الرياض - (وكالات): أعلن الديوان الملكي السعودي، أمس عن «مبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، مع بقائه على منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء». وقال الديوان في بيان «يُبايع الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد، ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد». وأضاف البيان «يقتصر منصب ولي العهد في البيعة على الحالتين المنوه عنهما في هذا البند». وذكر البيان أن «القرار جاء بموافقة ثلاثة أرباع أعضاء هيئة البيعة»، وشدد البيان على أنه «لا يجوز بأي حال من الأحوال تعديل القرار، أو تبديله، بأي صورة كانت».
يذكر أن الأمير مقرن بن عبدالعزيز يشغل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء منذ مطلع فبراير 2013 قبل أن يعين ولياً لولي العهد. والأمير مقرن من مواليد عام 1945 وتقلد العديد من المناصب آخرها منصب مستشار ومبعوث خاص للملك عبدالله بن عبدالعزيز. وشغل منصب رئيس الاستخبارات العامة في 22 أكتوبر 2005. وظل يتولى المنصب حتى 19 يوليو 2012. كما سبق له أن عين أميراً لمنطقة حائل في 18 مارس 1980، وظل بهذا المنصب حتى 29 نوفمبر 1999، ثم عُين أميراً لمنطقة المدينة المنورة.
وتلقى تعليمه الأولي في معهد العاصمة النموذجي، وبعد تخرجه عام 1964 التحق بالقوات الجوية الملكية السعودية، وأكمل دراسته في علوم الطيران في المملكة المتحدة، وتخرج منها عام 1968. وظل يعمل في القوات الجوية الملكية السعودية حتى عام 1980.
وفيما يلي نص البيان: «نحن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، عملاً بتعاليم الشريعة الإسلامية فيما تقضي به من وجوب الاعتصام بحبل الله والتعاون على هداه، والحرص على الأخذ بالأسباب الشرعية والنظامية، لتحقيق الوحدة واللحمة الوطنية والتآزر على الخير، وانطلاقاً من المبادئ الشرعية التي استقر عليها نظام الحكم في المملكة العربية السعودية، ورعاية لكيان الدولة ومستقبلها، وضماناً - بعون الله تعالى - لاستمرارها على الأسس التي قامت عليها لخدمة الدين ثم البلاد والعباد، وما فيه الخير لشعبها الوفي. وبعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي رقم أ / 90 وتاريخ 27 / 8 / 1412هـ. وبعد الاطلاع على نظام هيئة البيعة الصادر بالأمر الملكي رقم أ / 135 وتاريخ 26 / 9 / 1427هـ . وبعد الاطلاع على اللائحة التنفيذية لنظام هيئة البيعة الصادرة بالأمر الملكي رقم أ / 164 وتاريخ 26 / 9 / 1428هـ. وبعد الاطلاع على محضر هيئة البيعة رقم 1 / هـ ب وتاريخ 26 / 5 / 1435هـ المبني على الوثيقة رقم 19155 وتاريخ 19 / 5 / 1435هـ التي نصت على رغبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد بأن يبدي أعضاء هيئة البيعة رأيهم حيال اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد، وتأييد ذلك بأغلبية كبيرة من أعضاء هيئة البيعة تجاوزت الثلاثة أرباع. وبناءً على ما ورد في البند «ثالثاً» من الأمر الملكي رقم أ / 135 وتاريخ 26 / 9 / 1427هـ.
وبناءً على ما تقتضيه المصلحة العامة.
أمرنا بما هو آت: أولاً : اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد، مع استمرار سموه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. ثانياً: يُبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد، ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد. ويقتصر منصب ولي ولي العهد في البيعة على الحالتين المنوه عنهما في هذا البند. ثالثاً: يعد اختيارنا وتأييد ورغبة أخينا صاحب السمو الملكي ولي عهدنا لأخينا صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد وتأييد وموافقة هيئة البيعة على ذلك نافذاً اعتباراً من صدور هذا الأمر، ولا يجوز بأي حال من الأحوال تعديله، أو تبديله، بأي صورة كانت من أي شخص كائناً من كان، أو تسبيب، أو تأويل، لما جاء في الوثيقة الموقعة منا ومن أخينا سمو ولي العهد رقم 19155 وتاريخ 19 / 5 / 1435هـ وما جاء في محضر هيئة البيعة رقم 1 / هـ ب وتاريخ 26 / 5 / 1435هـ المؤيد لاختيارنا واختيار سمو ولي العهد لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن ابن عبدالعزيز بأغلبية كبيرة تجاوزت ثلاثة أرباع عدد أعضاء هيئة البيعة. رابعاً: دون إخلال بما نصت عليه البنود «أولاً وثانياً وثالثاً» من هذا الأمر، للملك - مستقبلاً - في حال رغبته اختيار ولي لولي العهد أن يعرض من يرشحه لذلك على أعضاء هيئة البيعة ، ويصدر أمر ملكي باختياره بعد موافقة أغلبية أعضاء هيئة البيعة. خامساً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه. عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
وكانت مصادر سعودية مطلعة قد قالت لوكالة الأنباء الفرنسية أن «الملك عبد الله بن عبد العزيز طلب من هيئة البيعة الموافقة على تعيين الأمير مقرن ولياً للعهد بعد تولي الأمير سلمان العرش على أن يحل الأمير متعب نجل الملك مكان الأمير مقرن نائباً ثانياً لرئيس الوزراء».
وأضافت المصادر أن «أغلبية أعضاء هيئة البيعة البالغ عددهم 34 شخصاً وافقوا على هذه الخطوة في حال تولي ولي العهد الأمير سلمان العرش أو السفر إلى الخارج بداعي المرض». وأوضحت المصادر أن التغييرات المرتقبة تفسح المجال أمام أبناء الجيلين الثاني والثالث لتولي مناصب مهمة وحساسة ضمن إطار ترتيبات العائلة المالكة. يذكر أن 3 فقط من أبناء الجيل الثاني يشغلون مناصب حساسة هم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير محمد بن نايف وزير الداخلية منذ نوفمبر 2012 والأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني. وضمن آليات الخلافة التي أقرت قبل بضعة أعوام، عين الملك عبد الله أعضاء هيئة البيعة ووضع على رأسها أخاه الأمير مشعل بن عبد العزيز. وتضم الهيئة 34 أميراً من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز مهمتهم تأمين انتقال الحكم ضمن آل سعود عبر المشاركة في اختيار ولي العهد.
والهيئة مكونة من أبناء الملك المؤسس. وينوب عن المتوفين والمرضى والعاجزين منهم، أحد أبنائهم يضاف إليهم اثنان من أبناء كل من أبناء الملك المؤسس يعينهما الملك وولي العهد.
ويقترح الملك على «هيئة البيعة» اسما أو اسمين أو ثلاثة أسماء لمنصب ولي العهد.
ويمكن للجنة أن ترفض هذه الأسماء وتعين مرشحاً لم يقترحه الملك. وإذا لم يحظ مرشح الهيئة بموافقة الملك، فإن «هيئة البيعة» تحسم الأمر بالغالبية في عملية تصويت يشارك فيها مرشحها ومرشح يعينه الملك.