الكويت - (وكالات): أكد الرئيس المصري المستشار عدلي منصور أن «الحفاظ على أمن الخليج في مواجهة أي تهديد سيظل أحد أهم محاور الأمن القومي المصري، مشدداً من الكويت على «أهمية القمة العربية المقبلة في وقت يمر فيه العالم العربي بتحديات خطيرة مطالباً بصحوة عربية لتعزيز التضامن».وأشار منصور إلى «عمق العلاقات التي تربط مصر بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فيما أكد «الحرص المصري على توطيد هذه العلاقات والدفع بها قدماً».وقال منصور إن «دعم العلاقات المصرية الخليجية يعد استثماراً استراتيجياً للجانبين، يساهم في الحفاظ على أمنهما القومي، ويحقق مصالحهما، إضافة إلى دعم العمل العربي المشترك في مواجهة التهديدات التي تحيط بالمنطقة العربية». وأعرب عن ثقته «بحرص دول الخليج على استعادة مصر لدورها الريادي في المنطقة، الأمر الذي يعود بالفائدة على الدول العربية كافة، موضحاً أن ذلك تأكد خلال الدعم السياسي والاقتصادي الخليجي لإرادة الشعب المصري، التي تمثلت في أحداث 30 يونيو».كما شدد الرئيس المصري على «أهمية القمة العربية في الكويت يومي 25 و26 مارس الجاري، لكونها تعقد في وقت يمر فيه العالم العربي بتطورات وتحديات خطيرة، إضافة إلى خلافات وانقسامات بين الدول العربية، ما يتطلب صحوة عربية لتعزيز التضامن العربي، وتساعد على إيجاد الحلول للقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي ما زالت من دون حل عادل، والأزمة السورية التي طال أمدها».وأكد ثقته الكبيرة في قدرة وحكمة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على اغتنام استضافته ودولة الكويت للقمة العربية لتعزيز أطر العمل العربي المشترك وتحقيق أهداف شعوب وحكومات العالم العربي، التي تتطلع إلى مستقبل أفضل في ظل التحديات والمخاطر التي تحيط بالعالم العربي».وذكر أن «مكافحة الإرهاب ستكون لها أولوية على جدول أعمال قمة الكويت»، لافتاً إلى أن «الدول والشعوب العربية باتت تعاني ويلات إرهاب أعمى، يستهدف ترويع شعوبها، وينال من مقدرات أوطانها».من ناحية أخرى، قال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله إن «القمة العربية في الكويت تنعقد في ظل ظروف دقيقة تتطلب اللقاء والتشاور حول قضايا مهمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع المأساوي في سوريا».وشدد الجارالله في كلمة ألقاها خلال جلسة علنية لاجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية على «ضرورة الاهتمام بالقضايا التي تهم العالم العربي والخروج بتوصيات ومشاريع قرارات حاسمة لهذه القضايا لرفعها الى القادة العرب الثلاثاء المقبل».وأعرب عن الأمل في أن «يتمكن اجتماع المندوبين وكبار المسؤولين من التوصل إلى قرارات تضفي جواً من الأمل والتفاؤل بنجاح القمة العربية والخروج بنتائج تعمل على تعزيز العمل العربي المشترك والدفع به إلى آفاق أرحب من التعاون ووحدة الصف والتماسك الذي ينشده الجميع».وأشاد الجارالله «بأعمال الأمانة العامة للجامعة العربية واللجان التحضيرية للقمة التي أخذت على عاتقها إنجاز وصيانة الوثائق المعروضة حالياً».من جهته، شدد رئيس وفد قطر مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير سيف أبوالعينين على «ضرورة تطوير العمل العربي المشترك والانتقال به إلى مرحلة بناء شراكات جديدة مع مختلف الدول والتكتلات الدولية والإقليمية بما يفرضه الواقع وتمليه التحديات من أجل بناء فضاء اقتصادي عربي مندمج وواع بأهداف وطموحات شعوبه».من جانبه دعا نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي في كلمته أمام الاجتماع إلى «استعادة المبادرة العربية والتحرك الناجع والتحسب لأي إخفاق في مفاوضات المسار الفلسطيني الإسرائيلي التي تقودها الولايات المتحدة».وفي الشأن السوري طالب بن حلي «بموقف عربي فاعل يفضي إلى حل سياسي للأزمة وينهي مأساة الشعب السوري ويحفظ وحدة الأراضي السورية وسلامتها».وشدد على «أهمية إعادة الاهتمام بملف الأمن العربي بما في ذلك قضية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل والتصدي لآفة الإرهاب» التي قال إنها «أصبحت تهدد استقرار مجتمعاتنا وتعيق حركة النهضة والتنمية فيها».ورأى بن حلي أن «عاصفة التغيير التي هبت على المنطقة العربية وضعت الدول والنظام العربي الجماعي أمام متطلبات جديدة تحتم استرجاع عناصر الموقف العربي وحيويته لتصويب رياح التغيير في اتجاه بناء الدولة الحديثة راسخة المقومات والمؤسسات والحقوق والواجبات على أساس المواطنة».وطالب بن حلي «بمعالجة حالة الاختلافات في الرأي أو التوجهات أو في تقدير المواقف التي أصبحت تؤثر سلبا على العلاقات العربية البينية والعمل على إعادة الدفء والتضامن للبيت العربي وتحصينه من الاضطرابات والهزات».وأعرب عن اعتقاده بأن «انعقاد القمة في الكويت التي تنتهج سياسة رصينة ورشيدة ومن خلال خبرة وحنكة أمير الكويت يشكل فرصة مهمة لمعالجة أوضاع العلاقات وإزالة الشوائب التي تعكر صفوها».على صعيد آخر أكد نائب الأمين العام للجامعة على «الدور الانفتاحي الذي تتحرك في مجاله جامعة الدول العربية تجاه بناء شراكات وتعاون مثمر مع العديد من الدول والتجمعات الإقليمية والدولية».