كتبت - شيخة العسم:
لا تجد كثير من النساء المتزوجات حرجاً في الاحتفال بيوم الأم، رغم أنهن لم يتنعمن بعد بالأمومة!. ولاء يزعجها كثيراً تعليق البعض أنها لم تنجب بعد، أما هالة فتؤمن بقضاء الله وقدره، لكن نور تبكي طوال الليل تأثراً بكلام عمتها الجارح. تقول ولاء نبيل وهي موظفة بإحدى المدارس الخاصة: كل سنة أحتفل وزوجي بيوم الأم بحيث نقوم بشراء هدية وغالباً ما تكون « ذهب « لأم زوجي ونذهب لزيارتها، وبما أن أمي متوفاه فأقوم بقراءة القرآن وأهديه لروحها، وأقوم بمحادثة خالتي وتقديم هدية لها كونها من «ريحة أمي»، ويتصل بي أبناء أختي بالمقابل لتهنئتي بهذا اليوم، وأحياناً أتلقى الهدايا والورود منهم.
وتضيف ولاء: شخصياً ورغم أنني لم أنجب منذ سبع سنوات على زواجي؛ أحب أن أحتفل بهذا اليوم، إلا أن الشعور الذي ينتابني في يوم الأم هو شعور مؤلم، من خلال ما أجده من الناس الذين أقابلهم وطريقة حديثهم معي في ذلك اليوم، فمثلاً في يوم الأم تأتي نساء يعرفن أني لا أنجب أطفالاً فتقول لي إحداهن بطريقة «طنازة» «شنو عطتج بنتج هدية اليوم»، أو تقول أخرى باستخفاف «الله يعطيج عيال»، ورغم أنه موضوع مؤلم إلا أنني أحتسب أجري عند الله تعالى.
لكن سمية محمد تتجنب زيارة أهلها في يوم الأم، تحسباً من أي إحراج، «مضت علي 9 أعوام لم أنجب حتى الآن، وفي يوم الأم تحتفل أسرتي، ولكني منذ أربع سنوات لم أعد أحتفل معهم، وذلك بعد أن قالت لي زوجة أخي الأصغر «سمية مافي أمل نحتفل فيج كأم»، قالتها وصمت الجميع، أخذت تبرر بأنها كانت تمزح، إلا «الي يده في الماي مو مثل الي يده في النار» كانت الكلمات كالسهم في صدري، وكأنها قطعت الأمل بي، ومنذ ذلك اليوم وأنا أعتذر عن حضور حفلة يوم الأم، ولم يصر أهلي على قدومي معهم حتى لا يضغطوا علي، واليوم أنا أستاء كثيراً لمقدم هذه المناسبة وأتجنب الخروج أو ملاقاة أحد.
إحدى المقيمات في البحرين هالة زغلول تعلق: لي 31 سنة لم أنجب، قدمت للبحرين مع زوجي، ففضلت أن أعمل في حضانة للأطفال رغم أنني مدير عام وبشهادة إدارة أعمال وزوجي مدير المهندسين، إلا أنني فضلت أن أتوجه في هذا السن لممارسة شعور كنت أفتقده طوال حياتي، وهو الأمومة، فأنا أعتبر جميع الأطفال أطفالي، وأكبرهم زوجي، الذي يحتفل في كل عام بي، بالهدايا والذهب وفي آخر سنة أحضر لي قلادة من محل مجوهرات «داماس»، فنحن لا نفوت المناسبة أبداً. وتضيف: أنا لا أنكر إحساسي بالحاجة للأطفال، إلا أنني راضية بقضاء الله، لقد أجريت عملية لطفل أنابيب لكن لم تنجح، فلم أعد لها مرة أخرى، واليوم أنا سعيدة بوجودي حول «أطفالي» أطفال الحضانة، لدرجة أنني أقوم بأخذ كل مرة طفل إلى بيتي لينام لدي ومع زوجي، وذلك برضا أمهاتهم، طبعاً أنا أفرغ عاطفة الأمومة فيهم، ويسعدون جداً معي، لدرجة أنهم عندما يرجعون لأمهم، لا يهتمون برؤيتها كونهم لم يشعروا بنقص الحنان خلال فترتهم معي. كذلك تقول نور هاشم وهو اسمها غير الحقيقي: أحتفل بيوم الأم وأنا لم أنجب أطفالاً منذ أربع سنوات، ورغم تجريح عمتي، أحتفل بهذا اليوم لأجل خاطر زوجي، وأعذرها كونها ترغب برؤية أحفادها، لكن ما ذنبي أنا؟! أحاول أن أمتص كلامها الجارح بردي عليها بالكلام اللين، لأقضي بعدها ليلي الطويل وأنا أبكي وأدعو الله أن يرزقني، وكما يقال «لا تسأل عقيم عن عقمه»، وأصعب سؤال أواجهه «هل لديك أبناء؟!».