عواصم - (وكالات): بدأت تركيا تحقيقاً في عملية تنصت بعد تسريب وقائع اجتماع بين كبار المسؤولين بحثوا فيه إمكانية القيام بعمل عسكري في سوريا على موقع «يوتيوب» مما ينذر بحملة حكومية على معارضيها السياسيين بعد الانتخابات البلدية الحاسمة التي تنطلق اليوم، والتي تمثل اختباراً صعباً لحزب «العدالة والتنمية» ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
ويعد تسجيل الاجتماع بين رئيس المخابرات التركية ووزير الخارجية ونائب قائد الجيش أخطر تسريب من التسريبات عالية الحساسية التي ظهرت في الأسابيع القليلة الماضية وهي فضيحة وصفها رئيس الوزراء التركي بأنها مؤامرة لتخريب الدولة والإطاحة به.
وينحي أردوغان ومعاونوه باللائمة على حركة «خدمة» التابعة لرجل الدين الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة فتح الله غولن وهوحليف سابق يتمتع أتباعه بالنفوذ في الشرطة والقضاء واتهمها بإدارة «حملة قذرة» من التجسس لتوريطه في الفساد قبيل الانتخابات البلدية الحاسمة اليوم.
وقال أردوغان أمام حشد من أنصاره في إسطنبول متعهداً بفوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات «غداً سنلقن هؤلاء الكذابين والمفترين درساً».
وأدلى الكاتب والأستاذ الجامعي التركي المقرب من فتح الله غولن، اوندر ايتاتش بإفادته في إطار التحقيق المفتوح بعد التسريب المحرج للحكومة التركية على الإنترنت لمضمون اجتماع حول سوريا، كما ذكرت وسائل الإعلام.
وأوقف الخبير في الشؤون الأمنية وصاحب عدد من الكتب وكاتب عمود في صحيفة «طرف» المعارضة، احترازياً لأنه «أوحى في برنامج تلفزيوني أنه مطلع» على وجود تنصت يورط السلطة.
وذكرت الصحافة التركية أن ايتاتش أخلي سبيله.
ويبدو من الشريط المسجل الذي وضع على «يوتيوب» أن 4 مسؤولين أتراكاً منهم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ورئيس جهاز الاستخبارات حقان فيدان يناقشون سيناريو عملية سرية من شأنها تبرير رد عسكري تركي في سوريا. في الوقت ذاته، يتنافس أردوغان والمعارضة لكسب تأييد الناخبين في إسطنبول عشية الانتخابات البلدية الحاسمة. ويواجه أردوغان وحزبه المعروف بميوله الإسلامية والذي يمسك بزمام السلطة منذ نحو 10 سنوات، أول اختبار انتخابي بعد أشهر من الاضطرابات السياسية والاحتجاجات الشعبية الحاشدة وفضيحة الفساد التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ووسط جو من انعدام الثقة وانتخابات اليوم التي يحق لأكثر من 50 مليون شخص التصويت فيها، يعتزم حزب الشعب الجمهوري المعارض وعشرات آلاف المتطوعين من المواطنين مراقبة عملية فرز الأصوات. وتعتبر الانتخابات حاسمة لأردوغان الذي يسعى إلى الحفاظ على هيمنته على السلطة رغم الاضطرابات الأخيرة. ويسعى أردوغان إلى الحصول على منصب الرئيس خلفاً لعبد الله غول في الانتخابات التي ستجري في أغسطس المقبل وهي الأولى التي سينتخب فيها الأتراك رئيساً للدولة.