دعت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب المتحدث الرسمي باسم الحكومة؛ الدول والحكومات الخليجية والعربية، إلى التزام وطني وسياسي بإعطاء الصناعات الإعلامية والدرامية الأولوية في برامجها ومشاريعها الإعلامية، نظراً لما لها من تأثير مباشر على زيادة الوعي، ودعم الأمن والاستقرار المجتمعي، وهي إحدى أدوات الدعم والمحافظة عن الثقافة.
وأكدت الوزيرة -خلال افتتاحها أمس الأول الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون بقاعة الشيخ عبدالعزيز آل خليفة بجامعة البحرين في الصخير- أن المهرجان سيكون فرصة هامة لتبادل الآراء والخبرات بين الأخوة والأخوات المشاركين من أجل تعزيز صناعاتنا الإعلامية وإفادة شعوبنا الخليجية والعربية منها. ودعت رجب المسؤولين على قطاع حساس مثل الإعلام بالتفكير ملياً وجدياً حول الأهداف التي نريد تحقيقها من خلال الإنتاج البرامجي والصناعات الإعلامية والدرامية في بلداننا.
وقالت رجب إن الشباب، اليوم، هم الفئة المستهدفة الأولى من التطورات الهائلة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهم الفئة المستهدفة الأولى أيضاً من البرامج الإعلامية التي أصبحت لا تقتصر في بثها على شاشات التلفزيون أو أثير الإذاعة، بل تجاوزتهم إلى ما هو أكثر تأثيراً من خلال استخدامهم اليومي للهواتف والأجهزة الذكية.
وأكدت الوزيرة أن أهم محرك للأمن والاستقرار في المجتمع هو الوعي المجتمعي الذي يمكن تحقيقه عبر آليات متعددة، لعل أبرزها الإعلام بمختلف أصنافه وأشكاله وليس كما يعتقد البعض بأن أمن واستقرار الشعوب يقتصر على تطبيق القوانين والتشريعات وتعزيز الدفاعات العسكرية وإبرام الاتفاقيات الأمنية وغيرها من التدابير التقليدية التي من شأنها أن تحمي الأوطان.
وشددت على أن الإعلام أصبح اليوم، بتركيبته المعقدة من أهم قنوات زيادة الوعي المجتمعي في علاقته بتشكيل الثقافة وتعديل السلوك وتنمية الفكر في المجتمع. ويعتبر الإنتاج الإعلامي، سواء كان في شكل أخبار أو دارما أو برامج إذاعية وتلفزيونية، سلاح التأثير الأول على سلوك الفرد والمجتمع، والمصنع الرئيسي لتشكيل الرأي العام.
وحذرت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام من أن هناك أطرافاً إعلامية تعمل بمنهجية مدروسة من خلال الدراما على إبراز صورة سلبية لمجتمعاتنا، وتساهم، في تشويه الصورة الجميلة لبلداننا وطمس حقيقة التطورات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تحقّقت فيها منذ عقود، بالإضافة لوجود أطراف إعلامية وطنية تعمل بدون أية رؤية استراتيجية في هذا المجال الإعلامي الهام، مما يساهم، بدون قصد، في التقصير في حق مجتمعاتنا.
وأوضحت أن صناعة الإعلام والاستثمار فيه تتطلب إمكانات هائلة وموازنات طائلة، لا بد من توفيرها لتحقّق أهدافها على أكمل وجه. فالصناعات الإعلامية، تعتبر من الصناعات الثقيلة، لا تقل أهمية عن صناعة البترول وما تحتاجه من آليات وتجهيزات وتعقيدات في عمليات الإنتاج.
من جهته قال وزير الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية د.عبدالعزيز خوجة رئيس مجلس إدارة جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه نائب وزير الثقافة والإعلام في السعودية عبدالله الجاسر إن الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون تأتي بعد مسيرة عطاء إعلامي خليجي متواصل على امتداد نحو 34 عاماً، مؤكداً أنه في كل دورة ترتفع قواعد المهرجان رسوخاً، حتى أصبح يحظى باهتمام العالم العربي والخليجي.
