أكد ممثلون للأديان والطوائف في البحرين أن التسامح والتعايش، ثوابت لأهل البحرين منذ آلاف السنين، مبينين أهمية هذين العنصرين في تعزيز وترسيخ الأمن الوطني في المجتمع البحريني، لافتين إلى أن مبادئ الدين الحنيف وكافة الأديان السماوية أكدت على هذا المضمون.
وقال ممثلو الأديان والطوائف في ندوة (التسامح والتعايش وأثره على الأمن الوطني) أمس الأول في مجلس الدوي، بالتنسيق مع جمعية البحرين لتسامح وتعايش الأديان (تعايش)، إن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وسير الأنبياء والرُسل أجمعت على ضرورة نبذ الكراهية والبغضاء، ودعت إلى ترسيخ التعايش والتآخي بين جميع المكونات البشرية في المجتمع الواحد، والتأثير الإيجابي للتعايش والتآخي على رفاهية وأمن واستقرار المواطنين.
وأوضح إمام مسجد الحالة بالمحرق الشيخ إبراهيم مطر أن «الأديان السماوية كلها تستقي من معين واحد، وكلها من عند الله الواحد الأحد»، مستشهداً بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على عظمة الإسلام في ترسيخه لقيم التعايش والتوادد بين جميع أهل الأرض، مشيراً إلى أن «مبدأ التسامح والتعايش مبدأ إسلامي، فالتسامح بالمعنى الصحيح هو أن تقبل اختلاف الآخرين سواء كان هذا الاختلاف في الدين أو في العرف أو في السياسة لهذا حمى الإسلام حقوقه وترك للإنسان الحرية في الاعتقاد والتعبير، فلكل ذي دين دينه لا يجبر على تركه إلى غيره، ولا يحارب في دينه حتى يتركه إلى غيره، ولا يحارب في دينه حتى يتركه ويتحول للإسلام».
وأكد الأستاذ بالحوزة العملية الشيخ أحمد المخوضر أن البحرين منذ قديم الأزل كانت أرض التعايش والتسامح بين جميع مكوناتها، وقد اشتهرت بالتآلف بين المكونات المجتمعية جميعها، ونحن في بلدنا البحرين الكبيرة بشعبها وسماحتها وسمعتها لا أحد يرضى لها أن تتلوث بأي نوع من أنواع الشطط، وقد كان الأساس فيها التعايش والتعاون والتكاتف والمحبة بين كل أفراد المجتمع، وكان الشاذ في البحرين أن لا يكون فيها تسامح.
وأضاف: أصبحنا وأمسينا بالتناحر فيما بيننا، وهو أمر غريب على على الثوابت البحرينية، وعلى ثوابت أهل البحرين الأصليين الذي حفظوا الإسلام والجوار وقد عاش بين ظهرانينا أهل الكتاب وهم موحدون مثلنا ويعبدون رب واحد ونبيهم مرسل من لدن المولى سبحانه وتعالى، ونحن نوقن بذلك فما الذي حدا بنا حتى وصلنا إلى المرحلة البعيدة عن ثوابتنا وعن أصلنا وعن حقيقتنا، ونحن اليوم نعيش أمة تبادل عدم الثقة بيننا، وتهميش الآخر، وعدم الاعتراف به، إياً كان هذا الآخر.
ودعا المخوضر للرجوع إلى ثوابت أهل البحرين التي ترسخت منذ آلاف السنين في العيش معاً بسلام، والالتفات إلى دينهم، وترسيخ القيم الإنسانية السمحة التي جاء بها الإسلام وسائر الديانات السماوية في عدم التحارب والتشاحن والتباغض، حتى تعيش البحرين في أمن وأمان، وأن نؤدي رسالتنا في هذه الحياة على الوجه الأكمل.
بدوره قال راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البحرين القس هاني عزيز نائب رئيس جمعية البحرين لتسامح وتعايش الأديان (تعايش) إن ما يجمع أهل البحرين من القومية بمكان؛ تجعلهم في توادد وتراحم ومحبة بعيداً عن التناحر والاقتتال، مشيراً إلى أن العيش في بيئة واحدة وبلد واحد يمثل مصدر قوة في حد ذاته، حيث خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان من تراب ونفخ فيه الروح فكان الإنسان نسمة من الخالق العزيز، ما يؤكد بأننا جميعاً خالقنا واحد ومن أم وأب واحد، وكلنا من تراب، وهذه تمثل وحدة الخلق ما يعني أن كل منا عندما يخطئ ويقف في خشوع وتأدب أمام الله تعالى طالبا الرحمة والمغفرة غفر الله له وسامحه على ما ارتكب من خطيئة.
وأوضح جلال خليل من طائفة البهائيين أن الدين البهائي في جوهره ينبع من حالة تتبلور داخل الإنسان يدعمها موقف خلقي وروحي، وإن الدين يعلم الأفراد أن تكون نظرتهم شاملة للعالم لا تنحصر في نفوسهم، وأن يجتنبوا التعصب، ويبادروا إلى تأسيس الوحدة والاتحاد بين أفراد الجنس البشري، ويسعوا إلى تحقيق الرخاء المادي والمعنوي للجميع، ويروا سعادتهم في سعادة الآخرين، وينشروا العلم والمعرفة، ويكونوا سبب البهجة والسرور الحقيقي ويحيوا جسم العالم الإنساني.