عواصم - (وكالات): احتلت قوات موالية لروسيا قاعدتين أوكرانيتين في شبه جزيرة القرم، في وقت أكدت فيه السلطات الانفصالية رفضها استقبال وزير الدفاع الأوكراني، بعد موافقة المحكمة الدستورية الروسية على ضم القرم، بينما تبحث مجموعة السبع، التي يجتمع قادتها الاثنين المقبل في لاهاي، في «إقصاء دائم» لروسيا من مجموعة الثماني، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. في هذه الأثناء أعلنت الأمم المتحدة أن الأمين العام بان كي مون سيزور موسكو اليوم حيث سيلتقي بالرئيس فلاديمير بوتين، ثم سيتوجه إلى أوكرانيا ليلتقي غداً الرئيس الانتقالي الكسندر تورتشينوف ورئيس الحكومة رسيني ياتسينيوك. وقال كاميرون أمام مجلس العموم «أعتقد أن من المهم أن نتشاور مع حلفائنا وشركائنا وأن ندرس إن كان يتعين إقصاء روسيا بشكل دائم من مجموعة الثماني في حال تبني خطوات أخرى».وروسيا عضو في مجموعة الدول الصناعية منذ 2002 واقصاؤها منها من بين العقوبات الدولية الجاري بحثها إثر إعلانها ضم شبه جزيرة القرم الثلاثاء الماضي.وفيما يتعلق بالأحداث الأمنية في القرم، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية فلاديسلاف سيليزنيف أن القوات الموالية لروسيا حطمت بواسطة جرار بوابة القاعدة الجنوبية للبحرية الأوكرانية في نوفوزرن غرب القرم، وسيطروا على مدخل القاعدة. كما أعلن ناشطون موالون لروسيا أنهم حاصروا قائد البحرية الأوكرانية سيرغي غايدوك ثم أطلقوا سراحه واستولوا على مقر البحرية الرئيس. وأمهل تورتشينوف زعماء منطقة القرم 3 ساعات للإفراج عن قائد القوة البحرية او مواجهة «رد مناسب». وفي كييف أعلنت الحكومة أن وزير الدفاع ايغور تينيوخ والنائب الأول لرئيس الوزراء فيتالي ياريما سيتوجهان إلى القرم «لوضع حد لتصعيد النزاع» في شبه الجزيرة الانفصالية. ولم تحدد الحكومة ما إذا كانت هذه الخطوة تمت بموافقة موسكو أو مع السلطات الانفصالية في القرم.وعلى الفور أعلن رئيس وزراء القرم سيرغي اكسيونوف من موسكو أن الوزيرين سيمنعان من دخول شبه الجزيرة. وأكدت كييف في وقت لاحق رفض سلطات القرم تلك الزيارة. وقررت أوكرانيا اعتماد نظام التأشيرات مع المواطنين الروس، وفق ما أعلن الأمين العام لمجلس الامن القومي والدفاع اندري باروبي.ووقع الرئيس فلاديمير بوتين مع السلطات الانفصالية في القرم معاهدة تاريخية لضم شبه الجزيرة لروسيا، وتعاقبت الإدانات عبر العالم ووصف تورتشينوف عمل موسكو بأنه شبيه بممارسات ألمانيا النازية. وفي وقت لاحق، أعلن بوتين أن روسيا ستبني جسراً بين أراضيها وشبه جزيرة القرم، وقدرت الحكومة تكلفة هذا المشروع بثلاثة مليارات دولار. وإن انتهت الحرب الخاطفة الروسية بموافقة المحكمة الدستورية على ضم القرم وبتأكيد موافقة مجلسي البرلمان الروسي، لا تزال هناك عدة مشاكل عملية يجب تسويتها. وأكثرها إلحاحاً مشكلة القواعد العسكرية الأوكرانية المحاصرة من الميليشيات الموالية لروسيا ويشتبه بانها قوات روسية غير معلنة. وأمرت حكومة كييف جنودها بالبقاء في القرم إلا أن القادة العسكريين يقرون بأنه في نهاية المطاف سيعودون إلى أوكرانيا. وأسفرت عملية ضد قاعدة عسكرية أوكرانية مماثلة لما جرى أمس عن سقوط قتيلين عسكري وعنصر في قوات الدفاع الذاتي الموالية لروسيا، وإصابة جنديين في سيمفروبول.وهذا الحادث حمل كييف على السماح رسمياً لجنودها الموجودين في شبه الجزيرة بحمل السلاح دفاعاً عن النفس. وبعد توقيع معاهدة ضم القرم لروسيا في موسكو، عاد التوتر مجدداً بين روسيا والغرب عشية قمة أوروبية جديدة في اليومين المقبلين في بروكسل.وفي الجانب الأمريكي دعا الرئيس باراك اوباما قادة مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي إلى الاجتماع الأسبوع المقبل في لاهاي لمناقشة الوضع في أوكرانيا وحذر وزير الخارجية جون كيري من أن اي توغل روسي شرق اوكرانيا «سيعتبر خطوة مشينة». ويواصل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في فيلنيوس جولته في بولندا ودول البلطيق الرامية إلى طمأنة هذه الدول الحليفة القلقة من عدوانية موسكو. وأشار بايدن إلى أن واشنطن تدرس خطوات اضافية لتعزيز تنسيقها العسكري مع دول البلطيق، ومن بينها إرسال قوات أمريكية إلى المنطقة للمشاركة في تدريبات عسكرية وبحرية. وقال مسؤول في قوات البحرية الأمريكية إن المدمرة تروكستون بدأت تدريبات تستمر لمدة 24 ساعة في البحر الأسود مع قوات البحرية البلغارية والرومانية. وفي موازاة ذلك ستكشف بروكسل تفاصيل خطة المساعدة لكييف بقيمة مليار يورو. وقررت سويسرا تعليق المفاوضات التي بات منذ أشهر عدة مع روسيا بهدف إبرام اتفاق للتبادل الحر، كما أعلن وزير الاقتصاد السويسري يوهان شنايدرامان. من جهته اتصل رئيس الأركان الأوكراني هاتفياً بنظيره الروسي ليقترح عليه تشكيل لجنة مشتركة تفادياً لأي تصعيد على الأرض.وتبحث الحكومة ايضا عن سبل للرد على «تاميم» الشركات الأوكرانية العامة في القرم وأولها مجموعة تشورنومورنفطوغاز.
970x90
970x90