وكيل الأركان الإيرانية: «شبيحة» سوريا مثل «الباسيج»عواصم - (وكالات): كشف ناشطون بمنطقة حرستا بريف دمشق أمس أن قوات الرئيس بشار الأسد قصفت المدينة بـ»مواد سامة»، فيما استمر القصف العنيف بالبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ على مناطق باللاذقية وأحياء العاصمة دمشق إلى جانب حلب وحماة.
وأكد اتحاد تنسيقيات الثورة أن النظام السوري استهدف مدينة حرستا بصواريخ محملة بمواد سامة، مما أدى لسقوط 3 قتلى اختناقاً، وعدد كبير من الإصابات بحالات اختناق وضيق تنفس. وكان النظام قد وافق على التخلي عن أسلحته الكيميائية لتفادي ضربة عسكرية بعد هجوم بالأسلحة الكيميائية في أغسطس الماضي على ريف دمشق أدى إلى مقتل المئات.
وأعلن الفريق الدولي الذي يشرف على إزالة الأسلحة الكيميائية من سوريا الأسبوع الماضي أنه تم شحن 45.6% من الأسلحة الكيميائية المعلنة إلى خارج البلاد، وطلبت دمشق إمهالها حتى 17 أبريل المقبل لاستكمال إزالة ترسانتها الكيميائية تمهيداً لتدميرها في البحر.
وإلى جانب حرستا، تعرضت أحياء دمشق الجنوبية وحي جوبر لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، كما سقط قتلى وجرحى بقصف مدفعي استهدف كلاً من داريا والزبداني ودوما وبلدة المليحة في ريف العاصمة، بحسبما أكده اتحاد تنسيقيات الثورة. وفي اللاذقية، استمرت المعارك وأكد مركز صدى الإعلامي أن النظام شن غارة جوية على برج الـ 45 ومحيط قرية السكرية بجبل التركمان.
وكانت كتائب المعارضة تمكنت خلال الأيام الماضية من السيطرة على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، وبرج الـ 45 وقرية السمرا التي هي عبارة عن ممر جبلي مع منفذ على البحر. وتتعرض هذه المناطق لقصف عنيف من القوات النظامية في محاولة لاستعادتها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط من تنسيقية اللاذقية قوله إن الخسارة التي تكبدها النظام في اللاذقية «موجعة، وهو يسحب باستمرار جنوداً من مناطق أخرى إلى اللاذقية للدفاع عنها». من ناحية أخرى، قالت الممثل الإقليمي لمكتب المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين في لبنان نينت كيلي إن تدفق نحو مليون لاجئ من سوريا إلى لبنان يشكل تهديداً خطيراً للبلد المنهك بالفعل، لكن الدول المانحة ربما لا تدرك التأثير المحتمل إذا تعرض لبنان للمزيد من زعزعة الاستقرار. وأضافت «لا توجد دولة واحدة في العالم اليوم بها هذه النسبة الكبيرة من اللاجئين قياساً إلى حجمها مثلما هي في لبنان». وقال مسؤولون كبار بالأمم المتحدة إنه مع دخول الصراع الدموي في سوريا عامه الرابع فإن السوريين سيحلون محل الأفغان كأكبر عدد من اللاجئين في العالم. وقالت كيلي إن 400 ألف طفل من اللاجئين السوريين في لبنان يحتاجون إلى تعليم مدرسي وهو ما يفوق الآن عدد الأطفال في المدارس العامة في لبنان والذي يبلغ 300 ألف.
في الوقت ذاته، حذرت الأمم المتحدة من أن الشبكات المتشددة تقيم علاقات على نحو متزايد عبر حدود سوريا والعراق مما يؤجج التوتر الطائفي في منطقة عانت من إراقة الدماء لسنوات.
في غضون ذلك، تبنى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قراراً مدد بموجبه لسنة مهمة لجنة التحقيق حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.
من جانبها، انتقدت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومان رايتس ووتش» الحكومة السورية لإعاقتها دخول المساعدات إلى سوريا تنفيذاً لقرار لمجلس الأمن الدولي في هذا الشأن. وقالت المنظمة في بيان إن الحكومة برفضها دخول المساعدات عن طريق المعابر التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية «تمنع تسليم مساعدات إلى مئات آلاف الأشخاص اليائسين».
من جانبه أكد وكيل الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد غلام علي رشيد، أن تشكيل «جيش الدفاع الوطني» في سوريا جاء بتوصية من قوات القدس المتواجدة على الأراضي السورية لتقديم استشارات لنظام الأسد. و»جيش الدفاع الوطني» هو الاسم الذي أطلقه النظام السوري على «الشبيحة»، وقتل هلال الأسد قائد هذه القوات في اللاذقية الأحد الماضي خلال عملية للمعارضة. وقال المسؤول الإيراني في كلمة في مدينة «دزفول»، جنوب غرب إيران «تشكّلت قوات الدفاع الوطني في سوريا، وهي قوات تشبه الباسيج بتوصية من قوات القدس». يذكر أن قوات القدس هي الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني.
واعترف المسؤول الإيراني بتواجد منتسبي القوات على الأراضي السورية، لكنه قال إن مهامهم تقتصر على «تقديم الاستشارات» لنظام الأسد.
وقال رشيد «ليس لدينا مقاتلون في سوريا، لكن بعض القادة العسكريين يقدمون استشارات هناك، وكان تشكيل قوات الدفاع الوطني ضمن اقتراحات قوات القدس».
وأعرب غلام علي رشيد عن قلقه من سقوط نظام الرئيس السوري، معتبراً أنه لو حدث ذلك سيصل الدور على «حزب الله» الشيعي اللبناني وحكومة المالكي حليفة إيران.
وقال وكيل الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية «لاشك في أنه بعد سقوط بشار الأسد سيتم التركيز على لبنان و»حزب الله»، ثم يأتون إلى العراق حيث تحكمه حكومة شيعية». وأضاف المسؤول الإيراني أن 50 ألفاً من منتسبي الجيش السوري انشقوا عن النظام ولم يعودوا ضمن هذا الجيش، لكن المعارضين لنظام الأسد يؤكدون أن هذا العدد تعدى 100 ألفٍ من منتسبي الجيش.