لم تكن سوى "لكمة" بسيطة، لكنها كانت كافية لكي يلفظ حكماً أميركياً أنفاسه الأخيرة، بعدما أمضى أسبوعاً كاملاً تحت العناية المركزة في أحد المستشفيات، قبل أن يتم الإعلان عن وفاته، فيما وُضع الجاني وهو حارس مرمى شاب في السجن تمهيداً لمحاكمته.

الحادث المفجع وقع في مدينة سولت ليك سيتي الأميركية خلال مباراة بين فريقين من المراهقين ضمن دوري الهواة تحت سن 17 عاماً خلال الأسبوع الماضي، حيث قام حارس مرمى بتوجيه لكمة إلى الحكم ريكاردو بورتيو بعدما أشهر الأخير بطاقة صفراء في وجهه.

الحكم البالغ من العمر 46 عاماً سقط على الأرض بعد تلقي اللكمة في وجهه، ووفقاً لما ذكرته وسائل إعلام أميركية فإنه بدأ يتقيأ دماً، ومن ثم جرى نقله إلى المستشفى، حيث تبين انه مصاب بتورم في الدماغ، ودخل في غيبوبة استمرت أسبوعاً، فارق بعدها الحياة.

ووضعت الشرطة الأميركية حارس المرمى المعتدي في السجن المخصص للقصّر، وسيتم في وقت لاحق تقديم لائحة اتهام ضدّه، بينما تم تشريح جثة الحكم من أجل معرفة الأسباب الدقيقة للوفاة.

ولم يكن هذا الحادث الأول الذي يتعرض له بورتيو وفقاً لما أكدته ابنته "جوانا" البالغة من العمر 26عاماً، إذ قالت إن والدها أصيب بكسور في هجومين سابقين خلال السنوات الثماني التي أمضاها في مجال التحكيم، دون أن يمنعه ذلك من الاستمرار في قيادة المباريات تحكيمياً.

ودفع الحكم الأميريكي حياته ثمناً لولعه بالتحكيم، فكانت الثالثة ثابتة، تاركاً خلفه حزناً عميقاً في نفوس أفراد عائلته، التي نظمت وقفة احتجاجية أشعلت خلالها الشموع.