كتب – أحمد الجناحي:
اصطحبت القافلة الشعرية «خرائط شعر» أمس، مجموعة متميزة من الشعراء، مـــن البحريـن ودول عربية كسوريا، فلسطيـــن، مصر، ومجموعة من المثقفين والأدباء والاختصاصيين والمهتمين بالشعر، تزامناً مع اليوم العالمي للشعر، في المنامة عاصمة السياحة الآسيوية للعالم 2014.
وبدأت أولى محطات القافله الشعرية في قهوة حاجي بسوق باب البحرين مع الشاعر فتحي أبو النصر الذي أخذ بالمجموعة كلها عبر قصائده من السوق إلى الحقول وبدأ يتجول بهم بجنون، بأسلوب فني، لتنتقل بعدها الآذان الصاغية لسماع لشاعرة هنادي رزقه النقية الخالية من الابتذال، والمملوءة بالدهشة نظراً للشاعرية الشفافة.
وانطلاقاً لمجمع 338 في العدلية ركب الجميع باصات القافلة الشعرية التي خصصتها وزارة الثقافة ليكون الموعد مع الشاعر إبراهيم جابر إبراهيم والشاعر زياد خداش في نظرة عن قرب للأساليب الشعرية الغارقه بالتميز، وأكملت القافلة مسيرها إلى السوق المركزي وهذه المرة مع الشاعرة أمل مرزوق والشاعرعلي الشرقاوي، حيث كانت العصافير تغرد معه لترقص على هذه المقطوعه الكائنات.
ومن محطه السوق المركزي إلى محطة مجمع السيف التجاري ومع الشاعره سارة علام والشاعر هاشم العلوي لتكون الثقافة الشعرية حاضرة في كل مكان وفي كل تفاصيل الحياة اليومية، ومن المجمع إلى متحف موقع قلعة البحرين حيث تتوقف القافلة مع الشاعر تمام هنيدي ورنوة العمصي لتتداخل ثقافة الكلمة مع ثقافة المكان التراثي المتميز.
ومع الشاعر سيد يوسف والشاعرة أمل مرزوق في محطة السوق الشعبي بمدينة عيسى، وبعدها إلى سوق واقف ومرة أخرى مع الشاعر هاشم العلوي والشاعر زياد خداش، لتأخذ القافلة أصحابها إلى قلعة الرفاع ذاك المكان التاريخي ذو الهوية البحرينية القديمة ليأخذ بطولتها الشاعر العريق علي الشرقاوي تصحبه الشاعره تمام هنيدي. ومن الرفاع إلى المحرق العريقة التي يعشقها الجميع لتتميز فاطمة عبدعلي بنصوصها مع إبراهيم جابر إبراهيم، انتقالاً لمقهى زعفران مع الشاعر فتحي أبو النصر والشاعرة سارة علام، ومن ثم إلى نادي الشاي بجزر أمواج الخلابة مع فاطمة عبدعلي وسيد يوسف.
وإلى المحطة الأخيرة بدوحة عراد ليكون ختامها مسك مع الشاعره هنادي زرقة والشاعره رنوة العمصي ليكون بذلك يوم الشعر العالمي يوماً محبباً بجماله وحسنه، كون الشعراء اعدوا الحياة إلى الشباب بعرس الشعر الثقافي في أراضٍ تشرق عليها الشمس صباح كل يوم.
الشعراء الذين يرافقون قافلة الشعر تتنوع تجاربهم الشعرية ما بين القصائد العموديّة، النّبطيّة، قصائد النثر، التّفعيلة وغيرها. وجاء من فلسطين كل من الشاعرين: ياد خداش وإبراهيم جابر إبراهيم، ومن سوريا يشارك الشاعران: تمام هنيدي وهنادي زرقا، أما من السعودية فيشارك الشاعر عبد الله المحسن، وأما من مصر فالشاعران: سيد يوسف أحمد وسارة علام. أما البحرين، فالشاعر علي الشرقاوي بأشعاره المغناة يشارك في هذه القافلة إلى جانب مجموعة من الشعراء الشباب.
وتعتبر قافلة الشعر بادرة فريدة من نوعها في الوطن العربي، وتختلف عن غيرها من تجارب الاحتفاء باليوم العالمي للشعر، وذلك بأخذ الشعر نحو مطارح التبادل الثقافي والاجتماعي، بدلاً من جلب الناس إليها في مساحات مغلقة ومعروفة مسبقاً. ورغم حداثة الفكرة على المجتمع في المملكة، إلا أن «قافلة الشعر» تعود بالشعراء والجمهور المستمع إليها نحو ممارسة ضاربة في عمق دول الجزيرة العربية حين كان للشعر مكان في الأسواق ومجالس القبائل والساحات العامة وسوق عكاظ. خصصت لهذه المناسبة حافلتان تنطلقـــان برفقـــة 12 شاعـــراً نحـــو 12 موقعاً مختلفاً في المملكة تتنوع ما بين مقاه شعبية، مجمعات تجارية، أسواق، بيوت ثقافية وغيرها، حيث قرأ شاعران نصوصهما التي ستتداخل مع مقطوعات موسيقية في كل محطة من محطات القافلة.