أهديكِ عطر الحنان
وأشواق الزنبق والمرجان
أنت لم ترحلي من هذا الزمان
لأن روحك ترفرف فوق البنيان
كيف ترحلين وبنيانك شديد
لقد أنشأتيه بصبرٍ جهيد
وبدموع العين مسحت عنه أنيناً
وبقهر الليالي صبرت صبراً جميلاً
لن أنسى يا أمي عطرك
ولا رائحة الحياة في نهديك
ولا دفء الليالي بأنفاسك
ولا الشعور بالأمان في حضنك
أنت أول مدرسة في حياتي
وأول أمرأة أشعرتني برجولتي
وأغلى كلمة تعلمتها يا أمي
وأصدق حب هبة من ربي
لا أخفي عنك اشتياقي
لأن دمعتي لم يشعر بها غيرك
وأنت الوحيدة التي تشعرين بوحدتي
و دعاؤك من السماء يبرد قلبي
أنت لست ملاكاً
ولا أفضل النساء إطلاقاً
بل أنت سيدة الأمهات عنواناً
وفي عالمي أنت كنز ورضوان
ذهبــــــت دون استئــــــــذانٍ
ولا لقــــــــــــــــاءٍ و لا وداع
أهكذا تهجرين أبداناً
في فؤادك غرست أوتاداً
لا أعترض على حكم ربي
وهو أدرى بمكنون صدري
ودعائي يا ربي أن يحسن مثواك
ونلتقي يومً في رحاب الخلد الأبدي

شعر: كمال الصوص