المصدر: لا يوجد نظام محاسبة لمعرفة عدد المرضى الذين عاينهم الاستشاريون خلال العيادة الصباحية
استشاريون يعاينون مرضى قليلين خلال عيادتهم الصباحية لتحويل الباقي لـ«الساعات الممتدة»
أطباء يحولون مرضاهم من عياداتهم الخارجية إلى «الساعات الممتدة»
«لوبي» استشاريين يمارس الهدر في ظل غياب الرقابة والضوابط والقرارات الحازمةكتب - حذيفة إبراهيم:
كشف مصدر مطلع في مستشفى السلمانية الطبي عن استغلال بعض الأطباء الاستشاريين لنظام الساعات الممتدة المطبق بالمستشفى في عملية فساد كبيرة تهدر جزءًا من ميزانية المستشفى ويحصلون من ورائها كسباً غير مشروع.
وأشار المصدر، في تصريح خاص لـ»الوطن»، إلى أن هؤلاء الأطباء الاستشاريين كونوا «لوبياً» داخلياً مع بعض الإداريين في تلك العملية، انطلاقاً من مبدأ «شيلني وأشيلك»، حيث يأخذون عيادات صباحية قليلة خلال الأسبوع للحصول على الساعات الممتدة، والتي يحصلون من خلالها على مبالغ تصل إلى 70% من الراتب الأساسي.
وتواصلت «الوطن» مع عدد من المسؤولين بالمستشفى دون جدوى للتعليق حول الموضوع.
وأوضح أن بعض الأطباء الاستشاريين يرفضون الجلوس في العيادات الصباحية خلال أيام الأسبوع لمدة تزيد عن يوم أو يومين، ولا يتم الكشف على العديد من المرضى خلال تلك الأيام، بينما يطلبون الساعات الممتدة، رغم أنهم يستطيعون الكشف على المرضى خلال العيادات الصباحية.
وبيّن المصدر أنه لا يوجد نظام للمحاسبة أو الكشف وراء الأطباء وكم عدد المرضى الذين تمت معاينتهم خلال العيادة الصباحية أو الساعات الممتدة، ويتم التستر عليهم من قبل أشخاص داخل المستشفى.
وقدر عدد الأطباء الذين يمارسون تلك الأعمال غير الأخلاقية للحصول على مكسب إضافي بحوالي ربع الاستشاريين في المستشفى، دون أن يحدد تخصصاتهم.
وأشار إلى أن الساعات الممتدة تم تطبيقه لاستيعاب زيادة الطلب على الأطباء في السلمانية، مقابل دفع مبالغ تصل إلى 70% من الراتب الأساسي للطبيب، بالإضافة إلى كونه يستهدف الحالات الصعبة أو التي تحتاج لأوقات كشف طويل، إلا أن ما يجري لدى بعض الأطباء الاستشاريين عكس ذلك.
وقال إن بعض الأطباء الاستشاريين يعاينون مرضى قليلين خلال عياداتهم الصباحية لتحويل الباقي إلى الساعات الممتدة، والتي تكون عادة بين الـ 2 ظهرا والـ 4 عصراً، فيما يقوم آخرون بتسجيل المرضى على الساعات الممتدة دون أن تتم معاينتهم فعلياً.
وبيّن أن آخرين يتقاضون بنظام الساعات الممتدة دون أن يكون هناك دوام فعلي لهم، حيث يأتون في بداية تلك الساعات للبصم على الجهاز، ومن ثم نهاية الدوام لتسجيل الخروج مرة أخرى، بينما لا تتم معاينة سوى مريض أو مريضين خلال تلك الفترة فقط.
وأوضح أن آخرين يحولون مرضاهم من عياداتهم الخارجية إلى الساعات الممتدة في السلمانية، ويتقاضون الأجور من «مكانين» في الوقت ذاته.
وبيّن أن البعض الآخر لديه عيادة واحدة صباحية طوال أيام الأسبوع، ولا يعاين فيها المرضى، إلا أنه يحولهم إلى نظام الساعات الممتدة، والتي هي الأخرى لا يكون موجوداً إلا حين وقت الدخول والخروج، بينما لا تتم محاسبته على عدد المرضى الفعلي الذين تم الكشف عليهم، رغم أنه يتقلد منصباً في المستشفى.
ولفت المصدر إلى أن غياب الرقابة والضوابط أدى لتلك الممارسات العشوائية، بينما ينتظر بعض المرضى لأشهر للحصول على موعد، فيما تحاول وزارة الصحة تقليص فترات الانتظار لهؤلاء المرضى.
وقال إن نظام الساعات الممتدة يدر على بعض الأطباء الاستشاريين مبالغ قد تصل إلى ألف دينار شهرياً، رغم أنهم فعلياً لا يقومون بالوظائف المطلوبة منهم سواء في المعاش الأصلي أو مكافآت الساعات الممتدة.
وأشار إلى أن الاستشاريين الذين يرفضون أخذ عيادات صباحية لأكثر من يوم أو يومين خلال الأسبوع يتذرعون بأن لديهم مهام أخرى داخل المستشفى سواء مع الطلبة أو المتدربين أو غيرها، بالرغم من أنهم لا يؤدون تلك الأعمال هي الأخرى كما هو مطلوب منهم.
وأوضح المصدر أن «اللوبي» الذي يجري داخل أروقة المستشفى بين هؤلاء الاستشاريين يمارس تلك الأعمال دون حسيب أو رقيب، وفي ظل عدم وجود قرارات حازمة من الإدارة.