كتب - حذيفة إبراهيم ونور القاسمي:
قبل شهر واحد من افتتاح السوق الشعبي الجديد بمدينة عيسى، التهم حريق ضخم البسطات والأكشاك الخشبية في السوق المؤقت، دون تسجيل أي خسائر بالأرواح واقتصارها على الماديات.
وأخمدت آليات الدفاع المدني الحريق بعد نحو 3 ساعات من اندلاعه، فيما أكد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة لدى تفقده موقع الحريق، أن الدفاع المدني تعامل مع الحريق منذ اللحظة الأولى، لافتاً إلى أن السوق المرتقب افتتاحه الشهر المقبل يتمتع بمواصفات أفضل للسلامة.
من جانبه أعلن وزير البلديات د.جمعة الكعبي، عن تشكيل لجنة لحصر الأضرار والخسائر، وأمر بإزالة بقية الأكشاك الخشبية من الموقع، درءاً للحرائق. وقال وزير البلديات الذي زار الموقع برفقة وزير الداخلية، إن المساحة المتضررة محدودة ولا تقارن بالحريق الأول لجهة الخسائر.
وانتقل وزير الداخلية إلى الموقع، لمتابعة جهود الدفاع المدني في السيطرة على الحريق، موضحاً أن الدفاع المدني، تعامل مع الحريق منذ اللحظة الأولى من خلال نقطة الدفاع المدني الثابتة في الموقع، إلا أن الحريق انتشر بسرعة بسبب وجود مواد قابلة للاشتعال. وقال إن الحريق لم تنجم عنه أي خسائر بشرية، مؤكداً الوزير أن المبنى الجديد للسوق الشعبي، والمؤمل افتتاحه في أقرب موعد، يتمتع بمواصفات أفضل للسلامة العامة، معرباً عن شكره وتقديره لرجال الدفاع المدني الذين تمكنوا من إخماد الحريق، وللمواطنين المتعاونين معهم.
بدوره أوضح مدير عام الدفاع المدني، أنه فور تلقي غرفة العمليات الرئيسة بلاغاً باندلاع الحريق عند الساعة (7:44) مساءً، باشرت سيارة الدفاع المدني الموجودة في الموقع بشكل ثابت إخماد الحريق، قبيل وصول بقية آليات الدفاع المدني إلى الموقع في وقت قياسي. وأضاف أن الدفاع المدني تمكن من محاصرة الحريق ومنع انتشاره والسيطرة عليه، بمشاركة 46 ضابطاً وفرداً من رجال الدفاع المدني و18 آلية.
ولفت إلى أن الحريق اندلع في الجهة الجنوبية من السوق الشعبي حيث المحلات القديمة، دون أن يسفر عن أي إصابات بشرية، لافتاً إلى أن عمليات البحث والتحري جارية لمعرفة أسباب وملابسات اندلاع الحريق، وإخطار النيابة العامة بالواقعة.
وأمر وزير البلديات بتسيير الصهاريج التابعة للوزارة لإمداد آلياته الدفاع المدني بالمياه، فيما كشف عن تشكيل لجنة يرأسها رئيس مجلس بلدي الوسطى بعضوية نواب ومختصين، مهمتها حصر أعداد المتضررين وخسائرهم. ووجه إلى إزالة بقية الأكشاك الخشبية من الموقع، خصوصاً المحيطة بالسوق الجديد، نظرا لما قد تسببه من حريق آخر، وأمر بلدية الوسطى بسرعة تنفيذ القرار.
وأضاف أن المساحة المتضررة من الحريق هذه المرة محدود جداً ولا يقارن بالحريق الأول، مطمئناً المواطنين أن حجم الخسارة أقل.
وقال إن التحقيق جار ومستمر لمعرفة أسباب الحريق وملابساته، لتفاديها في المرات المقبلة، مؤكداً أن عند انتقال التجار إلى السوق الجديد ستحرص الوزارة على عدم تكرار هذه الحوادث، باتخاذ احتياطات الأمن والسلامة في الموقع حماية للمواطنين وممتلكاتهم.
وصرح شهود عيان لـ»الوطن» بأن بداية الحريق كانت في مكان لبيع الملابس المستعملة، قبل أن تنتشر ألسنة اللهب وتمتد إلى باقي أجزاء السوق، بينما بدأت أعمال التنظيف منذ أمس تمهيداً لافتتاح السوق الجديد الشهر المقبل. واستطاع رجال الدفاع المدني الموجودين بالموقع من منع انتشار النيران إلى سوق رامز أو الأسواق المجاورة، فيما صعبت وجود إسطوانات الغاز من مهمة إطفاء النيران المشتعلة. وشوهدت ألسنة اللهب من المناطق المحيطة بمدينة عيسى، بينما شكلت بعض السيارات المتوقفة قرب الحريق خطراً، ما حذا برجال الدفاع المدني إلى إزالتها ورفعها من موقع الحريق.
وحضرت دوريات المرور والشرطة لتسيير حركة السير بالشوارع المحيطة بالسوق، ومنع المواطنين وأصحاب المحلات من الاقتراب، وهرعت سيارات الإسعاف للموقع تحسباً لأي طارئ. وسمح رجال الأمن لبعض أصحاب المحلات القريبة من الحريق، بإزالة ممتلكاتهم من المكان، في حين أزالت الجرافات الأنقاض ومخلفات الحريق، تجنباً لتضرر المحال التجارية المجاورة. من جانبه اتهم عضو المجلس البلدي غازي الحمر، الجهاز التنفيذي ببلدية الوسطى بالإهمال، ما أدى لاندلاع الحريق، مشيراً إلى أنه طالب مراراً بتنظيم السوق ولكن «لا حياة لمن تنادي».
وكان حريق شب بالسوق الشعبي يوليو 2012، والتهم السوق كاملاً، وأمر سمو رئيس الوزراء حينها بتعويض المتضررين جراء الحريق وبناء سوق جديد.