الرياض - (وكالات): بايع السعوديون الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولياً لولي العهد السعودي أمس واليوم. وقال بيان رسمي سعودي إن الأمير مقرن بدأ ظهر أمس استقبال الأمراء والعلماء والمشايخ والوزراء والمواطنين الذين قدموا لمبايعته ولياً لولي العهد السعودي على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والأمير مقرن يشغل حالياً منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص للملك. ووافقت هيئة البيعة التي تضم 34 عضواً، على اختيار الأمير مقرن بأغلبية فاقت ثلاثة أرباع الأعضاء.من جهة أخرى، قال دبلوماسيون إن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسعودية وإجرائه محادثات مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في منتجع روضة خريم شمال شرق الرياض، ستحقق الاستقرار للتحالف الأمني الإقليمي والوثيق بين الجانبين بعد تباين المواقف بين الرياض وواشنطن بشأن التطورات في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة. وأوضح الدبلوماسيون أن قيام أوباما بالزيارة وبحث قضايا جوهرية مع العاهل السعودي سيقلل هامش الخلافات العلنية ويبرز مدى تقدير الجانبين للتحالف. وزار أوباما السعودية أكبر دول العالم تصديراً للنفط بهدف التخفيف من حدة مخاوف سعودية أن الولايات المتحدة تتراجع عن التزامها بأمن حلفائها في الشرق الأوسط والسماح لإيران بزيادة نفوذها في المنطقة. وكانت هذه المخاوف الناتجة عن موقف الولايات المتحدة الذي اتسم بالحذر من الحرب في سوريا التي تؤيد السعودية فيها المعارضة بينما تؤيد طهران نظام الرئيس بشار الأسد.من جانبه، قال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي بن رودس إن العلاقات بين البلدين تحسنت منذ الخريف الماضي بفضل تنسيق أفضل بشأن مساعدة مقاتلي المعارضة في سوريا.وقال مصطفى العاني المحلل الأمني وثيق الصلة بوزارة الداخلية السعودية «الفيصل هو ما إذا كانت السياسة الأمريكية بشأن سوريا ستتغير بسرعة كافية أم لا». واتفق رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي عبدالله العسكر مع هذا الرأي فقال «كما تعلمون قبل الزيارة كانت العلاقات فاترة لكن ليس لدرجة تجعلها في خطر»، مضيفاً أنه يتحدث بصفة شخصية وأنه ليس لديه معلومات مباشرة عما بحثه أوباما مع العاهل السعودي. قال «إذا طرأ تغيير في السياسة الأمريكية فسيعني أن الأمريكيين يتفهمون الآن القصة الحقيقية». واهتزت ثقة السعودية في أوباما بمواقفه تجاه عدد من القضايا الجوهرية. وفي العام الماضي بلغ السيل الزبى عندما تراجع أوباما عن توجيه ضربات جوية لقوات الرئيس السوري بشار الأسد ثم عندما توصلت واشنطن وخمس قوى غربية أخرى لاتفاق أولي مع إيران بشأن برنامجها النووي. وتأمل الرياض في حدوث تطورات ملموسة في تحسين تدفق الأسلحة على المعارضة السورية، خاصة بعد أن ذكرت وسائل إعلام أمريكية الأسبوع الماضي أن البيت الأبيض يبحث خطة جديدة تنطوي على تقديم المزيد من السلاح وزيادة جهود التدريب.