القاهرة - (وكالات): أصدر الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور، قراراً جمهورياً بتعيين رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق أول صدقي صبحي وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي، وبترقية اللواء محمود حجازي مدير الاستخبارات العسكرية إلى رتبة فريق وتعيينه رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة. في غضون ذلك، قدم عبدالفتاح السيسي استقالته رسمياً من منصبه كنائب أول لرئيس الوزراء ووزير للدفاع غداة إعلانه إنهاء خدمته في الجيش وعزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها في مايو المقبل والذي يبدو الأوفر حظاً للفوز بها.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن السيسي «شارك في جانب قصير من اجتماع مجلس الوزراء صباح أمس وتقدم باستقالته إلى رئيس الوزراء إبراهيم محلب ثم غادر الاجتماع».
وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان أن رئيس الأركان صدقي صبحي الذي تمت ترقيته مساء أمس الأول من رتبة فريق إلى فريق أول، أدى اليمين الدستورية كوزير جديد للدفاع خلفاً للسيسي.
وأضاف بيان الرئاسة أنه تمت ترقية رئيس المخابرات العسكرية اللواء محمود حجازي إلى رتبة فريق وتعيينه رئيساً لأركان القوات المسلحة.
وعبرت عناوين الصحف المصرية عن الشعور العام في البلاد بأن إعلان السيسي عن ترشحه المتوقع منذ شهور تأخر. وكتبت صحيفة «المصري اليوم» المستقلة «أخيراً.. السيسي يعلن رسمياً ترشحه للرئاسة»، بينما عنونت صحيفة «الوطن» المستقلة «أخيراً.. السيسي في امتحان الرئاسة».
والسيسي هو الرجل القوي في مصر منذ أن أعلن في 3 يوليو الماضي عزل الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي إثر تظاهرات حاشدة شارك فيها الملايين للمطالبة برحيله.
ويعد السيسي الأوفر حظاً للفوز في السباق الرئاسي الذي أعلن مرشح وحيد حتى الآن هو اليساري حمدين صباحي خوضه، بسبب الشعبية التي اكتسبها إثر قراره بإطاحة مرسي استجابة لمطالب هؤلاء الذين نزلوا إلى الشوارع وبتأييد آنذاك من كل القوى السياسية باستثناء الإخوان المسلمين وبعض الأحزاب الإسلامية الصغيرة المتحالفة معها.
وبعد 3 سنوات من الاضطرابات لم يعد الكثير من المصريين يأملون إلا في عودة الاستقرار وإنعاش الاقتصاد الذي تدهور بشدة ما أدى إلى ارتفاع متراكم في نسبة التضخم وفي كلفة المعيشة.
ويأمل هؤلاء أن ينجح السيسي في هذه المهمة. وفي كلمة متلفزة أذيعت مساء أمس الأول حرص السيسي على مخاطبة الجميع.
وحاول أن يطمئن الشباب الذي أطلق الثورة على حسني مبارك مطالباً بالحرية والديمقراطية، بتأكيده أن برنامجه الانتخابي يقوم على «رؤية واضحة تسعى لقيام دولة مصرية ديمقراطية حديثة».
ومن دون أن يغلق باب الأمل، سعى السيسي إلى خفض سقف توقعات مؤيديه الذين يأملون في تحسن سريع في أحوالهم المعيشية والذين بدؤوا يعبرون عن تململهم من خلال إضرابات في عدة قطاعات خلال الشهرين الأخيرين.
وقال السيسي إنه يريد أن يكون «أميناً مع المصريين ومع نفسه». وأضاف «لدينا نحن المصريين مهمة شديدة الصعوبة، ثقيلة التكاليف والحقائق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية في مصر سواء ما كان قبل ثورة 25 يناير أو ما تفاقم بعدها حتى ثورة 30 يونيو وصلت إلى الحد الذي يفرض المواجهة الأمينة والشجاعة لهذه التحديات».
وتابع «يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، بلدنا يواجه تحديات كبيرة وضخمة واقتصادنا ضعيف». وأكد أن «هناك ملايين من شبابنا يعانون من البطالة في مصر، هذا أمر غير مقبول، ملايين المصريين يعانون من المرض ولا يجدون العلاج هذا أمر آخر غير مقبول».
واعتبر أنه «غير مقبول» كذلك أن «تعتمد مصر البلد الغني بموارده وشعبه على الإعانات والمساعدات». وقال «رغم كل الصعاب التي يمر بها الوطن أقف أمامكم وليس بي ذرة يأس أو شك بل كلي أمل في الله وفي إرادتكم القوية لتغيير مصر إلى الأفضل».
وأضاف «لكن يجب علينا أن ندرك أنه سوف يكون محتم علينا أن نبذل جميعاً أقصى الجهد لتجاوز الصعوبات التي تواجهنا في المستقبل».
وتعهد السيسي بأن «يظل يحارب كل يوم من أجل مصر خالية من الإرهاب». وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين رفضها ترشح السيسي للرئاسة. في موازاة ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة، بين قوات الأمن المركزي وبين مئات من طلاب جامعة عين شمس بالقاهرة، كانوا يحتجون على إعلان السيسي اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية.