كتب – أحمد الجناحي:
للشباب لمستهم الخاصة في كل شيء، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأقرب الناس إليهم. وفي مثل هذه الأيام ومع الاحتفال بعيد الأم، يجهد الشباب في تقديم شيء مغاير يعبرون به عن مدى عرفانهم بأفضال الأمهات عليهم.
من هؤلاء عبدالعزيز الكعبي، الذي يرى أن الاحتفال بعيد الأم مختلف تمام الاختلاف عن الاحتفال بأي مناسبة أخرى، سواء كانت اجتماعية أو سياسية «الأم مقدسة لها قيمة كونية عظيمة عبر عنها الإسلام بالقرآن والأحاديث النبوية الصحيحة، وعبرت عن قيمتها كل الكتب والرسالات السماوية، ولا يوجد مخلوق حي لا يقدر الأم ويحسب لها اعتبار، لأن تضحياتها ودورها لا يمكن لأحد أن يقوم به سواها».
يقول الكعبي: تهدينا الأم لحظات سعيدة من أعماقها على حساب راحتها وصحتها، تبث بنا الحياة وتزرع الروح، وتقديرها يجب أن يستمر طوال أيام السنة لا ليوم واحد، وشخصياً أحضر لها الهدايا المختلفة على مدار السنة، أعمد أحياناً لشراء الورود لها، وفي أحيان أخرى العطور، وفي عيد ميلادها قدمت لها هاتفاً، رغم أن الأمهات لا يطلبن سوى النجاح والتوفيق لأبنائهن، فالأم تحلم بزواجهم وذريتهم، وتتمنى لهم الرفقة الصالحة ليطمئن قلبها.
ويشير الكعبي إلى أنه اختار هذه المرة أن يشتري لأمه خاتماً من ذهب، بمبلغ ادخره لهذه المناسبة، وتمنى أن يكون سعر الذهب في السوق مناسباً للمبلغ الذي معه ليقدم لأمه هديه تليق بها.
ذلك شأن الكعبي، لكن سعود الجار لا يتردد في الاعتراف بتقصيره تجاه أمه، «أعترف بتقصيري، لكن هناك من يقول إن عيد الأم حرام وبدعة ليتهرب من المسؤولية الاجتماعية تجاه أسرته، ويتناسى أن تعاليم الإسلام وصت بالأم كثيراً، فمن أراد أن يطبق الدين في حياته عليه أن يطبقه في كل صغيرة وكبيرة، لا أن يأخذ منه ما يريد وما يتوافق مع هواه ويترك الباقي».
الجار، يقدر أمه كثيراً ويحترمها ويعبر لها عن مشاعره الصادقة، لكنه لا يتذكرها بالهدايا إلا نادراً، رغم يقينه أنه هذه المبادرة تفرح الأم وترفع من معنوياتها، وهنا يعد سعود نفسه بأن يقدم لأمه هدية بسيطة حتى لو كانت مزهريه تحتوي على باقة ورد جميلة.
من جانبه يؤكد عبدالله المراغي حرصه على الاحتفال بعيد الأم، وتقديم شيء ولو بسيط لها، «أنتظر يوم الأم بفارغ الصبر، لقد اعتدت أن أحتفل به مع أسرتي منذ المتوسطة، وغالباً ما أخصص هذا اليوم بأسره لوالدتي، وأقضيه إلى جانبها، نخرج معاً في مثل هذا اليوم لنتناول وجبه الغداء في أحد المطاعم، ولأن أمي تحب شرب الشاي، أصطحبها لنادي الشاي بعد الغداء، وقبل أن نعود إلى المنزل أصطحبها إلى السوق لتختار ما يعجبها من الهدايا، رغم أنها مزاجية، وذوقها لا يتخيله أحد».
ورغم صغر سنه النسبي يفهم إسماعيل الجابر التلميذ بالمرحلة الإعدادية أن الأم لا تنظر إلى الهدية بقيمتها المادية، بل تسعد بقيمتها المعنوية، «أسعى في كل يوم لادخار جزء من مصروفي، لأتمكن من شراء بعض الهدايا لأفراد أسرتي في المناسبات كما يفعلون هم معي، فقد نشأنا في أسرتنا على تقديم الهدايا فيما بيننا خصوصاً في أعياد الميلاد»، ولكي يرى ابتسامة الرضا على وجه والدته هذه السنه، سيختار الجابر هديه لتضيفها والدته لمجموعتها المنزلية سواء كان من أدوات المطبخ أو الزينة المنزلية.
سلطان خالد يقول «لكي تشعر الأم بطعم السعادة وقيمة الأبناء في حياة الإنسان، وحتى تعلم أن تضحيتها وتكريسها لحياتها من أجل أبنائها لم ولن تذهب هدراً؛ نحتفل بها في عيد الأم. وصحيح أن الموضوع محرم في الدين، ولكن نحن لا نحتفل به كعيد، بل كتقدير للأم، ونسعى لزرع البسمة والسعادة في نفوس أمهاتنا، مردفاً «شخصياً لا أعترف بعيد الحب وعيد المرأة، ولكن الأم لها بريق مختلف ولها معاني مقدسة في الوجدان، ولا يهمني أصل يوم الأم وطريقة تخصيصه بقدر ما يهمني المغزى الذي من أجله نحتفل».
ويدعو خالد لتخصيص يوم مماثل للآباء «أدعو لتخصيص يوم للآباء، فهم أيضاً شعله تشتعل من أجل الأبناء، ويقضون حياتهم في العمل والكد فقط من أجل توفير لقمة العيش والسكن الملائهم واحتياجات أبنائهم، مهملين وناسين راحتهم وسعادتهم، وهذا الأمر أدعو له من باب مساواة المرأة بالرجل الذي تطالب به جميع الدول المتقدمة»، معتقداً أن الأم لا تحتاج إلى يوم محدد يعترف أبناؤها بقيمتها في حياتهم، بقدر ما تحتاج أن ترى أبناءها في صحة وعافية وتوفيق.
أما سيد مصطفى العلوي فيجد في اجتهاده ونجاحه أفضل هدية يقدمها لوالدته، معتبراً الاحتفال بعيد الأم بدعة وأمراً لا يجوز شرعاً، داعياً الجميع للاحتفال بأمهم على مدار أيام السنة.
كذلك يعتبر منصور الخالدي الاحتفال بعيد الأمر محرماً شرعاً، لكنه أيضاً لو تمكن من شراء هديه لوالدته يومياً لفعل، إن «الاحتفال بالأم ليوم واحد؛ إقلال لحقها».
بالمقابل تؤكد أم محمد وهي أم لـ3 أولاد، ما ذهب إليه الشباب، مشيرة إلى أن أكثر ما يهمها أن تحظى باحترام أبنائها، مشيرة إلى أن تقديم الهدية للأم اليوم ومعصيتها غداً؛ أمر غير مقبول!.