علي بن خليفة:
الثقافة تحظى باهتمام رئيس الوزراء لدورها بتنمية وجدان الشعوب
الثقافة أهم وسائل تعزيز سمعة البحرين كدولة ذات حضارة وانفتاحشدد نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة على أهمية دعم وتشجيع الأنشطة الثقافية التي تنمي العقول وتنهض بالوجدان، لدورها في بناء أجيال جديدة لديها رؤية عصرية يمكن الاستفادة منها في تطوير الوطن وبنائه، مؤكداً أن الثقافة تحظى باهتمام كبير من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء لدورها في تنمية وجدان الشعوب، والارتقاء بها باعتبارها أحد أهم وسائل تعزيز سمعة البحرين كدولة ذات تاريخ طويل من الحضارة والانفتاح في جميع مجالات الثقافة والفنون.
وأناب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة صباح أمس لافتتاح فعاليات معرض البحرين الدولي السادس عشر للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، بمشاركة أكثر من 300 دار نشرٍ ومؤسسة ثقافية فكرية محلية وعربية وعالمية.
ونقل سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة إلى القائمين على المعرض والمشاركين فيه تحيات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وتمنيات سموه لجهودهم أن تحقق النجاح، وأن يسهم المعرض في تعزيز ونهضة الحركة الثقافية في البحرين.
وقام سمو نائب رئيس مجلس الوزراء بجولة في أرجاء المعرض ترافقه الشيخ مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة، اطلع سموه خلالها على الأقسام الخاصة بالمعرض، واستمع إلى شرح من القائمين على المعرض عن معروضاتهم من الكتب والمنشورات والمطبوعات.
وأبدى سموه إعجابه بما يشهده معرض البحرين الدولي للكتاب من نجاحات متتالية تمثلت في استقطاب العديد من دور النشر العربية والدولية على المشاركة فيه، بما يجسد قدرة المملكة على تنظيم المعارض الدولية المتخصصة.
ونوه سموه إلى أن معرض البحرين الدولي للكتاب عبر دوراته المتتالية استطاع أن يكتسب أهمية متزايدة وإقبالاً كبيراً سواء من دور النشر أو الزائرين في ظل استقطابه للعديد من عناوين الكتب التي تلبي أذواق الجميع، فضلاً من أنه أسهم في تحفيز الشباب على القراءة والاطلاع بما يوفره لهم من كتب متنوعة في شتى المجالات.
وتوجه سموه بالشكر إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة وجميع منتسبي الوزارة على جهودهم في تنظيم المعرض، وما يقومون به من أجل تنمية المكون الثقافي في مملكة البحرين وتقديمه إلى العالم بما يجسد صورة المملكة الحقيقية.
وأعرب سموه عن سروره بأن معرض البحرين الدولي للكتاب حقق النجاح الذي من شأنه الارتقاء بالحركة الثقافية في البحرين.
تكريس الأوطان بهوياتها وصنيعها الإنساني
وتوجهت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بجزيل الشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء ولسمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء الذي دشن المعرض بالإنابة، قائلةً: «هذا الاستيعاب الحميم للفكر والأدب والنتاجات الإنسانية يعكس اهتماماً جميلاً للمنجزات الفكرية والأدبية، ويلتف حول أجمل ما يمكن أن تصدره كل الإنسانيات. المعرض الذي يحتفي بالثقافة من خلال الكتاب ننجزه اليوم ونحن ندرك أن سموه يحيط بتفاصيله ويشجع هذا الحراك الثقافي».
وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة «اليوم نحتفي بواحدٍ من أجمل الأشكال الثقافية وأروعها، فالقراءة والكتابة هي طريقتنا لنرسم خارطة العالم. أيدٍ كثيرة من كل أنحاء الكرة الأرضية تنقل اليوم نتاجاتها الإنسانية وأفكارها من خلال هذا المعرض الذي لا يكتفي بديارٍ معينة ولا باتجاه واحد».
