كتبت - عايدة البلوشي:
هؤلاء يتيمات قضي عليهن أن يعشن لوحدهن دون أمهات، مذ كن صغيرات!. رائحة أمهاتهن لاتزال تداعب أنوفهن ليلاً نهاراً، لتذكرهن بالحب والحنان، تزيدهن ذكرى عيد الأم أحزاناً بدلاً من أن تثير فيهن مشاعر الفرح والسعادة!.
حنان وحنان –توأم – 17 سنة، توفيت والدتهما ووالدهما جراء حادث مروري بدولة الامارات وهما في الرابعة من العمر. تقول إحداهما: فقدنا الأب والأم في حادث مروري جرى بقضاء الله وقدره، ونحن لم نكمل عامنا الرابع، ولا نتذكر ما جرى سوى أننا كنا متوجهين لأحد الأقارب.
وتواصلان بعد صمت: لا اعترض على أمر الله، لكننا نشتاق إلى أمنا وأبينا، في كل لحظة وحين، وتتجدد أحزاننا في المناسبات وأعياد الميلاد، وحتى في اليوم المفتوح بالمدرسة، ورغم أن جدتي لا تقصر معنا أبداً، إلا أن نخاف أن يسرق الموت جدتنا أيضاً وهي أمنا اليوم!.
أما لطيفة أحمد - 30 عاماً- فتذكرها الهدايا في الأسواق، بطيف أمها، «الأم عظيمة لا تنسى، وهي في ذاكرتنا في كل لحظة، لكن الاحتفالات في هذا اليوم تذكرنا بها بصورة أكبر، حيث أسمع بنات خالتي يتفقن على شراء هدية لوالدتهن وأرى فتاة في السوق محتارة ماذا تختار لأمها؟! والإعلانات التجارية في كل مكان، وأسال نفسي؛ اشتر هدايا وأقدمها لمن؟!.
وتتذكر لطيفة «قبل وفاة أمي؛ كنت وإخوتي نتفق على شراء هدية لها، حيث نجمع النقود ونشتري الهدية قبل عيد الأم وننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، وأيضاً إلى جانب هذه الهدية كنا نقدم لها رسالة أو رسومات تعبيرية تعبر عن حبنا لها. وتقول وفاء موسى: كم هو موجع أن تأتي المناسبات كعيد الأم، وتكون تلك الشمعة غائبة؟!. وتضيف: لكنها حاضرة معنا في كل لحظة، لا أستطيع وصف شعوري عندما تأتي هذه المناسبات والأيـــام، بـــالفعــــل هي صعبــة لأنــك ببساطـة تعـــانــي ولا تستطيــع التعبير، ورغم مرور سبع سنــوات علـى وفـــاة أمــــي؛ لا تزال مشاعري كما هي، وتزيد هذه المناسبات أحزاني، فأردد (اللهم احفظ الأمهات)، وعندما أشاهد من يشتري هدية أقول (الله يحفظها ويرحم والدتي).