بقلم - الشيخ زياد السعدون:
كثير من الأزواج والزوجات حين يغضبون من بعضهم، ويريدون إيصال رسالة بأنهم «زعلانين» أو «غضبانين»، فغالباً ما تتحول هذه الرسائل إلى مشكلات وتزيد الطين بلة والأمر علة، ومن أمثلة هذه الرسائل: كأن يرجع الزوج إلى البيت بعد خلاف أو مشكلة بسيطة ولم يجد طعاماً لأن الزوجة أرادت أن تبعث له برسالة على أنها «زعلانة»، فلم تطبخ ولم تعد الطعام لزوجها، أكثر الأزواج لا يفهم أنها رسالة «زعل» بل يعتبرها تقصيراً وإهمالاً، وهنا تبدأ معركة كلامية ليس أقلها أن يقول الزوج: «انت مهملة، انت ماعندك احساس، انا جاي من الشغل تعبان ابي «لقمة»، ابي ارتاح»، وترد الزوجة: «انت ماخذني شغالة لو زوجة، لا يحبيب أمك بنات الناس مو خدم عندك» وقد يتطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه».
ومن الرسائل الخاطئة أن هناك زوجة عندما تغضب من زوجها، إما أن تترك غرفة النوم أو تأخذ وسادة الزوج ولحافه وتضعهما في غرفة أخرى، كما تفعل نساء الأفلام والمسلسلات، فعواقب مثل هذه التصرفات غالباً لا تفهم أنها رسائل «زعل» وعتاب بل قد تفهم على أنها سوء أدب، وكذلك قد يهجر الرجل البيت أو يقلل من النفقات على الزوجة والأولاد ليبعث برسالة مفادها أنه غير راضٍ على أمرٍ ما، فينقلب الموضوع إلى مشكلات لا حصر لها، ولو عدنا إلى سنة نبينا عليه الصلاة والسلام كيف تبادل مع عائشة رضي الله عنها مثل هذه الرسائل، كما جاء في الصحيح أنه قال لها: «يا عائشة إني لأعلم إن كنت علي راضية أم كنت علي غضبى، قالت وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: إن كنت علي راضية قلت: لا ورب محمد، وإن كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم، قالت: أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك»، فكان يفهم من خلال قسمها أن هناك «زعلاً» أم لا، هذا الرقي وهذه الرسائل الراقية هي التي تزيد المحبة بين الزوجين وتفتح أبواب الحوار الهادئ الذي من خلاله تحل المشكلات.