وكشف عن أن المهرجان عقد اتفاقيات مع عدد من المهرجانات العالمية في إطار جهوده المتواصلة للرقي والإبداع، لافتاً في هذا الإطار بجهود وزراء الإعلام بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبعمل جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج الدؤوب والمتواصل لإنجاحه على كافة الصعد .
وثمن د.خوجة جهود حكومة المملكة العربية السعودية ودعمها اللامحدود لجهاز جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، وتبرعها بأرض للجهاز في المنطقة الدبلوماسية بالرياض بقيمة 15 مليون ريال، مشيراً إلى أن المبنى الذي يتم تشييده على هذه الأرض سينتهي العمل به قبل نهاية العام 2014 ليصبح جاهزاً لاحتضان مقر الجهاز الجديد.
ولفت خوجة إلى أهمية سوق الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني الذي يقام على هامش انطلاق فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون، بالإضافة إلى الورش والندوات التي أضحت جزءاً رئيساً من المهرجان ليواصل تألقه وأهدافه .
بدوره قال مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج د.عبدالله أبو راس أمين عام المهرجان إن المهرجان سيشهد في دورته الحالية للمرة الأولى ثلاثة تطورات نوعية، أولها التحكيم الإلكتروني بالكامل عن بعد عن طريق رفع الأعمال المشاركة على موقع خاص للمحكمين وعددهم 70 محكماً من الدول العربية وغير الدول العربية، أما التطور الثاني فيتمثل في مشاركة أعمال وبرامج والإعلام الجديد الذي سيشترك مجاناً في إطار تشجيع مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون للشباب الإعلامي الواعد، بينما التطور الثالث هو السماح بمشاركة أعمال الإذاعات الخاصة.
ولفت د.أبو راس إلى دور رواد الإعلام الخليجين والعرب الذين سيكرمهم مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في دورته الحالية نتيجة مساهمتهم وعطاءاتهم لإبداعهم وتميزهم على مدى أعوام طويلة.
من جانبه أكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة العربية للأقمار الصناعية «عرب سات» خالد بالخيور نجاح «عرب سات» في ربط دول العالم العربي بعضها البعض ومع العالم الخارجي، مشيراً إلى أنها أصبحت الناقل الرئيس للبث الفضائي في المنطقة رغم المنافسة الشرسة التي تواجهها في هذا المجال. وأضاف أن العرب سات قامت بإطلاق 5 أقمار اصطناعية حتى الآن، وستطلق خلال العام 2015 القمر «بدر 7»، مع وجود مناقصة عالمية لتصنيع وإطلاق 5 أقمار أخرى بدءاً من العام 2016 .
ولفت إلى أن العام 2013 شهد نقلة نوعية أخرى في مسيرة عرب سات كان محورها صفقة الاستحواذ على شركة هيلاس سات (مشغل الأقمار الصناعية في اليونان) لتتمكن بذلك عرب سات من تعزيز تواجدها في القارة الأوربية، وشهد توقيع اتفاقية إستراتيجية مع الشركة القطرية للأقمار الصناعية (سهيل سات)، من شأنها تعزيز موقع عرب سات المداري الحصري 26 درجة شرقاً وزيادة عدد مشاهديه، تم توقيع عقد كبير آخر مع شركة My HD التي تخطط لجلب 50 قناة عالية الوضوح HD لمشاهدي عرب سات في الشرق الأوسط.
من جهته أكد محمد المسند من دولة الكويت الشقيقة في كلمة المكرمين أهمية دور الشباب في دعم وتطور العمل الإعلامي في دول مجلس التعاون الخليجي مطالباً الشباب الذي يركز مهرجان هذا العام علي دورهم، ألا يبخلوا بالعطاء في هذا المجال، وأوصي زملاءه الإعلاميين بالحرص على الوحدة وإعلاء الكلمة التي توحد ولا تفرق، معرباً عن أمله أن تتوصل دول مجلس التعاون إلى مرحلة الوحدة الخليجية.