في الحديث النبوي الشريف: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» وفي الحديث الآخر «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك».
في نظر الكثيرين أن في هذين الحديثين معايير كافية لكيفية اختيار شريك الحياة وأنا منهم فهذا الكلام ليس كلام شخص عادي وإنما هو كلام حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، المشكلة تكمن في حقيقة التدين هنا، فكم من شاب لئيم يتخفى تحت رداء الدين، يظهر الصلاح والرقة في التعامل بغية نيل مراده، وكذلك الحال بالنسبة للفتيات.. فكثير من الفتيات وللأسف تلعب دور الشريفة وبمجرد أن يتم الزواج ينزع كل منهم قناعه ويكشف وجهه الحقيقي للآخر.
تروي إحدى المتزوجات أن زوجها خطيب معروف في أحد البلدان العربية، و«قد كان زوجي معتاداً أن يعد خطبته ليلة الجمعة من كل أسبوع.. كان زوجي يدخل إلى مكتبه الخاص ويطلب منا الهدوء حتى يركز ويستطيع كتابة خطبته العصماء ليلقيها في اليوم التالي.. كان الزوج يقضي قرابة ساعتين أو ثلاث لوحده وبعدها يخرج من الغرفة وقد استحم. تقول الزوجة لم أكن ألقي بالاً لهذا الاستحمام حتى أتى ذلك اليوم الأسود، في أحد الأيام أرسلت لنا جارتنا طبق حلوى لذيذ وكنت أعلم أن زوجي يحب هذا الطبق ولذا قطعت له قطعة وذهبت إلى غرفته لأعطيه منها.
عندما اقتربت بدأت أسمع بعض الأصوات الغريبة تصدر من الغرفة، اقتربت أكثر وأكثر للباب، وعندما وصلت للباب كان الباب مفتوحاً، حيث إن زوجي نسي أن يقفله في هذه المرة.. تقول وعندما فتحت الباب وجدت زوجي يشاهد مقطعاً إباحياً وفي وضع لا يليق بخطيب جمعة!! تضيف: انصدمت لما رأيت، فلم أكن أشك أن زوجي الخطيب المعروف يقوم بهكذا تصرفات صبيانية».
الكثير من الرجال اليوم يتخفون تحت رداء الدين، وليس القصد هنا التشكيك في أهل الخير والصلاح، ولكن هذه مشكلة موجودة ومنتشرة للأسف، ولذا فإني أعتقد أن مجرد الحكم على الشخص من خلال هيئته ليس كافياً للحكم عليه، ويستحضرني موقف هنا عن رجل تقدم لخطبة ابنة أحد الرجال وعندما رأى الأب أن ثوب الرجل مطابق للسنة اعتبر الأب أن هذا الرجل مناسباً لزوجته بدون سؤال!!
الدين أساس في الاختيار وكل شخص يطمح للارتباط برجل ذي خلق ودين، ولكن هذا ليس كافياً في هذه الأيام، يجب ألا يرتبط الشخص حتى يتأكد من كل شيء يهمه، فالزواج ليس للتسلية كما ذكرنا في سابق المقالات وإنما هو مسؤولية وشراكة مدى العمر.
احرصوا أيها الشباب على التعرف على شريك حياتكم قدر الإمكان قبل التفكير في الارتباط به، لا تسلموا قراراتكم لغيركم فأنتم من سيعيش مع هذا الشخص طول العمر، لأنه إذا لم تكونوا مقتنعين به تماماً فإن مصير هذه الزيجة سينتهي للفشل الذريع، وهذا ما لا يتمناه أي عازم على الزواج.
عمر الحمر