وأضافت «يجمعنا اليوم فعل القراءة، قراءة الآخر بتراثه وحضاراته ونظرياته، ما ينقل وما يبدع، الأثر وصانعه، كل ذلك في هذا الملتقى الذي يكرس كل الأوطان بهوياتها وصنيعها الإنساني. وستبدو تجربة هذا العام غنية أكثر كونها توازي برنامج الفن عامنا، مما يجعل المعرض يدمج متوازيات جميلة ما بين النص الكتابي وبين الفنون».
350 دار نشرٍ ومؤسسة ثقافية فكرية
المعرض الذي انطلق اليوم، ويستمر حتى السادس من شهر أبريل المقبل، تشارك فيه أكثر من 350 دار نشرٍ ومؤسسة ثقافية فكرية محلية وعربية وعالمية، كما يوازي تلك المشاركات برنامج ثقافي يثري تجربة هذا العام، برفقة جمهورية مصر العربية ضيف شرف هذا العام، والتي تمرر العديد من المشاهد الثقافية والفكرية المصرية ضمن يوميات المعرض، إضافة إلى العديد من الفعاليات التي تقدمها جهات ثقافية متعاونة، وأنشطة تدشين الكتب وغيرها.
يجسد معرض البحرين الدولي للكتاب 16 فصلاً ثقافياً مختلفاً، تنتظره البحرين في موسمها المعتاد كل عامين، غير أنه في هذه المرة يطرح مغايرات نوعية كونه ينطلق في سياق احتفاء المنامة ببرنامج (الفن عامنا) الذي يكرس للجمال والفنون، لذا ففي دورته السادسة عشرة هذه يتسق بمواضيعه مع الفن، ويُطلق تظاهرته الثقافية بازدواجٍ جمالي ما بين الكتاب والنصوص الفكرية وما بين المعطى البصري للفنون وتفسيراتها في الفكر والثقافة، مدشناً ضمن أجنحته مكتبةً خاصة بكتبِ الفن ومفاهيمه، إلى جانب العديد من البرامج الثقافية والفعاليات التي تعنى بذات الموضوع.
وفيما تستمر دور النشر والمؤسسات الثقافية بتقديم إصداراتها ووسائطها الثقافية والفكرية، من بين هؤلاء المشاركين مكتبات رائدة، مؤسسات ودور طباعة حكومية وخاصة، سفارات العالم للترويج للثقافات، إضافة إلى الجهات الثقافية الأهلية والمشاريع الفكرية المميزة. وتشارك جميعها بتنويعة جذابة من الكتب، المنشورات والمطبوعات والوسائط الثقافية الفكرية التي تقدم غنىً في محتواها العلمي، الأدبي، الثقافي، التعليمي والترويجي، وتتجه بجديد إصداراتها المعرفية ومقتنيات الكتب العالمية إلى مختلف الشرائح والقراء.
وكما يحتفي المعرض بالعديد من الإصدارات العربية والعالمية، ويهيئ لها في أروقته مساحات عرضٍ وتصفح، فهو أيضاً يشهد إضافات نوعية جديدة وعميقة إلى المكتبة العربية، ليثري نتاجاتها من خلال حفل تدشين وتوقيع كتب ومؤلفات جديد. وقد خصص جناح وزارة الثقافة بالمعرض الساعتين السادسة والسابعة والنصف مساءً موعداً يومياً لتدشين كتابٍ في كل واحدة منها، لمجموعة من الأدباء والكُتاب والمفكرين البحرينيين والعرب، إضافة إلى مجموعة من كتب النشر المشترك الصادرة عن وزارة الثقافة.
ويثري معرض البحرين الدولي للكتاب تجربته بتجربة وطنٍ عربي موازٍ، يستلهم ذات قضاياه الفكرية والثقافية، ويقارب تجربته النوعية طيلة فترة إقامة المعرض. ففي هذا العام، تتجه المنامة مدينة السياحة الآسيوية 2014 إلى القارة الأفريقية لتستلهم أعمق حضاراتها وثقافاتها برفقة جمهورية مصر العربية، التي ترحب بها المنامة في معرض البحرين الدولي للكتاب 16، وتتقاسم معها نتاجاتها الفكرية وعلومها وتاريخها ومعارفها وفنونها من خلال برنامج ثقافي متكامل أعدته وزارة الثقافة المصرية بالتنسيق مع وزارة الثقافة في البحرين.
