ألمح نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية د.عبدالله الحمود، إلى وجود إعلام خليجي خاص يقبل التمويل من مصادر مجهولة، ما يهدد الهوية الثقافية والاجتماعية بالمنطقة.
وقال في تصريح لـ»الوطن» على هامش مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون «نحن أمام منظومة إعلامية حقيقية فيها شقان مهمان جداً، شق رسمي تمثله تلفزيونات الخليج، وشق خاص أو تجاري يبث من داخل دول التعاون أو خارجها»، مؤكداً أن التحدي الأكبر يتمثل في كيفية المواءمة بين هاتين المنظومتين، لتحقيق رسالة خليجية واحدة بمضامين مشتركة.
وأضاف «هناك فرق شاسع بين القدرات والإمكانات المتاحة للإعلام الرسمي مقارنة بالإعلام الخاص»، داعياً إلى الالتفات للقطاعين بطريقة مختلفة، عبر إعتاق الإعلام الرسمي من المنظومة الرسمية التقليدية.
وذكر أن الإعلام اليوم لم يعد قادراً على العمل الجيد وهو مكبل بتقاليد العمل الرسمي التقليدي في دول المنطقة، ويجب أن يجد نفسه من خلال التمويل السخي للمصادر الجديدة والإبداعية، من خلال إدارات جديدة متحفزة، وبناء استراتيجيات ورؤى إعلامية.
ودعا إلى تقديم دعم قيمي للإعلام التجاري مثلما يقدم الدعم المادي للإعلام الرسمي، محذراً من تردي صناعة الإعلام الرسمي وتراجع الإعلام الخاص في إيصال رسالته.
وأكد أن الإعلام الرسمي بعيد إلى حد كبير عن منطقة المنافسة، مستثنياً تجارب خليجية قليلة، استطاعت أن تجد مساحة في تأثيرها واستقطابها للجماهير، في وقت يفتقد فيه معظم الإعلام الرسمي للجماهيرية.
وأوضح أن المشاريع والجهود والمنظمات الإقليمية الخليجية موجودة لكنها بحاجة إلى تفعيل، ولاحظ أن كثيراً من العاملين في قطاع الإعلام الخليجي الرسمي متحمسين جداً، ولديهم الرغبة في تقديم أعمال إبداعية، مع وجود فجوة بين الرغبة والمنتج الحقيقي الإبداعي.
ودعا الحمود، أصحاب القرار في منظومة الإعلام الخليجي لمناقشة القضية بجدية، متسائلاً «لماذا نحن أمام رغبات حقيقية للتطوير ولكننا عاجزون عن تحويلها لواقع ملموس؟».