال الفترة السابقة بين 30 إلى 40 بالمئة.

وفي معرض الخليج للعقار الذي يقام بالتزامن مع معرض الخليج للبناء يشارك عدد من أكبر شركات الإنشاء والتعمير على متسوى البحين والمنطقة. ويستعرض المعرض المشاريع والخدمات العقارية السكنية والتجارية في البحرين.

ويقول عثمان الجناحي الرئيس التنفيذي للاستثمارات في أحد المشاريع الإنشائية إن البيع في المشروع كان مؤجلا لمدة سنتين، لكن شعرنا بانتعاش في السوق خلال الستة أشهر الماضية، وهو ما يرسم البسمة على وجه أي مستثمر في العقار، وعلى جميع الشركات المشاركة في مثل هذه المعارض بما يسهم في دعم وتحريك قطاع الانشاءات.

ويعتقد أحمد دشتي وهو مدير شركة خدمات عقارية أن المشاركة في هذا المعرض مهمة جدا، وأن حجم المشاركة الكبير دليل على ثقة الشركات بسوق العقارات في البحرين وأن هذا السوق بخير، خاصة وأن الشركات أصبحت تبيع عقاراتها للمستهلك النهائي بعد تصحيح المسار واندثار المضاربين.

كذلك يؤكد محمد شعبان وهو عارض آخر أن دراسات أجرتها شركته أكدت الجدوى الاقتصادية لإطلاق مشاريع إنشائية كبرى في البحرين، ويعرب عن تفاؤله بعودة الشركات العقارية الكبرى للملكة وبدخول شركات جديدة خلال الفترة القريبة القادمة.