اكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في حوار نشرته مؤسسة نيمان للصحافة في جامعة هارفرد ، ان الإرهاب لا ينتمي لأي دين أو ديانة بل يكون له نفس الوجه القبيح أينما وجد في اي مكان من هذا العالم.وقال جلالته ان رؤيته هي مجتمع مفتوح يحترم حقوق جميع الناس الذين يعيشون على ارض البحرين بغض النظر اذا كانوا مواطنين أو لا ، مشددا على انه لن يقف ابداً عن المضي قدما في تحقيق هذه الرؤية.واضاف جلالة الملك انه جميل أن نختلف مع الحكومة وأن نسعى لتطوير القوانين، ولكن هناك طريقة واحدة لذلك ليست العنف بل التحاور، وليست التخويف والترهيب ولكن التأقلم مع الآخرين، مؤكداً ان بعض الجماعات الصغيرة تحاول فرض هيمنتها على الآخرين عن طريق العنف، وكل ما لديهم هو القدرة على التخطيط لإحداث الخراب والتخريب في كل مكان.واكد ان العالم بأسره قد أدان أحداث العنف في البحرين تماماً كما هو مدان في جميع أنحاء العالم ، وقال جلالته ان عدد مثيري الشغب في البحرين في تضاؤل مستمر.وقال جلالته ان الإعلام يلعب دوراً مهماً في تطوير اي بلد ، وإن الإعلام الحر النزيه مهم جداً ، مشيرا الى سعي البحرين الى إنشاء مجلس يضم كافة الفعاليات المجتمعية والجمعيات الأهلية غير الحكومية لوضع السياسة الإعلامية ، واوضح جلالته بانه تم إنشاء هذا الهيكل المناط به حوكمة الإعلام ، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية المتبعة.وأعرب جلالته عن ترحيبه بالصحفيين الذين يريدون زيارة البحرين لمعرفة الحقيقة والقيام بعملهم على أساس التقيد بالمعايير العالمية للنزاهة ، والتحدث مع كافة الأطراف وليس مع طرف واحد فقط.واكد جلالة الملك المفدى ان البحرين لا تقاضي أي شخص بسبب آرائه ، وهذا حق مكفول للجميع .وأشار جلالته ان المحرضين على حمل السلاح في وجه الشرطة والقيام بالمظاهرات في المناطق الحساسة من دون الحصول على ترخيص سوف يتعرضون للملاحقة لإنهم يخالفون القوانين.وردا على سؤال اذا ما كانت بعض الاحتجاجات تشهد أعمالاً إرهابية قال جلالته " بالطبع ، مثلاً في البحرين وفي بوسطن استخدم الإرهابيون قدور الطبخ في تجهيز القنابل المحلية الصنع التي أزهقت أرواح الأبرياء وألحقت الاذى بالمئات وأظن إن المخربين الذين لا يؤمنون بالديمقراطية أصبحوا يندثرون، ونحن في البحرين كلنا نريد التغيير نحو الأفضل للبحرين ، وأنا شخصياً أريد التغيير ربما أكثر من أي شخص آخر.كما اكد جلالته ان جلسات حوار التوافق الوطني الحالية يشارك فيها ممثلون من جميع مكونات الشعب البحريني ،وقال جلالته "نحن ننتظر بفارغ الصبر لنسمع أفكارهم لأن حوار التوافق الوطني هو الطريق الوحيد الصحيح بالنسبة للبحرين وحتى يتسنى للجميع أن يقولوا إنهم يأخذون في الحسبان ما هو في مصلحة كل البحرينيين".واوضح جلالته بأن البحرين مملكة دستورية ، لأن الشعب يشارك في اتخاذ القرارات ، كما ان المؤسسات الديمقراطية موجودة أصلاً مثل البرلمان والمجالس المحلية المنتخبة والمحكمة الدستورية وديوان الرقابة العام ، وقال جلالته ان الملكية في البحرين ليست مطلقة فالملك يمثل رأس الهرم في النظام بالنسبة للشعب مثلما هو في أي بلد ديمقراطي حيث يكون الرئيس على رأس جميع أفراد شعبه.واكد جلالة الملك ان جميع المواطنين في البحرين يتمتعون بحقوق المواطنة وحق التظلم والمطالبة بالتغيير ، ولكن لا أحد يكون له الحق في إقصاء الآخرين ، وقال"نحن نقف على مسافة متساوية من جميع أبناء شعبنا طالما تبين لنا حبهم للبحرين بياناً عملياً".واضاف جلالته ان البحرين ليس لديها نظام أرستقراطي فالجميع هنا عوام ، وقال انه بموجب دستور 2011 فان ملك البلاد ليس لديه الصلاحية في القيام بالمصادقة على القوانين التي يصادق عليها البرلمان كما ليست لدي صلاحية في حل البرلمان إلا بالتشاور مع رئيس البرلمان ورئيس المحكمة الدستورية.وتطرق جلالته الى تقارير المنظمات الغربية التي تدعي انه ليس هناك اي تغيير في البحرين بعد صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة البروفسور شريف بسيوني ، وقال جلالته ان هذه التقارير لاصحة لها وان الاصلاحات مستمرة في مختلف القطاعات ، مشيرا جلالته الى تعديل 20 مادة دستورية بناء على توافق جميع الأطراف خلال الجولة الاولى من حوار التوافق الوطني.كما تحدث جلالته عن منظومة مجلس التعاون الخليجي وقال جلالته ، ان المشاورات بين الدول الخليجية لتفعيل الاتحاد بين دول المجلس بلغت مستويات متقدمة ، وان الإتحاد الخليجي يمثل حاجة ملحة وآنية بالنسبة لمنطقتنا, وهو أساسي لتحقيق تطلعات شعوبنا.وقال جلالته ان العلاقات بين مملكة البحرين والاتحاد الاوربي جيدة ، ودعا جلالته الى مزيد من التعاون وخاصة في في قطاعات الشرطة والصحة والقضاء.وعن العلاقات البحرينية الامريكية أكد جلالته ان البحرين لديها الكثير من الإحترام للولايات المتحدة لأنها أكبر حلفائنا، وهي تفعل الكثير لخير وتطور المنطقة ، وقال ان هذه العلاقات قوية جدا لدرجة أن أي محاولة لتدميرها مآلها الفشل.وحول دور المرأة البحرينية قال جلالته ان المرأة البحرينية تشارك في مجلس الوزراء والبرلمان والنشاط التجاري والسياسي وفي المنظمات الأهلية غير الحكومية ، وقال جلالته ان البحرين فخورة بخلوها من الأمية في أوساط النساء ، وان التساء يشكلن أكثر من 50 في المائة من موظفي الخدمة المدنية في البحرين.وحول الوضع في منطقة الشرق الأوسط قال جلالته ان المنطقة في حاجة للسلام ونأمل أن يتم التوصل لحل الدولتين في القريب العاجل.وبشأن الربيع العربي أكد جلالته ان الشعوب كانت لديها تطلعات وامال عديدة ومختلفة يتطلعون ان يحققها لهم الربيع العربي ، والان هم مصابون بخيبة امل من ذلك.وأعرب جلالته عن الامل في ان يعمل جميع البحرينيين من اجل توفير حياة افضل لجميع من يعيش على ارض البحرين ، وقال ان رؤية جلالته هي مجتمع مفتوح يحترم حقوق جميع الناس الذين يعيشون على ارض البحرين بغض النظر اذا كانوا مواطنين أو لا ، واضاف جلالته انه لن يقف ابداً عن المضي قدما في تحقيق هذه الرؤية.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90