كتب – مازن أنور:
توج حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى فريق الرفاع الشرقي الأول لكرة القدم بكأس جلالته بعد فوزه يوم أمس على فريق البسيتين في المباراة النهائية التي جمعتهما على استاد البحرين الوطني وسط حضور جماهيري كبير، وقلد جلالته لاعبي الرفاع الشرقي الميداليات الذهبية ولاعبي البسيتين الميداليات الفضية، حيث انتظر الفريقان والجماهير حتى الدقيقة 119 من عمر المباراة لمعرفة الفائز حينما سجل فريق الرفاع الشرقي الهدف الثاني «القاتل» في هذه الدقيقة عبر رأسية من اللاعب البديل عبدالله جناحي، وكان الرفاع الشرقي أيضاً افتتح التسجيل في المباراة عبر لاعبه الأردني محمود شلباية في الدقيقة (32) فيما جاء هدف التعادل للبسيتين في الدقيقة (84) عبر اللاعب سامي الحسيني.
المباراة جاءت في مجملها متوسطة المستوى ولم يترجم فريق البسيتين أفضليته في اللقاء إلى الفوز حينما استحوذ على الكرة لفترات طويلة ولكن الرفاع الشرقي كان الطرف الأفضل استغلالاً للهجمات النادرة التي اتيحت للاعبيه.
وبهذا التتويج يكون فريق الرفاع الشرقي قد أضاف اللقب الثالث إلى خزائنه بعد أن سبق أن حقق البطولة في مناسبتين سابقتين، وانتظر فريق الرفاع الشرقي أربعة عشر عاماً من أجل أن يعود لمنصة التتويج في هذه المسابقة، ولكن الجديد هذه المرة بأن فريق الرفاع الشرقي يعد من فرق الدرجة الثانية (دوري الظل)، وبالتالي فإن هذا التتويج كان مستحقاً لا سيما بعد تخطية أكبر المرشحين وهم الرفاع والمحرق والبسيتين.
تشكيلة الفريقين
دخل فريق البسيتين بتشكيلة مكونة من حسين حرم في حراسة المرمى وفي خط الدفاع عبدالوهاب علي والبرازيلي لويس وعبدالله جوهر (عيسى غالب) ومحمد صالح سند وفي خط الوسط سيد أحمد جعفر وهشام منصور (السوري معتز كليوني) ومحمد نبيل ومحمد سلطان (عبدالله المرزوقي) وفي الهجوم سامي الحسيني وأحمد عابد.
وفي المقابل مثل فريق الرفاع الشرقي علي سعيد في حراسة المرمى وفي خط الدفاع علاء عياد وعبدالله بوهزاع وعباس عياد وليث هاشم وفي خط الوسط الكيني ممادو ومحمد عبدالوهاب وفيصل بودهوم وأحمد الختال (أحمد جلال) وعبدالله يوسف (عبدالله جناحي) وفي الهجوم الأردني محمود شلباية.
فزعة البداية
انطلقت المباراة بنشاط بسيتيني واضح خلال العشؤ دقائق الأولى من عمر المباراة وأشار هذا النشاط إلى أن فريق البسيتين كان يبحث عن هدف مبكر وسط نوع من الارتباك للاعبوا فريق الرفاع الشرقي، حيث استطاع البسيتين من خلال هذا الضغط أن يتحصل على خمس ركنيات من الجانبين ولكنه لم يتمكن من زيارة الشباك ولم يهدد مرمى الرفاع الشرقي كثيراً إلا عبر كرة داخل المنطقة تم إبطال خطورتها وتسديدة من خارج المنطقة تكفل بها اللاعب محمد سلطان النشمي حولها علي سعيد إلى ركلة ركنية بقبضة يده.
أداء هادئ ومتواضع
وبعد العشر دقائق الأولى اتجه الأداء في الجانبين إلى الهدوء وخصوصاً من قبل فريق البسيتين، حيث قدم الفريقان أداء متواضعاً للغاية غابت الحلول الهجومية وانحصر اللعب وسط الملعب، مع أن فريق البسيتين كان الطرف الأكثر استحواذاً على الكرة ولكن مجهودات لاعبيه السيد أحمد جعفر وهشام منصور لم تؤتي ثمارها، لا سيما بعد أن تاه المهاجمان سامي الحسيني وأحمد عابد وسط مدافعي الشرقي، فيما الرفاع الشرقي اعتمد على الكرات الطولية التي لم تخدمه في تحقيق الخطورة.
الشرقي يباغت
وعلى الرغم من أن الهدوء كان يطغى على مجريات المباراة إلا أن فريق الرفاع ومن أول وصول لمرمى البسيتين استطاع أن يفتتح التسجيل بعد كرة عرضية من فيصل بودهوم وصلت إلى زميله الأردني محمود شلباية والذي سددها بيساره في مرمى البسيتين لتعانق الشباك (32).
