جدد رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة موقف بلاده الواضح بإدانة الإرهاب في البحرين، مؤكداً دعم بلاده لجهود المملكة في التصدي لكافة أعمال العنف، في ظل توافق تام بين تونس والبحرين ودول الخليج العربي كافة على محاربة الإرهاب.
وقال جمعة في مقابلة مع تلفزيون البحرين أمس، إن الإرهاب لا يشكل السبيل السليم في المجتمعات العربية، لافتاً إلى أن بلاده وبحكم ما شهدته من تغيرات في السنوات الأخيرة والتقلبات الإقليمية، وجد الإرهاب منفذاً للتسلل إليها، وبات آفة غريبة تعاني منها تونس، وتعمل حالياً على مواجهتها والقضاء عليها.
وأكد عزم بلاده على محاربة كافة أشكال التطرف والإرهاب والخروج على القانون، مشدداً على موقف تونس الرافض لكافة أعمال الإرهاب في البحرين.
وأوضح جمعة أن سياسة تونس الخارجية تقوم على تدعيم أواصر الصلة والعلاقات الثنائية مع البلدان الشقيقة والصديقة، لافتاً إلى أن «البحرين بلد صديق وعزيز علينا، ونحن متفقون على مقاومة ظاهرة الإرهاب بشتى صوره». ونبه إلى أهمية زيارته على رأس وفد رسمي إلى البحرين، مشيراً إلى أن ما تضمنته الزيارة من مباحثات ولقاءات رسمية، وما يترتب عليها من نتائج مهمة تنعكس بصورة إيجابية على تطور وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين خلال الفترة المقبلة.
وأعرب جمعة خلال المقابلة، عن سعادته الكبيرة بزيارة المملكة، مؤكداً أن الزيارة تعبر عن عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، وما يجمع بينهما من قواسم ثقافية وحضارية، وعمق العلاقات والأواصر بين الدولة العربية.
وعبر عن سعادته باللقاءات المهمة خلال الزيارة مع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة نائب جلالة الملك ولي العهد، ومع صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، مؤكداً أن هذه اللقاءات اتسمت بالودية وكانت فرصة لاطلاع سموهما على تطورات الوضع السياسي والأوضاع بصفة عامة في تونس، كما كانت فرصة طيبة للتعرف على الأوضاع في البحرين، وتبادل الآراء حول أوضاع المنطقة.
وأوضح أنه بحث خلال اللقائين مع سمو نائب جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء، تعزيز العلاقات الثنائية وسبل الارتقاء بها إلى المستوى المنشود.
من جهة أخرى عد رئيس الوزراء التونسي، أن القمة العربية المقبلة في الكويت فرصة طيبة للالتقاء بالقادة العرب، مشيراً إلى أن بلاده ستشارك بمستوى رفيع في القمة.
وأعرب عن أمله أن تكون قمة الكويت فرصة لتصفية الأجواء العربية وتحكيم العقل وإعلاء صوت الحكمة، وتجاوز أي مشكلات بين الدول العربية بما يضمن عدم التدخل في أي شأن من الشؤون الداخلية للدول الأشقاء.
وأكد أهمية جولته الخليجية الحالية كونها اشتملت على تبادل الآراء والتواصل مع قادة عدد من البلدان الشقيقة، حيث تباحث في كافة الأمور السياسية والاقتصادية والأمنية، لافتاً إلى أنه اصطحب معه مجموعة من رجال الأعمال التونسيين لمشاركته في الجولة وإيجاد فرص للاستثمار في الخليج، وكذا إيجاد فرص استثمارية في تونس أمام الكثير من المستثمرين الخليجيين.
وأضاف جمعة أنه «إذا كانت بلاده قصرت في السنوات الأخيرة تجاه التواصل مع الأشقاء، فإننا نأتي اليوم لمد الجسور والتعريف بتونس كأرض مفتوحة للاستثمار، ولدينا استثمارات أوروبية كبيرة، ونطمح أن يكون ببلدنا فرصة للاستثمار الخليجي».
ونوه رئيس الوزراء التونسي إلى عقد لقاءات اقتصادية مهمة خلال زيارة البحرين، حيث التقى عدداً من الوزراء المعنيين، بينما التقى رجال الأعمال التونسيون نظرائهم البحرينيين لتعزيز التعاون بين الجانبين.
وتوجه بالتحية إلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مشيراً إلى أنه «إذا لم يسعدنا الحظ للقاء جلالته خلال الزيارة لوجوده في زيارة رسمية خارج البحرين، فإننا نتطلع أن تكون لنا الفرصة للقاء جلالته في أقرب وقت»، ووجه التحية أيضاً إلى شعب البحرين.