سواء كانت باهظة الثمن أو متدنية السعر؛ يعترف الأبناء والبنات أن هداياهم لأمهاتهم في عيد الأم؛ لا تقابل لحظة واحدة من عطاء الأمهات وإنسانيتهن!، لكنها هدايا يقدمونها على أقدارهم هم وليس بقدر أمهاتهم.
يقول محمد فريد -40 سنة كانت الهدية في عيد الأم مختلفة تاماً عن اليوم، حيث كانت القيمة في معناها المعنوي لا المادي بعكس الواقع اليوم، فاليوم كثير من الناس تحاول شراء أغلى الهدايا لأمهاتهم حتى لا تقول الأم «ولد فلان ياب لها هدية غالية..» رغم أن الأمهات يفرحن بالهدية بغض النظر عن قيمتها.
ويضيف: شخصياً كنت في المرحلة الابتدائية والإعدادية أجمع من مصروفي وإخوتي وأخواتي لشراء هدية، ونعمل قرعة على من يقدمها، واليوم أحرص أن أقدم هدية لوالدتي بين الفترة والأخرى.
ويتذكر فواد أحمد -44 سنة- «كنت وإخوتي قبل عيد الأم بشهر؛ نجمع النقود ومن ثم نشتري هدية لوالدتنا كالعطور، مع ضرورة كتابة «كرت» يعبر عن حبنا لها، وكثيراً ما كنا نزينها بالرسومات والألوان، وكانت الوالدة تحتفظ بهذه الرسائل أكثر من الهدية ومازالت محتفظة بها، أما اليوم الهدية التي تقدم لها بطبيعة الحال مختلفة بحكم تحسن الظروف فنراعي فيها الجانب المادي، فإن كان الشخص مقتدراً فلابد يقدم لوالدته أغلى هدية لأنها تستاهل».
ويردف: من الأمور الجميلة بالأمس اعتماد الأبناء على أنفسهم في شراء الهدية، أما اليوم يطلب الولد من أبيه المال لشراء الهدية، بل يشتريها الزوج ليقدمها الابن.
وتجد نورة محمد في الهدية معناها المعنوي وليس المادي، مشيرة إلى أن الأم لا تنظر إلى الهدية نهائياً، لذلك كنت أقدم لوالدتي هدية بسيطة حسب الميزانية المتوفرة، حيث إنني كنت في مرحلة المدرسة والمصروف لا يكفي لشراء الهدية، أما اليوم فأصبحت موظفة لذلك أفضل شراء ما تحتاجه.
وتتذكر نوال عبدالله أنها قدمت لأمها عطراً وبطاقة بها رسومات وكلمات تعبر عن الحب، مشيرة إلى أن عيد الأم من أجمل المناسبات التي كانت تنتظرها، «كانت الهدية قيمة في معناها، أما اليوم فإن الأسواق تعرض هدايا مختلفة وكل محل يقول الأفضل لدي، حتى ضاع المعنى الحقيقي لهذا اليوم!.