وفتح هذا الهدف الشهية أمام لاعبي الشرقي للتقدم ومحاولة هز الشباك مجدداً وفعلاً بعد مرور خمس دقائق من الهدف توغل أحمد الختال من الجهة اليمنى ولعب كرة عرضية وصلت إلى فيصل بودهوم الذي لعبها خلفية ومرت بجوار القائم لخارج الملعب، ثم ظهر البسيتين في فرصة عبر رأسية للاعب أحمد عابد اعتلت العارضة، ورد لاعب الرفاع الشرقي محمد عبدالوهاب بتسديدة من مسافة بعيدة ابتعدت عن الخشبات الثلاث.
الاستنجاد بــ«غالب»
وشهدت الخمس دقائق الأخيرة من عمر الشوط الأول تغييراً من قبل فريق البسيتين، حيث سحب المدرب البوسني كريسو اللاعب عبدالله جوهر الماص ودفع اللاعب عيسى غالب الغائب عن الفريق للإصابة من فترة طويلة، حيث سعى كريسو من خلال هذا التبديل لتنشيط الجانب الهجومي للفريق وخصوصاً عبر الأطراف، ولكن الفريق لم يجد الوقت الكافي ليظهر خطورته لينتهي الشوط الأول بتقدم الرفاع الشرقي بهدف دون مقابل.
كريسو يُغذي الوسط
ومع انطلاقة الشوط الثاني أجرى مدرب فريق البسيتين كريسو تغييراً ثانياً بعدما دفع بالمدافع عبدالله المرزوقي بدلاً من لاعب الوسط محمد سلطان النشمي، حيث عمد إلى نقل اللاعب عبدالوهاب علي من الدفاع للوسط وبالتالي تقوية هذا الخط الذي لم يقم بدوره على أكمل وجه في الشوط الأول، ومع ذلك فإن فريق البسيتين لم يشكل خطورة كبيرة الربع ساعة الأولى في ظل التماسك الدفاعي الشرقاوي.
محاولات زرقاء
ومع دخول المباراة الدقيقة 60 بدأ فريق البسيتين الوصول لمرمى الرفاع الشرقي وكانت أولى المحاولات عبر تسديدة زاحفة من عبدالوهاب علي مرت بجانب القائم الأيمن لخارج الملعب، تبعتها كرة رأسية من زميله أحمد عابد كذلك اتجهت لخارج الملعب بعد أن جاورت القائم، وواصل البسيتين وسدد السيد أحمد جعفر كرة اعتلت العارضة بقليل، وفي الدقيقة (66) سدد عيسى غالب كرة يسارية كذلك ابتعدت عن المرمى.
الحسيني يعيد الحسابات
واستخدم مدرب البسيتين كريسو ورقته الثالثة والأخيرة في المباراة عندما دفع باللاعب السوري معتز كليوني بدلاً من هشام منصور، وأوصى سامي الحسيني بالتحول للجهة اليمنى، في المقابل فإن فريق الرفاع الشرقي دفع باللاعب أحمد جلال بدلاً من أحمد الختال، وكاد الشرقي أن يخطف هدفاً ثانياً عبر تسديدة من فيصل بودهوم تصدى لها حسين حرم وتبعتها انطلاقة من ذات اللاعب أبعدها مدافعو البسيتين.
ونجح فريق البسيتين من استعادة وضعه في المباراة بعدما عادل النتيجة في الدقيقى (84) عندما لعب سامي الحسيني كرة خادعة من الجهة اليمنى فوق الحارس علي سعيد وجدت القائم الأيمن الذي حولها للشباك لتعود المباراة إلى نصابها وأجبرت الفريقين للانتقال إلى الشوطين الإضافيين.
لا جديد في الإضافيين
وشهد الشوط الإضافي الأول حذراً كبيراً من قبل الفريقين مع أفضلية لفريق البسيتين الذي كان الأكثر استحواذاً على الكرة ولكنه لم يخلق سوى هجمة وحيدة تمثلت في تسديدة للاعب عيسى غالب ولكنها ذهبت لخارج الملعب، أما فريق الرفاع الشرقي فقد ظهر على فترات في الجانب الهجومي واكتفى بالمحافظة على منطقته. وفي الشوط الإضافي الثاني ظل الأداء الحذر من الرفاع الشرقي ولكن البسيتين استمر في السيطرة على الكرة دون أن يهدد مرمى الشرقي إلا عبر محاولة واحدة فقط كانت من قدم عيسى غالب الذي تحصل على كرة داخل المنطقة وسددها بيساره فارتمى لها علي سعيد وحولها إلى ركلة ركنية.
رصاصة الرحمة
لم يتوقع أحد في ملعب المباراة بأن المباراة ستنتهي في شوطها الإضافي الثاني حيث كان الجميع يستعد لركلات الحظ الترجيحية ولكن فريق الرفاع الشرقي استطاع أن يباغت البسيتين مجدداً وتحديداً في الدقيقة 119 عندما انطلق البديل أحمد جلال من الجهة اليسرى وعكس كرة وصلت لرأس المهاجم البديل كذلك عبدالله جناحي والذي لدغها فاتجهت إلى الزاوية اليمنى وسكنت الشباك وقتلت أحلام فريق البسيتين بالعودة إلى المباراة لتنتهي المواجهة بفوز الرفاع الشرقي بهدفين مقابل هدف.