قال الطبيب النفسي د. محمد النفيعي إن صرف الأدوية المخدرة وبكميات كبيرة لمرضى لا يحتاجونها هو «إهمال طبي»، مشيراً إلى أن من حق المريض الشكوى ضد الأطباء في حال تم وصف دواء يسبب الإدمان دون الحاجة له.
وأشار د.النفيعي، في تصريح لـ«الوطن»، إلى أن صرف الأدوية المخدرة دون معرفة الطبيب بخطورتها أو أعراضها الجانبية أو أثارها الإدمانية أو حتى التشخيص الذي من أجله يجب إعطاء تلك الأدوية هو يدخل ضمن الإهمال الطبي.
وتابع النفيعي، «هناك تساهل في صرف الأدوية المتعلقة بالاكتئاب، حيث ليس كل من أصيب بإحداها لفترة بسيطة يمكن وصف تلك الأدوية له».
وأوضح أن هناك تشخيصين للاكتئاب قبل صرف الأدوية، الأولى أن يكون مزاج المريض غير طبيعي ومكتئباً لمدة تزيد عن أسبوعين متتالين، ومنها فقدان الاستمتاع بالحياة أو عدم الرغبة فيها وغيرها من الأعراض التي قد تصيب أي شخص لفترة وقتية، إلا أن استمرارها لأسبوعين متتاليين فأكثر يعني وجود مشكلة.
وقال «يمكن أن يصاب الشخص بالاكتئاب لمدة تزيد عن تلك الفترة في حال وفاة أحد أقربائه أو أحبائه، ولا يمكن تشخصيه على أنه اكتئاب في تلك الحالة، ولا يمكن لنا صرف الأدوية فيها».
وأشار إلى أن من حق المريض تقديم شكوى ضد الطبيب في حال وصف له دواء يسبب الإدمان دون أن يشرح له ذلك ويدونه في الملف الطبي للمريض، والجرعات التي يجب أن يأخذها دون زيادة، وكل ما يتعلق حولها.
وحذر النفيعي من أن العديد من الأدوية المخدرة يمكن صرفها من الصيدلية دون ضوابط أو وصفات طبية خصوصا دواء «يفكسور» رغم أنه من المؤثرات النفسية، والذي قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة، مؤكداً ضرورة تقييد صرف مثل تلك الأدوية.
وحول صرف الأدوية لمرضى الإيدز، قال النفيعي إنه لا يمكن استخدام أدوية «الايفكستور» و«تربتيزول» معاً إلا في حالات نادرة جداً، معبراً عن استغرابه من صرفها لمرضى الإيدز المشار إليهم.
وأوضح أن بروتوكولات الطب النفسي تحدد أنه في حالة عدم تحسن المريض المصاب بالاكتئاب خلال 6 – 8 أسابيع، يتم رفع الجرعة والأدوية الأقل تأثيراً، ثم الانتقال للأدوية الأقوى في حال الفشل مجدداً.
وتابع، في حال الفشل مجدداً يتم الانتقال لأنواع أقوى ومنها ما أشير إلى وصفه لمرضى الايدز، رغم أنه ما يصرف لهم يمنع صرفه معاً. وقال إن أدوية الاكتئاب لا تصرف معاً، خصوصاً إن كانا دواءين قويين، إلا في حال الفشل التام وهي في حالات نادرة وقليلة جداً.
وأشار إلى وجود مشكلة كبيرة تواجه الأدوية المخدرة أن الأطباء غير المختصين بالطب النفسي هم من يوصفون الحبوب والأدوية تلك، فضلاً عن الصيدليات التي توصفها مـن عندها دون وصفة مختومة مـــن طبيب نفسي معتمد.