ويمرر خلال أيام المعرض أهم مشاهد الهوية الثقافية المصرية وآخر إصداراتها ونتاجاتها الفكرية، وذلك في أمسيات متعددة تأخذ الجمهور بعيداً حيث التاريخ المصري ونتاجات الزمن الجميل، وصولاً إلى تيارات الثقافة المعاصرة التي تعيشها مصر. ويشمل البرنامج الثقافي المصري على ندوات تناقش الأدب المصري وموقعه في الأدب العربي مع الكاتب إبراهيم عبدالمجيد، الفن التشكيلي في مصر والعالم العربي مع الفنان سمير فؤاد، العلاقات التاريخية بين مصر والبحرين والتي يناقشها د.خلف الميري ود.محمد نعمان جلال، إلى جانب مناقشة الناقد السينمائي عصام زكريا للتحولات في السينما العربية وندوة «المشترك الثقافي والاجتماعي بين مصر والبحرين» التي يقدمها د.فتحي أبوالعينين. ومن كبار شعراء مصر، يشارك في المعرض كل من سيد حجاب وعبدالمنعم رمضان بمجموعاتهما الشعرية المميزة، كما تقدم فرقة سداسي شرارة حفلين لروائع الموسيقى الشرقية والتراثية، فيما يقدم الشباب سهرةً شعرية غنائية برفقة المطرب محمد محسن، الشاعر مصطفى إبراهيم وعازف العود إسلام القصبجي. وما بين د.يحيى الجمل ود.صلاح فضل، سيكون الجمهور على موعدٍ مع سيرة الجمل من خلال كتابه «قصة حياة عادية»، فيما يقدم د.شاكر عبدالحميد وزير الثقافة المصري الأسبق ندوة بعنوان «أمين صالح صانع الأساطير».
ويخصص القائمون على المعرض ركناً خاصاً للأطفال، يشارك من خلاله الصغار وعائلاتهم بمجموعة من الفعاليات والبرامج الثقافية التي تستهدف الأطفال من سن الرابعة فما فوق، بهدف التأسيس لمجتمع قارئ وتعميق العلاقة ما بين الطفل وعوالم القراءة والكتابة. من خلال الركن المخصص للأطفال، ستبدو القراءة فعلاً محبباً وقريباً من الأطفال ومخيلتهم، عبر أنشطةٍ وفعاليات مبتكرة تتصل في بعضها مباشرة بالكتاب والعالم القصصي، إضافة إلى جلسات الحكواتي، حيث يصغي الصغار إلى حكايات بديعة ومدهشة. إلى جانب ذلك، ثمة برنامج مخصص لإنتاج أعمال فنية مستوحاة من قراءات الأطفال وما يسمعون إثراءً لخيال الطفل وإكسابه خبرات جديدة، إضافة إلى عروض فنية للعرائس ومسرح خيال الظل وغيرها.
ويشارك مهرجان تاء الشباب للمرة الثالثة في المعرض، ناقلاً تجربته واحتفاء الشباب بالثقافة على اختلاف أنماطها ومواضيعها إلى موقع المعرض، ويستلهم من روحه ومختبره الشبابي سلسلة من الفعاليات التي تشكل تجريباً مصغراً على الملأ لتعامل الشباب مع المشاهد الثقافية والفكرية وأدوارهم في صياغتها. كما سيكون لتاء الشباب جناحاً تعريفياً ضمن المعرض، يتعرف من خلاله الزوار إلى تفاصيل هذا المشروع، منجزاته وإصداراته، ما يطمح إليه الشباب من خلال الثقافة والفنون، وسيكون المحطة التي تستقطب الأجيال الشبابية الراغبة في الانضمام إلى هذا المشروع.