الرياض - (وكالات): يصل إلى الرياض اليوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما في زيارة إلى السعودية تستغرق يوماً واحداً يبحث خلالها مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، العلاقات الثنائية، وقضايا إقليمية ودولية، فيما اعتبر مراقبون الزيارة تأكيداً من الرئيس الأمريكي على الشراكة بين البلدين، وطمأنة المسؤولين السعوديين بتأكيد أهمية العلاقات الثنائية، وتطابق المواقف بشأن قضايا إقليمية ودولية أبرزها الملف النووي الإيراني والأزمة السورية والأوضاع في مصر، ومكافحة الإرهاب.
وجاء في بيان رسمي أن «الملك عبدالله سيبحث خلال اللقاء مع الرئيس أوباما، في منتجع روضة خريم الصحراوي شرق العاصمة السعودية الرياض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات. كما سيبحث الجانبان، طبقاً للبيان الرسمي القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وستكون الزيارة الثانية للرئيس الأمريكي إلى السعودية بعد زيارته الأولى في يونيو 2009.
وأكد البيت الأبيض، في بيان تلاه نائب مستشار الأمن القومي بن رودس تعقيباً على زيارة الرئيس أوباما للمملكة، «سيزور الرئيس أوباما المملكة غداً وسيلتقي بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تربطه معه كل أواصر التقدير والاحترام».
واعتبر البيان أن «زيارة الرئيس أوباما فرصة هامة للتواصل والاستثمار في واحدة من أهم علاقات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وفي منطقة الخليج على وجه التحديد».
وقال بن رودس إن «مباحثات الرئيس الأمريكي والملك عبدالله ستتطرق لمجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها الأمن ومكافحة الإرهاب والملف السوري ومستجدات عملية السلام في الشرق الأوسط، إضافة للمفاوضات النووية الغربية مع إيران، وتأثير ذلك على عملية استقرار المنطقة».
وأشارت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس إلى أن الشراكة القائمة بين البلدين منذ وقت طويل تمثل أهمية خاصة، وزيارة الرئيس أوباما تعد تأكيداً لبحث فرص تدعيمها وتعميقها.
وحول أجندة الزيارة، أكدت المسؤولة الأمريكية أن المباحثات بين الجانبين ستؤكد تصميم واشنطن بأن لديها التزامات تجاه شركائها في المنطقة وستحافظ على تلك الالتزامات، مشيرة إلى أن مباحثات أوباما مع الملك عبدالله ستتطرق للأوضاع في مصر وعملية السلام في الشرق الأوسط وسلسلة من القضايا الأخرى، ومن البديهي أن الموضوع الإيراني ينطوي على أهمية بالنسبة للطرفين.
ونفت رايس تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن إلغاء اجتماع بين أوباما وقادة دول مجلس التعاون. وقالت «هذا ليس دقيقاً، لم يتقرر أبداً عقد لقاء رسمي».
وأشارت تقارير إلى أن «الرئيس الأمريكي سيسعى إلى طمأنة المسؤولين السعوديين خلال زيارته الرياض بتأكيد أهمية العلاقات الثنائية في حين تثير المفاوضات النووية مع إيران والنزاع في سوريا امتعاض السعوديين الذين يوجهون انتقادات حادة إلى واشنطن».
ويرى محللون أن «السعودية التي تعتبر شريكاً سياسياً واقتصادياً مهماً للولايات المتحدة لديها عتب سياسي على الإدارة الأمريكية، وتحاول الولايات المتحدة أن توضح مواقفها، خصوصاً فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني والثورة السورية والتطورات في مصر، فالولايات المتحدة منفتحة على جماعة «الإخوان المسلمين»، ولا تمانع واشنطن في الشراكة معها، رغم أنها مصنفة كجماعة إرهابية في السعودية والإمارات ومصر ودول أخرى. وفيما يتعلق بالملف الإيراني، يقلق السعودية التقارب الأمريكي مع طهران في الوقت الذي تقف فيه إيران بالمال والسلاح والقوات المدربة مع نظام بشار الأسد في سوريا، إضافة إلى ما يسميه البعض بـالسياسة الإيرانية المراوغة فيما يتعلق بالملف النووي».
واعتبر سياسيون ومراقبون أن «اللقاء بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأمريكي سيكون عنوانه المصارحة والمكاشفة، ومن المتوقع أن يتناول المخاوف السعودية من السياسة الأمريكية تجاه إيران والإخوان المسلمين، وتسليح الجيش المصري، ومصير الثورة السورية».